رغم أنه السبت أعلنت قوات سوريا الديمقراطية انطلاق معركة تحرير الرقة في غضون أيام، لا تزال قواتها لم تدخل بعد المدينة، بل تواصل القصف من بعد بضعة كيلومترات، وسط تهيء واستعداد عربي وسوري لرؤية تحرير الرقة - معقل تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، من أيدي التنظيم الإرهابي قبيل نهاية شهر رمضان الكريم.
ورغم أن رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم اعلن أمس الأحد أن "معركة انتزاع مدينة الرقة السورية من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية بدأت" على حد قوله، ورغم عدم مشاركة قوات تركية مباشرة فيها، الا أنه تحدث عن قيام الولايات المتحدة بإبلاغ أنقرة بها.ونقلت وسائل إعلام محلية، بينها وكالة انباء الأناضول الحكومية، عن يلدريم قوله إن "عملية الرقة، التي خطط لها قبل مدة طويلة، بدأت في وقت متأخر من الثاني من حزيران/يونيو. زودتنا الولايات المتحدة بالمعلومات الضرورية المتعلقة بهذه المسألة قبل العملية"، علما أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان كان قد نفى أي مشاركة لقوات تركية بالعملية.
وأعلنت قوات "قسد" اليوم الاثنين عن تحريرها أربع قرى في محيط الرقة، وقتل أكثر من 36 مقاتلا من تنظيم داعش. بينما تستمر هذه القوات محاولة التقدم في محيط الرقة، التي لا تزال رهن حصار مشدد من قبل القوات الكردية السورية المشتركة بضمن قوات سوريا الديمقراطية.
وتمكن مقاتلو حملة "غضب الفرات" من تحرير قرى العدنانية، بير هاشم، سيكورة (سيغورا) وربيعة، الواقعة شمال غرب الرقة، بينما قامت القوات السورية بحملة تمشيط للقرى المحررة وتنظيفها من مخلفات الألغام.
وفي الجهة الغربية لمدينة الرقة تستمر الاشتباكات في قرية هاوي هوى، وفي هذه القرية دمر المقاتلون دراجة نارية مفخخة للمرتزقة، ومعمل لصناعة الذخيرة والعربات المفخخة. ولا تزال المعارك مستعرة أيضا في يعربية، وأبو سوس.
وأمس الأحد انتزعت قوات سوريا الديمقراطية السيطرة على أحد السدود الاضافية على نهر الفرات من أيدي تنظيم الدولة الاسلامية في أحدث مكسب.من جانبه أعلن الناطق بلسان التحالف الدولي لمحاربة داعش، الكولونيل (العقيد) رايان ديلون، أن قوات سوريا الديمقراطية، هي الوحيد المخول بالإعلان عن لحظة انطلاق معركة الرقة في سوريا.
وقال ديلون إن "الأسلحة التي نقدمها لقوات سوريا الديمقراطية هي لفترة وجيزة"، مشيراً إلى أنه سيتم تشكيل قوة لمنع عودة "داعش" بعد طرده من الرقة.وأصبحت الرقة محاصرة بالفعل بطوق عسكري لا يبعد أكثر من 7 كيلومترات في أحسن الأحوال، الأمر الذي مكَّن "قسد" من البدء بقصف مدفعي بالهاون على مدار الساعة على أحياء المدينة، فيما يواصل الطيران الأميركي قصف الأهداف المتحركة لتنظيم "الدولة" على طول خطوطه الدفاعية، إضافة لاستهداف عدد من المنشآت لأسباب لا يمكن وصفها بالعسكرية البحتة، مثل مقسمي البريد في الدرعية ودوار الساعة.