قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، إن القائد مروان البرغوثي أجل تعليق إضرابه المفتوح عن الطعام، من منطلق أخلاقي ومسؤول، لحين تأكده من أن إدارة سجون الاحتلال لن تفرض عقوبات على الأسرى المضربين، كذلك لضمان عودة الأسرى إلى أقسامهم، مؤكدا أنه بدأ بتناول السوائل و"الشوربة".
وأكد قراقع، خلال مؤتمر صحفي عقد في مركز الإعلام الحكومي، اليوم الإثنين، للحديث حول تفاصيل الاتفاق الذي جرى مع إدارة مصلحة سجون الاحتلال، أن البرغوثي كان على رأس المفاوضين في سجن عسقلان، في مفاوضات استمرت لأكثر من عشرين ساعة.ولفت أنه تم التوصل لاتفاق حول 80% من القضايا الإنسانية، في حين بقيت هناك قضايا عالقة، من المقرر أن يتم التفاوض عليها مع إدارة السجون وبحثها لاحقا.
وأكد أن الإعلام الإسرائيلي تحدث عن أن الأسرى لم يحققوا سوى مطلب واحد، وهو المتعلق بإعادة الزيارة الثانية، وخداع الراي العام الإسرائيلي، من خلال الادعاء أن إدارة السجون لم تفاوض قيادة الأسرى وترضخ لمطالبهم، وبقيت على موقفها في عدم الاستجابة لهم.وتابع أن المطالب المطروحة شاملة تتعلق بتفاصيل حياة الأسرى، التي يعتبرها البعض شكلية، مشيرا إلى أن الأسرى وحدهم من يدركون أهميتها، التي من ضمنها رفع المنع الأمني عن عائلات الأسرى وقضية التنقل بـ"البوسطة".
وأوضح قراقع أن تعيين عميد الأسرى كريم يونس عضوا في اللجنة المركزية لحركة "فتح"، يعد إنجازا سياسيا، خاصة أنها تعد أعلى هيئة قيادية في الحركة، معتبرا أن هذه الخطوة تأتي ردا على الاحتلال الذي يروج أن الأسرى "إرهابيين".
وقال إن الإضراب خلق حالة دولية تجاه قضية الأسرى، وأعادها إلى الواجهة، بحيث أصبح العالم يعرف عن قضيتهم بشكل أكبر، مطالبا المؤسسات الدولية بأن تؤدي واجبها الإنساني والأخلاقي تجاههم، والضغط على الاحتلال لوقف انتهاكات الاحتلال بحقهم.وتحدث قراقع حول الدور الذي قامت به السلطة الوطنية الفلسطينية خلال فترة الإضراب، مؤكدا أن الرئيس محمود عباس شكل فريقا مكونا من عدد من مسؤولي الأجهزة الأمنية ورئيس هيئة الشؤون المدنية حسين الشيخ، الذين أجروا اتصالات مكثفة مع الاحتلال من أجل فتح حوار مع قيادة الإضراب، والاستجابة لمطالبهم.
من ناحيته، ثمن رئيس نادي الأسير قدورة فارس، قرار السلطة الوطنية الفلسطينية بتغطية نفقات الزيارة الثانية لعائلات الأسرى، بتكلفة مليون دولار سنويا.
وأشار إلى أن المستوى السياسي الإسرائيلي اتخذ قرارا بعدم التعاطي مع الأسرى المضربين، أو التفاوض مع قادة الإضراب أو الاستجابة لمطالبهم، بدعوى أنها غير عادلة كون الأسرى "قتلة" و"إرهابيين" على حد زعمهم، مؤكدا أن الاحتلال في نهاية الأمر خضع للأسرى وهذا يشكل انتصارا لهم.وأشار إلى أن هذه المعركة انتصرت منذ اللحظة التي اتخذ فيها الأسرى قرارا بمواجهة الاحتلال، الذي حاول بكل الطرق كسر الإضراب وضرب عزيمة الأسرى، مؤكدا أن ما أنجزه الأسرى سيسهم في تغيير حياتهم، كما كرسوا من خلال إضرابهم مفهوم "أن بوسعك أن تقاوم وتنتصر حتى لو كانت الظروف صعبة"، مرحبا بخطوة تعيين عميد الأسرى كريم يونس عضوا في اللجنة المركزية لحركة "فتح".
من ناحيته، قال رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين أمين شومان، إن الإضراب استطاع كسر قرارات الاحتلال بعدم التفاوض مع قادة الإضراب، أو قائده مروان البرغوثي، كذلك عدم الاستجابة لمطالب الأسرى.وأوضح أنه للمرة الأولى يتم تشكيل اللجنة الوطنية لإسناد إضراب الأسرى في كافة محافظات الوطن التي ضمت عددا من المؤسسات والقوى والفصائل وشخصيات من اللجنتين التنفيذية والمركزية، وهذا يعني أن الكل الفلسطيني انخرط في مواجهة الاحتلال ودعم الحركة الأسيرة.بدوره، طالب مدير مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية (حريات) حلمي الأعرج، بنقل ملف الأسرى إلى الجنائية الدولية لمساءلة الاحتلال، كذلك تدويل قضية الأسرى والتركيز على حريتهم، وطرح قضيتهم على أنها سياسية ووطنية.