السفير الامريكي : ترامب لن يطلب من نتنياهو وقف الاستيطان

السفير الامريكي في اسرائيل

قال السفير الأمريكي الجديد إلى اسرائيل دافيد فريدمان في مقابلة صدرت يوم امس الاربعاء ، أن الولايات المتحدة لن تطالب اسرائيل بوقف الإستيطان كشرط مسبق لمفاوضات السلام.

“لا يوجد لدينا مطالب لتجميد الإستيطان”، قال لصحيفة “يسرائيل هايوم” الاسرائيلية ، وأضاف أن إدارة ترامب لا تعتقد بأن وقف البناء في المستوطنات سوف يدفع المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية إلى الأمام.“كما ترون، خلافا لما جرى عام 2009، عندما طالبت وزيرة [الخارجية هيلاري] كلينتون بتجميد تام للإستيطان ومع ذاك لم يشارك رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بالمفاوضات حسب زعمه  هنا لا يوجد لدينا مطالب بتجميد الإستيطان و زعم السفير الامريكي ان الرئيس عباس مستعد للقاء مع رئيس وزراء اسرائيل بدون شروط مسبقة”.

وقال فريدمان، الذي أصبح السفير الأمريكي إلى اسرائيل بشكل رسمي بعد تقديمه أوراق اعتماده الى الرئيس رؤوفن ريفلين خلال حفل في منزل الرئيس في القدس يوم الثلاثاء، أيضا أن موقف ترامب بالنسبة للمستوطنات “مختلف جدا” عن موقف الرئيس السابق باراك اوباما.

“إذا كنتم تنظرون لما قاله الرئيس منذ توليه منصبه بالنسبة للمستوطنات، موقفه كان مختلف جدا من موقف ادارة اوباما. لم يعلن ان المستوطنات عقبة أمام السلام؛ لم يطالب بتجميد الإستيطان؛ لقد عمل من أجل توصل الإسرائيليين الى تفاهم مشترك حول طريقة التقدم الى الأمام”، قال.وطالما كانت المستوطنة مسألة شائكة في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، مع ادعاء الفلسطينيين والكثير من المجتمع الدولي ان توسيع المستوطنات تهدد الإستمرار الجغرافي للدولة الفلسطينية العتيدة.

وخلال لقاء مع نتنياهو ففي البيت الأبيض في شهر فبراير، قال ترامب: “أريد أن تنتظر مع المستوطنات قليلا”. وقال لصحيفة “يسرائيل هايوم” خلال مقابلة في شهر فبراير أنه لا يعتقد أن المستوطنات تساعد في عملية السلام، وأنه لا يعتبر المستوطنات “أمر جيد للسلام”. وأضاف قائلا: “كل مرة تأخذوا راضي للمستوطنات، يبقى أقل أراضي. ولكننا ننظر الى ذلك، وننظر الى امكانيات أخرى أيضا. ولكن لا، أنا لست شخص يعتقد بأن الإستمرار مع هذه المستوطنات هو أمر جيد للسلام”.وبالرغم من معارضة ترامب المعلنة للبناء الجديد في المستوطنات، وافقت اسرائيل على حوالي 5,500 منزلا جديدا في الضفة الغربي والقدس الشرقية منذ تنصيب الرئيس الأمريكي في شهر يناير؛ ولم يرد البيت الأبيض بالإنتقادات على الإعلان عنها.

وفي شهر مارس، وافقت اسرائيل على تحديدات إرادية على البناء في المستوطنات بما اعتبر كبادرة موجهة لإدارة ترامب بعد فشل مفاوضات استمرت اشهر بين الطرفين بالتوصل الى تفاهم حول المسألة.وأعلن البيت الأبيض حينها أنه “يرحب” بالخطوة، وحذر أيضا اسرائيل من اطلاق مشاريع بناء ضخمة.وبحسب التحديدات، وافقت القدس عدم بناء اي مستوطنة جديدة أو بؤرة استيطانية، بينما حددت البناء الجديد داخل المستوطنات القائمة. ولكن في حال عدم تمكن البناء بحسب هذه التحديدات لأسباب قانونية، أمنية، أو من ناحية التضاريس، سيتم بناء منازل جديدة خارج حدود المستوطنات القائمة ولكن بأقرب منطقة ممكنة.

واعلن نتنياهو في شهر مارس عن التحديدات الجديدة، التي ورد أنه قال انها تمت من أجل “أخذ مطالب الرئيس [الامريكي] بعين الإعتبار”، وجاء الإعلان بعد تصويت مجلس الأمن بالإجماع للموافقة على مستوطنة جديدة لسكان بؤرة عامونا الإستيطانية التي تم إخلائها. وستكون هذه المستوطنة أول مستوطنة جديدة في الضفة الغربية منذ اتفاقية اوسلو عام 1993.

ومتطرقا الى المستوطنة الجديدة المخططة، قال فريدمان خلال المقابلة يوم الأربعاء أن ترامب “يعلم بأمر حاجة الحكومة الإسرائيلية استبدال بلدة عامونا”وبخصوص زيارة ترامب الى اسرائيل في الأسبوع المقبل، التي تأتي وسط محاولة الرئيس الأمريكي لإحياء مفاوضات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين وتحقيق اتفاق سلام، قال فريدمان انه لا يعتقد بأن ترامب سوف يصل مع أي اقتراح محدد للمساعدة في إحياء عملية السلام.“أنا واثق نسبيا بأن الرئيس لن يأتي إلى اسرائيل مع أي خطة أو خارطة طريق محددة، أو أي تفاصيل محددة حول السلام”، قال.“اعتقد أنه أوضح أن ما يريد رؤيته في البداية هو لقاء الأطراف بدون شروط مسبقة وبدء حوار على أمل أن يؤدي الى السلام”، قال. “لا أعلم إن كان [ترامب] سوف يطلب من اسرائيل إجراء تنازلات أصلا”.