رام الله الإخباري
اكد الأردن ومصر والسلطة الفلسطينية على حل الدولتين، الذي يفضي الى قيام دولة فلسطينية بحدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، فيما دعت منظمة التحرير الفلسطينية اسرائيل الى "الاختيار بين المستوطنات او السلام". واكد مسؤولون من الدول الثلاث في عمان امس الالتزام بتحقيق السلام "خيارا عربيا استراتيجيا، وفرصة تاريخية لإنهاء الصراع بين العرب واسرائيل، وابدوا تفاؤلا بالتزام الرئيس الاميركي دونالد ترامب بإنهاء الصراع وإحلال السلام في المنطقة.
واكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين ايمن الصفدي، في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية المصري سامح شكري وامين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات بعد عقد المسؤولين الثلاثة اجتماعا تنسيقيا في عمان امس، ان الاجتماع الثلاثي "أكد على ان الالتزام بتحقيق السلام هو خيار عربي استراتيجي، وفرصة تاريخية لإنهاء الصراع بين العرب واسرائيل". وقال انه تم التشديد ايضا على ان حل الدولتين، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة بحدود 1967 "هو الأساس لتحقيق الإستقرار في المنطقة, الأردن ومصر والسلطة الفلسطينية ثمنوا التزام الرئيس الامريكي دونالد ترامب بإنهاء الصراع وإحلال السلام في المنطقة، وانهم لمسوا التزاما حقيقيا من ترامب بتحقيق السلام".
وأشار الصفدي الى اللقاءات التي أجراها الملك عبد الله الثاني والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والرئيس الفلسطيني محمود عباس مع الرئيس الأميركي، "حيث لمسنا جميعا أن هناك التزاما اميركيا بحل الصراع، ونحن ملتزمون بما أكده القادة العرب خلال اللقاءات مع الرئيس ترامب". وقال الصفدي، ردا على اسئلة الصحفيين، ان "الكل مقتنع بان الرئيس الاميركي يريد التحرك بشكل فاعل من أجل تحقيق السلام، وكلنا ملتزمون بان نعمل معه من اجل تحقيق السلام وإنهاء الانسداد السياسي".
واضاف: "كلنا يعرف ان حل القضية الفلسطينية واعادة ضخ الامل هو شرط أساسي من اجل سحب البساط من تحت أقدام كل المتطرفين الذين يريدون ان يستغلوا هذا اليأس والاحباط من أجل فتح أجندة الكراهية".وردا على سؤال حول موقف الحكومة من الهجوم الذي شنه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على الاردن تعقيبا على استنكار الحكومة لقتل جنود الإحتلال للمواطن الاردني الشهيد محمد عبدالله سليم الكسجي أول من أمس في القدس الشرقية، اكد الصفدي ان الأردن "سيبقى صوتا للعقلانية والسلام (..) وبالعمل السلمي سبيلا لتحقيق السلام مع الاحتلال الاسرائيلي".
وقال الصفدي إن "الأردن كان وما يزال صوتا للعقل والسلام ولم تنفك المملكة تسعى لتحقيق الأمن". وأكد على أن "مواقفنا في رفض العنف والإرهاب واضحة للجميع .. وجهودنا مستمرة لتحقيق السلام في المنطقة، بما يضمن الأمن والسلام للفلسطينيين والإسرائيليين معا". وفيما يتعلق بقضية الاسرى الفلسطينين المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال، اكد الصفدي دعم مطالب الاسرى المضربين "وضرورة تطبيق اتفاقيات جنيف فيما يتعلق بالأسرى"، مشيرا إلى انه تم بحث هذه القضية مع الإدارة الأمريكية.وقال الصفدي أنه تم التاكيد ايضا على التعاون مع المجتمع الدولي في محاربة الإرهاب.واعلن الصفدي عن عقد الاجتماع التنسيقي المقبل بين الاطراف الثلاثة في القاهرة يليه عقد اجتماع تنسيقي في فلسطين.
فيما أكد عريقات على أن القضية الفلسطينية هي "مفتاح الامن والسلام وهزيمة الارهاب في المنطقة". مشددا على اهمية التنسيق الأردني الفلسطيني المصري. وقال: "لم نتسلم ورقة من اسرائيل الا وتشاورنا مع الاردن ومصر، فهم اصحاب مصلحة بقضايا الوضع النهائي وهي القدس والحدود والامن واللاجئين والمياه".
ودعا عريقات اسرائيل الى "الاختيار بين المستوطنات او السلام". وقال: "أنا أحث الحكومة الإسرائيلية حقا على الاختيار بين المستوطنات أو السلام، وآمل أن يختاروا السلام".
واضاف ان "مواصلة النشاطات الاستيطانية على أرض يفترض أن تكون الدولة الفلسطينية في المستقبل هو إرسال رسالة واحدة إلى الناس أن أولئك الذين يواصلون أنشطة المستوطنات لا يريدون حل الدولتين".
وشدد عريقات ان "الوقف الكامل لأنشطة الاستيطان ليس شرطا فلسطينيا، بل هو التزام إسرائيلي .. خريطة الطريق الدولية تحدده، بان على إسرائيل أن توقف الأنشطة الاستيطانية بما في ذلك النمو الطبيعي".
وقال عريقات ان "ما سمعناه من الرئيس ترامب كان مشجعا للغاية سمعنا منه التزاما قويا وحقيقيا بسعي الادارة الاميركية لانهاء معاناة الشعبين والتوصل الى صفقة سلام تاريخية". وتابع "نحن على استعداد مع اشقائنا العرب لبذل كل جهد ممكن لتحقيق هذه الغاية".
بدوره، أكد وزير الخارجية المصري أن هنالك أفاقا حقيقية لإحياء محادثات السلام وفقا لمبادرة السلام العربية. وقال "نعمل من خلال الدول العربية لتحقيق الهدف المنشود وصولاً الى اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية". واوضح ان هدف الاجتماعات "تعزيز التنسيق فيما بيننا لتحقيق المصلحة المشتركة". وقال شكري ان "هناك تطلعا عربيا من أجل تحقيق السلام، وحل سلمي عادل وشامل واقامة دولة فلسطينية وانهاء الصراع مع اسرائيل".
واكد البيان الصادر عن اللقاء الثلاثي امس ان الاجتماع "بحث تنسيق الجهود من أجل إنهاء الإنسداد السياسي في العملية السلمية، وإطلاق مفاوضات جادة وفاعلة لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين".
وأكد المجتمعون، بحسب البيان، تفعيل التنسيق والتشاور وإدامتهما، والالتزام بتحقيق السلام خيارا عربيا استراتيجيا، كما أكد بيان عمان، الذي أجمع عليه القادة العرب في القمة العربية الثامنة والعشرين، التي استضافتها المملكة في آذار(مارس) الماضي، والتي أعادت إطلاق مبادرة السلام العربية التي تشكل الطرح الأكثر شمولا لتحقيق مصالحة تاريخية بين جميع الدول العربية وإسرائيل.
وشدد المسؤولون الثلاثة على أن حل الدولتين، الذي "يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، والتي تعيش بسلام جنبا إلى جانب دولة إسرائيل، يمثل السبيل الوحيد لتحقيق السلام الدائم".وأكدوا تثمين المملكة ومصر وفلسطين "التزام الرئيس ترمب العمل على حل الصراع وتحقيق السلام"، وعلى أن التزام الدول الثلاث بالتعاون مع الإدارة الأميركية وتحمل مسؤولياتها كاملة، وانها "ستتخذ كل الخطوات اللازمة لفتح أفق سياسي للتقدم نحو السلام الدائم، الذي تريده شعوب المنطقة وتستحقه".
وشدد المجتمعون على أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو أساس التوتر في المنطقة، وعلى أن حله تفاوضيا وفق الأسس التي تضمن الأمن والاستقرار والسلام للفلسطينيين والإسرائيليين عبر تحقيق حل الدولتين هو شرط تحقيق الأمن والاستقرار الإقليميين.وبحث المجتمعون قضية الأسرى والمعتقلين المضربين في السجون الإسرائيلية، وأكدوا ضرورة التزام إسرائيل تلبية مطالب الأسرى الإنسانية والعادلة، وفقا للقانون الدولي ومعاهدات جنيف. واستعرض الصفدي وشكري وعريقات الأوضاع في المنطقة وشددوا على أهمية تكاتف الجهود من أجل إنهاء الإزمات الإقليمية.
صحيفة الغد