رام الله الإخباري
وصل صدى إضراب الأسرى الفلسطينيين عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي إلى العاصمة الفرنسية باريس، حينما قرر عدد من الحقوقيين والناشطين الفرنسيين الدخول في إضراب عن الطعام تعاطفا مع الأسرى.ففي ساحة "الأبرياء" بقلب باريس، قاد الإضرابَ عن الطعام ثمانية نشطاء: خمس نساء وثلاثة رجال، تبعهم عشرات من المتعاطفين مع القضية الفلسطينية وشخصيات حقوقية وسياسية ودينية.وتقود رئيسة منظمة "يورو فلسطين" الناشطة الحقوقية الفرنسية أوليفيا زيمور حركة الإضراب لتوعية المواطنين الفرنسيين "بالفظاعات التي ترتكبها إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني"، حسب تعبيرها.
وفي تصريح صحفي نقلتها قناة الجزيرة قالت زيمور إنها تساند الأسرى الفلسطينيين المضربين لأنهم يدافعون عن كرامتهم وعن كرامة كل الأحرار في العالم وعن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي المدعوم من القوى الدولية الكبرى وبينها فرنسا حسب قولها.وعبرت المناضلة اليهودية
المناهضة للصهيونية عن آمالها بأن يتخذ الرئيس المنتخب إمانويل ماكرون موقفا شجاعا ومشرفا مثل تصريحاته عن الاستعمار الفرنسي للجزائر الذي اعتبره جريمة ضد الإنسانية.
سكوت مخز
وتساءلت زيمور "ألا يعد كل ما ارتكبته وترتكبه إسرائيل يوميا من جرائم بحق الشعب الفلسطيني أيضا جريمة ضد الإنسانية؟"، ونددت بما وصفته بالسكوت المخزي للاتحاد الأوروبي أمام العنجهية والانتهاكات الإسرائيلية، ودعت إلى تكثيف عمليات مقاطعة إسرائيل على كل المستويات، اقتصاديا وثقافيا ورياضيا.وبحسب زيمور فإن الأسرى يخوضون إضرابا بطوليا منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، رغم دعاية إسرائيل ومحاولتها كسر عزيمتهم وتشويه سمعة المضربين.
واستهجنت الحقوقية تصرف شركة "بيتزا هوت" بنشرها صورة ساخرة لقائد الإضراب مروان البرغوثي، زاعمة أنه يتناول الطعام سرا.ونظم المضربون عن الطعام وقفة احتجاجية أمام فرع للمطعم قريب من مكان تنظيم الإضراب، رافعين شعارات تندد بالمطعم.
وقد شارك في الإضراب ستيفان ماهون وهو ناشط حقوقي من أصول إيرلندية، أشاد بشجاعة الأسرى الفلسطينيين وصمودهم في وجه الحملات الدعائية الإسرائيلية، وقال إن هذا الإضراب لا بد أن ينتصر كما انتصر عام 1981 إضراب مجموعة من الحقوقيين الإيرلنديين وأجبروا حكومة رئيسة وزراء بريطانيا آنذاك مارغريت تاتشر على الاستجابة لمطالبهم.
انتهاك صارخ
وشاركت في المظاهرة أيضا لينا الطبال المحامية وعضوة اللجنة الدولية للدفاع عن مروان البرغوثي وعن الأسرى الفلسطينيين. وفي حديثها للجزيرة نت، حذرت الخبيرة القانونية من مغبة إقدام سلطات الاحتلال الإسرائيلي على إطعام المضربين قسريا، مؤكدة أنه انتهاك صارخ للقانون الدولي.
وأوضحت أن المواثيق الدولية -خصوصا اتفاقيتي مالطا وطوكيو- تحمي الإضراب عن الطعام لأنه وسيلة حضارية وسلمية. كما أن المحكمة الأوروبية تعتبر التغذية القسرية جريمة حرب وانتهاكا لكرامة المضرب.وكشفت لينا أن إسرائيل تدرس جلب أطباء من الهند ومن أوروبا الشرقية لإطعام الأسرى قسريا، بعدما رفض الأطباء الإسرائيليون تنفيذ المهمة. وتوعدت المحامية بمقاضاة أي طبيب أجنبي يقبل بذلك أمام المحاكم الدولية.
وحظي المضربون عن الطعام بدعم دبلوماسي، حيث حضر إليهم كل من السفير الفلسطيني سلمان الهرفي ومديرة مكتبه نهى رشماوي التي شاركتهم إضرابهم ليوم واحد.
وقالت نهى إن السفارة الفلسطينية ستوصل رسالة الدعم الفرنسية إلى الأسرى، مؤكدة أنها تعمل على التنسيق مع مختلف الجمعيات والمنظمات الحقوقية للتعريف بملف الأسرى وما يكابدونه من معاناة في سجون الاحتلال.
وأفادت بأنه سيتم تنظيم عدة مظاهرات من هذا النوع في مختلف المدن الفرنسية والأوروبية لإيصال رسالة الأسرى على أوسع نطاق، من أجل توعية الفرنسيين بعدالة قضيتهم على اعتبار أن وسائل الإعلام الفرنسية تتجاهل بشكل متعمد هذا الملف.كما حظي المضربون عن الطعام بزيارة الأسقف الفرنسي المعروف جاك غايو الذي عبر بدوره عن تضامنه مع الأسرى وعن مساندته للشعب الفلسطيني في الدفاع عن حقوقه المشروعة ضد الاحتلال الإسرائيلي.
الجزيرة نت