رام الله الإخباري
قال مقاتلون من المعارضة ووسائل الإعلام الرسمية اليوم، الأحد، إن جيش النظام السوري وحلفاءه على وشك السيطرة بشكل كامل على منطقة القابون، التي تسيطر عليها قوات المعارضة على أطراف العاصمة في أعقاب غارات جوية وقصف مدفعي عنيف.ولكن قوات المعارضة قالت إنها مازالت تسيطر على جيب صغير داخل الحي، الذي يقع في الطرف الشمالي الشرقي من العاصمة والذي تحول في معظمه إلى أنقاض بعد تعرضه لمئات الغارات الجوية والصاروخية على مدى 80 يوما تقريبا.
واستأنف جيش النظام قصفه العنيف على الحي، يوم الأربعاء الماضي، بعد إنذار ليوم واحد وجهه للمعارضين المسلحين من المنطقة بشكل أساسي للاستسلام والموافقة على الرحيل إلى مناطق تسيطر عليها قوات المعارضة في شمال سورية.وقال عبد الله القابوني من المجلس المحلي للمنطقة لوكالة رويترز إن النظام السوري هدد بتدمير ما تبقى في القابون ولن يقبل أي نشئ سوى حل عسكري.
وتم إجلاء مئات من مقاتلي المعارضة وأسرهم الأسبوع الماضي من منطقة برزة المجاورة بعد أن قرر مقاتلو المعارضة هناك إلقاء أسلحتهم والرحيل إلى محافظة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة. وكان من بينهم البعض من القابون.وكانت هناك تقارير غير مؤكدة من مصدر محلي في المنطقة بالتوصل إلى اتفاق لإجلاء مقاتلي المعارضة من القابون اليوم الأحد. وهناك نحو 1500 مقاتل وأسرهم محاصرون الآن في منطقة مساحتها كيلومتر مربع تقريبا. وكانت تلك المنطقة تعج بالحركة فيما مضى كما كانت تؤوي آلاف النازحين من مناطق أخرى بسورية خلال الحرب، وقد فر معظم سكانها في الشهرين الأخيرين مع تصاعد القصف.
وتتواصل محاولات النظام لاستغلال اتفاق مناطق "تخفيف التوتر"، بمواصلته سياسة تهجير السوريين من دمشق ومحيطها، ومحاولته نسف مسار جنيف التفاوضي، للتهرب من استحقاق الانتقال السياسي، والتركيز على مسار أستانة، والذي يتيح له فرض حلول على مقاس يبقي بشار الأسد في السلطة.ويمثل فقد القابون بعد برزة ضربة قوية أخرى لقوات المعارضة التي تقاتل من أجل الحفاظ على تواجد في العاصمة وتواجه قوات النظام المدعومة بقوة جوية روسية وفصائل تدعمها إيران.وانتقدت الأمم المتحدة كلا من استخدام أساليب الحصار التي تسبق مثل هذه الاتفاقيات وعمليات الإجلاء نفسها بوصفها ترقى إلى مستوى النزوح الإجباري.
وأدى تشديد حصار المنطقتين اللتين يعيش فيهما عشرات الآلاف من السكان إلى إجبار مقاتلي المعارضة في نهاية الأمر على الموافقة على اتفاقيات تم صياغتها في مناطق أخرى وتجبرهم على الانسحاب إلى شمال سورية.وقال أحمد الخطيب، الذي كان من بين من غادروا يوم الجمعة الماضي، إنهم يفرضون عليهم حصارا وإنه حتى أدوية الأطفال أو إي إمدادات لم تعد موجودة والناس يموتون جوعا.
رويترز