ست سنوات من الجهود والمحاولات لتنفيذ اتفاقية توأمة بين مدينة نابلس، ومدينة بولدر في ولاية "كوالارادو" الأميركية، لكن اللوبي الصهيوني كان في كل مرة يكون بالمرصاد، ويضغط لتفشل هذه المحاولات.استمر الضغط وتواصلت المحاولات إلى أن نجحت التوأمة بعد مضي ست سنوات، وخرج التوقيع إلى النور قبل يومين، في بولدر، لتصبح أول اتفاقية توأمة، ما بين مدينة فلسطينية، وأخرى أميركية، كما تقول مسؤولة العلاقات الدولية في بلدية نابلس نور الحنبلي.
وتشير الحنبلي إلى "أن هذه الاتفاقية تعتبر التوأمة السابعة التي توقعها مدينة نابلس، مع مدن عالمية أخرى، وهي: "ليل" الفرنسية، و"سترافنجر" النرويجية، و"نابولي" الإيطالية، و"داندي" الاسكتلندية، و"فلورنسا" الإيطالية، وإقليم "تاسكان" الإيطالي.ولنابلس اتفاقيات تعاون وصداقة مع "نيوبرغ" الألمانية، و"برشلونة" الاسبانية، و"سافونا" في ايطاليا، و"خالندري" اليونانية.
وقالت مديرة العلاقات العامة في البلدية رجاء الطاهر "إن هذه الاتفاقية تأتي كثمرة للجهود الحثيثة والمتواصلة التي استمرت على مدار ست سنوات سابقة، بمبادرة من مجموعة من مواطني مدينة بولدر، وطاقم العلاقات العامة في بلدية نابلس، وعدد من الأكاديميين، وممثلي مؤسسات المجتمع المدني في مدينة نابلس من جهة أخرى، لتعزيز أواصر التعاون والصداقة بين المدينتين".
وبادرت جمعية "صداقة بولدر- نابلس" بعقد اجتماعات، وورشات عمل متعددة، مع عدد من ممثلي مؤسسات المجتمع المدني ومواطني المدينة الأميركية، للتعريف بمدينة نابلس، وأهميتها التاريخية، والحضارية، والوطنية، كان أولها خلال عام 2011، بهدف الدعم والمناصرة لها.
وأشارت الطاهر إلى أن الخطوات تطورت من خلال بحث هذا المشروع مع المجلس البلدي في مدينة "بولدر"، للتعريف بأهمية تعزيز العلاقة مع مواطني مدينة نابلس، وبلديتها.
وأبدت رئيسة بلدية بولدر في ذلك الوقت استعدادا وترحيبا لهذا المشروع، الذي تم طرحه على طاولة المجلس البلدي هناك خلال عام 2013، إلا أنه قوبل بمعارضة أغلبية أعضاء المجلس البلدي، وبعض الجاليات المناهضة للقضية الفلسطينية، بضغط من اللوبي الصهيوني، وتم رفض المشروع.وأشارت الطاهر إلى أنه وبعد محاولات عدة ومع تغير المجلس البلدي لمدينة بولدر قبل عامين، واستلام مجلس بلدي جديد برئاسة سوزان جونز، تمت الموافقة على التوأمة، بعد التصويت، وموافقة ستة أعضاء، ورفض اثنين، في الثالث عشر من كانون الثاني من العام الماضي.
ولتوقيع الاتفاقية، قام وفد بلدية نابلس ممثلا برئيس لجنة بلدية نابلس أسعد سوالمة، ومنسق العلاقات الدولية في البلدية عبد العفو العكر، بالتوجه للولايات المتحدة الأميركية، في زيارة رسمية إلى "بولدر"، من أجل التوقيع على اتفاقية التوأمة، والمشاركة في مراسم الحفل الذي نظمته البلدية، بالتنسيق والتعاون مع جمعية بولدر- نابلس، الذي كان أول أمس.
وتسلط بنود اتفاقية التوأمة الضوء على أهمية العلاقة بين الشعوب، وتنفيذ برامج التبادل الثقافي، والمعرفي في عدد من المجالات، ذات الاهتمام المشترك بين الطرفين، أهمها: مجالات التعليم، والثقافة، والعلوم، والفنون، وغيرها من المجالات.وتعد مدينة "بولدر" من كبرى مدن مقاطعة "بولدر"، في ولاية " كوالارادو"، ومقر المقاطعة، وأكثرها اكتظاظا بالسكان، حيث يبلغ عدد سكانها 110000 نسمة.
وتقول الحنبلي "إن هناك قواسم مشتركة بين مدينتي نابلس، وبولدر، حيث تحتضن جامعات كبرى، ففي "بولدر" إحدى أكبر الجامعات الأميركية، وأشهرها على مستوى الولايات المتحدة، حيث يلتحق على مقاعدها أكثر من 30 ألف طالب، ويوجد فيها 20 من مراكز البحث العلمي، كما حصلت المدينة على تصنيفات عالية في مجالات الصحة، والرفاه، ونوعية الحياة، والتعليم، والفن".
وفي المجال الاقتصادي سجلت مقاطعة "بولدر" خلال العام 2010 حوالي 18 مليار دولار أميركي من مجموع الناتج المحلي الإجمالي.وتتمتع المدينة بنوع من الحكم الذاتي بموجب المادة العشرين من دستور ولاية "كوالارادو"، وتعد معقلا هاما للحزب الديمقراطي، حيث يبلغ معدل تصويت ناخبيها للديمقراطيين حوالي 41%، بينما لا تتجاوز نسبة التصويت للجمهوريين أكثر من 20%.ويتألف المجلس البلدي للمدينة المذكورة من تسعة أعضاء، ويتمتع هذا المجلس بصفة الحكومة المحلية، الأمر الذي يعطيه أفضلية في رسم السياسات التي يراها مناسبة للمدينة.
وقالت ايسريا تشيرن وهي إحدى المشاركات والمؤسسات لمشروع التوأمة "إنها تحلم بحضور رقصة الدبكة الشعبية في أول زيارة لها لنابلس، ومشاركة الثقافة المحلية للمدينة المشهورة تاريخيا وحضاريا".