أعلنت مرشحة اليمين المتطرف لرئاسة فرنسا، ماري لوبان، ظهر اليوم السبت، أنها في حال فوزها في الانتخابات الرئاسية، التي ستجري في السابع من أيار/مايو المقبل، ستقوم بتعيين زعيم اليمين – الوسط وزعيم حزب "انهضي فرنسا"، نيكولا دوبون إنيان في منصب رئيس الحكومة.
يشار إلى أن إنيان، الذي كان مرشحا للرئاسة واحتل المكان السادس في جولة الانتخابات الرئاسية الأولى، كان قد تعرض لانتقادات شديدة من جانب يهود فرنسا، وذلك بسبب الانتقادات التي وجهها بدوره لإسرائيل، عندما بدأت العملية البرية في قطاع غزة، في الحرب العدوانية الأخيرة على القطاع في صيف العام 2014. وكانت تصريحات أنيان مناقضة لموقف الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند.
وكان إنيان قد حصل على 4.7% من أصوات الناخبين في الجولة الأولى، قبل أسبوعين، وأعلن، يوم أمس الجمعة، أنه سيدعم لوبان في الجولة الثانية، وليس عمانويل ماكرون الذي ينافسها.
وفي مؤتمر صحفي مشترك عقد اليوم، السبت، في باريس، أعلنت لوبان أن دوبون إنيان سيتم تعيينه رئيسا للحكومة في حال فوزها بالرئاسة.
يشار إلى أن آخر الاستطلاعات، التي نشرت يوم أمس، قد أشارت إلى تفوق ماكرون على لوبان بفجوة تصل إلى 20%.
ولفتت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، في موقعها على الشبكة اليوم، السبت، إلى أن اليميني دوبون إنيان كان قد انتقد أداء إسرائيل بشدة خلال الحرب العدوانية على قطاع غزة، كما انتقد قرار فرنسا وباقي الدول الغربية إعطاء الضوء الأخضر لإسرائيل لشن الحملة العسكرية على غزة.
وعندما بادرت إسرائيل إلى الحملة البرية على قطاع غزة، خلال عدوانها عام 2014، نشر إنيان بيانا حادا قال فيها إنه "بعد القصف والأضرار الهائلة التي قتل فيها مئات المواطنين الأبرياء، رجال وأطفالا ونساء، فإن الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني يدخل مرحلة جديدة مع دخول الجيش الإسرائيلي إلى قطاع غزة في ظل موافقة صامتة من جانب الأمم المتحدة والغرب وفرنسا".
وشدد في حينه على "عدم التناسب" بين القوات المشاركة في القتال، وقال "مهما كانت مسؤولية قادة حركة حماس في اندلاع هذا القتال، فإن الطريقة التي اختارتها إسرائيل ستؤدي فقط إلى طريق مسدود".
وأضاف أن "نتنياهو لن يخفف التوتر والكراهية في المنطقة بمساعدة أكوام الدمار والجثث. كما أن لامبالاة فرنسا تجاه ذلك يعتبر شائنا".
ودعا، في حينه، الرئيس الفرنسي هولاند إلى فرض وقف الحرب العدوانية على إسرائيل. وقال "إننا نتوقع من حكومتنا أن تبادر إلى نشاط دولي يفرض على إسرائيل أن تحترم قرارات الأمم المتحدة، أي أن تنسحب من الأراضي المحتلة، وتقوم بتفكيك المستوطنات غير القانونية. وفقط بهذه الطريقة يمكن منع استيراد هذا الصراع إلى بلادنا، ووقف المجزرة الجديدة التي تجري. فقط بهذه الطريقة يمكن إعادة السلام الدائم إلى الشرق الأوسط. وإذا سمحنا لهذه الأوضاع غير المحتملة أن تتفاقم، فإن ذلك لن يكون من قبيل الغباء فحسب، وإنما الجريمة أيضا".
إلى ذلك، وفي نهاية العام 2014، كتب في موقع حزبه مقالا شرح فيه لماذا سيصوت إلى جانب اعتراف البرلمان الفرنسي بدولة فلسطين. وكتب أنه "طوال مدة تزيد عن 100 عاما كانت فلسطين محط صراع شعبين يتماثلان في شرعيتهما. ويتحمل جزء من القادة الإسرائيليين والفلسطينيين المسؤولية سوية عن الطريق المسدود.
كما ذكر نتنياهو من جهة، وحركة حماس من جهة أخرى. وقال إنه سيصوت إلى جانب إقامة دولة فلسطينية لأن ذلك الطريق الوحيد لحل هذا الصراع الذي سمّم الشرق الأوسط والعالم طيلة عشرات السنين. على حد تعبيره. واعتبر أن "ذلك منطقي لأن إسرائيليين كثيرين يدعمون ذلك رغم العمليات ورغم تهديد الصواريخ والعمليات الانتحارية". وفي هذا السياق ذكر اسم رئيس الكنيست السابق، أفراهام بورغ كمن وقع سوية إلى جانب شخصيات بارزة أخرى على عريضة بهذا الشأن.
وكتب فيه حينه أن معالجة الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني يتطلب شجاعة. واتهم الحكومة الفرنسية، برئاسة فرانسوا هولاند، بأنها "اختارت الاختباء وراء البرلمان بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية". وأضاف أن "جبن فرانسوا هولاند أوقع أضرارا في الموقع الذي كان يجب على فرنسا أن تقوم بدورها فيه".