سمعنا عن الدول التي لا يوجد بين حدودها أي فاصل، كما هو الحال بين هولندا وبلجيكا أو السويد والنرويج.
لكن، ما قد يبدو غريباً هو وجود بناء واحد داخل دولتين، كما هو الحال في فندق أربيز الواقع على الحدود بين فرنسا وسويسرا.
فإذا كنت تنام في إحدى غرف ذلك الفندق، فمن الطبيعي أن يكون رأسك في سويسرا وقدماك في فرنسا! أو أن تنام أنت وشريكك على السرير نفسه، لكن كلاً منكما في بلد مختلف!
وتعود قصة أربيز إلى عام 1862، حين كان البلدان يتشاجران للسيطرة على مناطق على الحدود بينهما، وحين قبلت الدولتان بعد معارك طويلة ترسيم الحدود وقَّعا اتفاقاً ينص على عدم المساس بالمباني التي ستقع على الشريط الفاصل بينهما.
وحين علم أحد رجال الأعمال -ويدعى مونسيور بونثوث- بالأمر سارع إلى بناء بار وبقالة تجارية على الحدود قبل تنفيذ الاتفاق ليضمن تهريب الكحول والتبغ والشوكولاته بين البلدين، وعقب الترسيم أصبح البار في فرنسا والبقالة بسويسرا.
وتحول إلى فندق عام 1921 بعد أن اشترته جولي أربيز، ليصبح مزاراً فريداً من نوعه في العالم.
وكان لموقع المبنى أهمية كبيرة خلال الحرب العالمية الثانية، فعقب الاحتلال الألماني لفرنسا، كان البناء الملاذ الوحيد للمقاومين الفرنسيين؛ إذ كان الانتقال من الجانب الفرنسي إلى السويسري بسهولة يمنع الجنود الألمان من تخطي الحدود والإمساك بالهاربين؛ نظراً لوجودهم داخل سويسرا.
وللفندق طراز قديم من الداخل يشبه منازل الريفيين؛ إذ تُغطى الأرضيات والحوائط بالخشب وكذلك معظم الأثاث فيه مصنوع من الخشب.