قدمت مجموعة من الدراويش الأتراك المنتمين للطريقة المولوية، اليوم السبت، عرضا راقصا في باحة المسجد الأقصى بمناسبة الاحتفال بذكرى ليلة الإسراء والمعراج.
الدراويش جاؤوا إلى القدس للمشاركة في الفعالية التي أقامها المركز الثقافي التركي التابع لمعهد "يونس أمره" في القدس، احتفالا بهذه المناسبة الدينية.وفي هذا الصدد أقامت مجموعة الدراويش التي تطلق على نفسها اسم "مجموعة أيا صوفيا الموسيقية" عرضا راقصا للفلسطينيين بباحة الأقصى.
وعلى هامش الفعالية قال نائب مدير المركز، ريها أرمومجو، في حديث للأناضول، إن "مدينة القدس ربما هي الأكثر حاجة لدستور مولانا جلال الدين الرومي في الوقت الراهن".
وشدد أرمومجو، على أن "القدس عاشت في سلام دائم خلال إدارتها من قبل العثمانيين، رغم الاختلافات الدينية والثقافية التي تحتضنها".وتابع في ذات السياق "من مسؤوليتنا نقل النموذجية التاريخية لمدينة القدسة إلى وقتنا الحاضر".وأضاف أنهم سيقدمون عرضا للموسيقى الصوفية التركية في مدرسة "دار الطفل" بالقدس، برفقة دراويش المولوية، وذلك في إطار مشاركة التراث التركي الغني مع الأشقاء الفلسطينيين، بحسب قوله.
من جهة أخرى يجري الطلاب الفلسطينيون فعاليات ومسيرات مختلفة في شوارع القدس بمناسبة ليلة الإسراء والمعراج.والمولوية أحد الطرق الصوفية السنية، مؤسسها الشيخ جلال الدين الرومي (604 هـ - 672 هـ = 1207 - 1273 م).
ومولانا جلال الدين الرومي، من أهم المتصوفين في التاريخ الإسلامي، كتب كثيرا من الأشعار، وأسس للمذهب المثنوي في الشعر، وكتب مئات آلاف أبيات الشعر عن العشق والفلسفة.
وأسَّس جلال الدين الرومي الطريقة المولوية، ونظَّمها بعد وفاته ابنُه الأكبر سلطان وَلَد، ومن سماتها وخصائصها التي عُرفَتْ بها، الرقص المعروف، أو "السماع" مع الدروايش فيما تعرف عن المتصوفين بالاتصال مع الذات الإلهية بهذه الرقصة.
ويُعَد السماع، أو الرقص الكوني للدراويش الدوَّارين، من أشهر فنون الطريقة المولوية، وهو طقس له رمزيته، فالملابس البيضاء التي يرتديها الراقصون ترمز إلى الكفن، والمعاطف السود ترمز إلى القبر، وقلنسوة اللباد ترمز إلى شاهدة القبر، والبساط الأحمر يرمز إلى لون الشمس الغاربة.