امريكا: عرض خطي على بوتين يقود إلى خروج الأسد

عرض خطي على بوتين يقود إلى خروج الأسد

حمل وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، يوم أمس الثلاثاء، عرضا خطيا إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يتضمن تخفيف العقوبات المفروضة على روسيا، وإعادتها إلى نادي 'الثماني الكبار'، والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب، مقابل وقف إطلاق نار شامل في سورية، والبدء بعملية انتقالية سياسية تقود إلى خروج الرئيس بشار الأسد، ولا تؤدي إلى انهيار المؤسسات.

وكان قد عمل قادة الدول الصناعية السبع، خلال الأيام الماضية، أثناء انعقاد اجتماع وزراء خارجية الدول الصناعية في إيطاليا على صوغ هذا العرض الخطي، الذي اقتضى إجراء الكثير من المشاورات بقيادة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وعلم أن ترامب تولى إجراء اتصالات مع عدد من قادة الدول الصناعية السبع، بينهم رؤساء وزراء اليابان شينزو آبي، وكندا جاستن ترودو، وبريطانيا تيرزا ماي، والمستشارة الألمانية أنجيلا مركل.

وتناولت نقاط التشاور بين القادة ثلاث نقاط: الأولى، ربط الأزمة السورية بملفي جزيرة القرم وأوكرانيا؛ والثانية، التلويح بفرض عقوبات إضافية على روسيا في حال لم تستجب إلى العرض، والثالثة، دور الرئيس الأسد. وقال مسؤول غربي إن مستشاري الأمن القومي ووزراء الخارجية في الدول الكبرى عكفوا على صوغ العرض بدقة متناهية، فهو لم يتضمن الإشارة مباشرة إلى أوكرانيا أو القرم ولا إلى التلويح بعقوبات إضافية على روسيا، إضافة إلى أنه لم يشترط تنحي الأسد قبل بدء المرحلة الانتقالية بل قبول بوتين 'عملية انتقالية ذات صدقية تؤدي إلى خروج الأسد من دون انهيار المؤسسات'.

وبحسب صحيفة 'الحياة' اللندنية، فإن قادة مجموعة الثماني يرون أن هناك 'نافذة فرصة يجب استثمارها والبناء عليها'، تمثلت بتوجيه الجيش الأميركي ضربات جوية إلى قاعدة الشعيرات وسط سورية بعد استخدام غاز السارين. وقال مسؤول بريطاني إن ترامب اتصل برئيسة الوزراء البريطانية قبل توجه تيلرسون إلى موسكو و'شكرها على دعمها في أعقاب العمل العسكري الأميركي ضد نظام الأسد. واتفقا أن هناك فرصة سانحة الآن لإقناع روسيا بأن تحالفها مع الأسد لم يعد في مصلحتها الإستراتيجية'. كما أن رئيس الوزراء الكندي قال بعد اتصاله بترامب وماي أنه لا يرى 'دوراً للأسد في المديين المتوسط والطويل'.

ونقل عن مسؤول غربي قوله إنه في حال وافق بوتين على هذا 'العرض المكتوب' يمكن عقد صفقة تتضمن وقفاً شاملاً لإطلاق النار، عدا قتال الإرهابيين، وصدور قرار دولي بمبادئ الحل السياسي واستئناف مفاوضات جنيف على أرضية تتضمن جدية من ممثلي الحكومة والمعارضة، إضافة إلى بحث تفصيلي باحتمال نشر مراقبين عرب وإقليميين برعاية دولية في سورية لتنفيذ الاتفاق السياسي.

وفي حال، رفض الرئيس بوتين هذا 'العرض المكتوب'، ستتجه أميركا إلى قيادة حلف دولي وإقليمي يؤدي إلى السيطرة الكاملة على شرق نهر الفرات بعد طرد 'داعش' منها وبحث إقامة 'مناطق استقرار موقتة' شمال سورية وجنوبها لإعادة لاجئين إليها، وتحويلها إلى مناطق نفوذ إقليمي ودولي من دون تنسيق الحرب ضد 'داعش' بين الجيشين الأميركي والروسي، إضافة إلى ترك 'سورية المفيدة' غرب الفرات إلى النفوذ الروسي والإيراني، وحرمان هذه المناطق من الموارد الاقتصادية والنفطية والغازية الموجودة شرق النهر الخاضعة لسيطرة الأكراد، وترك مناطق النظام 'مدمرة من دون أي موارد مالية للإعمار' مع استمرار غرق روسيا في 'المستنقع' وتنامي التطرف والإرهابيين الذين يمتدون إلى أراضيها. هذا يفسر رفع البيت الأبيض سقف 'الخطوط الحمر' من منع استعمال السلاح الكيماوي إلى تحذير شون سبايسر الناطق باسم البيت الأبيض من أن واشنطن قد ترد إذا استخدمت دمشق 'البراميل المتفجرة'. ويتضمن هذا الخيار احتمال توجيه 'ضربات جراحية' أخرى، إضافة إلى نقل ملف السلاح الكيماوي إلى منظمة حظر السلاح الكيماوي ومجلس الأمن لإصدار قرار جديد يتضمن التحقيق باستخدام الكيماوي في مناطق عدة بينها خان شيخون.

وبحسب المسؤول الغربي نفسه، فإنه في خيار كهذا، من غير المستبعد 'عودة أجواء الحرب الباردة' بين أميركا وروسيا.

وأعرب عن 'الحذر من أن بوتين قد يلجأ إلى تذويب عرض السبع الكبار لشراء الوقت والرهان على أن ترامب سيمل من الموضوع السوري بعد فترة وحصول أولويات أخرى'، إضافة إلى إشارة المسؤول إلى أن 'إيران لن تسمح بعقد صفقة كهذه وهي متمسكة بالرئيس الأسد'، الأمر الذي ظهر في مبادرة الرئيس الإيراني حسن روحاني بالاتصال بالأسد وبوتين لرفض 'العدوان الأميركي'، وإعلان تحالف تنظيمات بقيادة طهران أن الضربات الأميركية تجاوزت 'خطوطاً حمراء' وأن هذا التحالف سيرد على أي 'عدوان جديد وسيزيد من دعمه للأسد'.

ويتوقع أن يكون رد بوتين على عرض ترامب المدعوم من حلفائه الدوليين والإقليميين، ضمن محادثات وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف والسوري وليد المعلم في موسكو نهاية هذا الأسبوع.