مقتطفات عن اجتياح نابلس

اجتياح نابلس

رام الله الإخباري

 كتب علي دراغمة - عندما تعمق الاجتياح الاسرائيلي في كل شبر ارض وزقاق من نابلس قبل 15 عامًا في مثل هذه الايام.. كنا نلاحق الاخبار من داخل مستشفى رفيديا.. وابقينا ذكرى مكتوبة ..المناضلين..كنا نطلق عليهم الشهداء الاحياء… والمتطوعين لم يجبرهم احد على ملاحقة الخوف ولكنهم لاحقوه.. لو تنطق ساحة مستشفى رفيديا وسيارات الاسعاف لقالت: “اصمتوا جميعا اريد البوح”.

ابتداء من اليوم سوف ابدأ بنشر مقتطفات عن اجتياح نابلس، وسوف اذكر بعض الاسماء والاحداث التي وقعت قبل 15 عامًا.. وحينها كنت لمدة 21 يومًا متواصلة في مستشفى رفيديا.

في نابلس وجنين وطوباس وطولكرم كان لنا مهمة واحدة توثيق الجريمة… بالصدفة لسنا ابطالا خارقين.. بل ضحايا العدوان… ولمن يقول ان “صحافتنا لم توثق العدوان. نقول وثقنا كل شيء.. الاطباء والصحفيين والمتطوعين وسائقي الاسعاف لم يعرفوا النوم”.

وقد نقلنا اسماء الشوارع واحلام الشهداء والجرحى والاسرى عبر مؤسسات حقوق الانسان العالمية والمحلية الى كل الدنيا.. بالامس استحضرت نابلس ذاكرتها القريبة ورائحة الموت.. في مثل هذا اليوم فجرا.. عادت جثث 5 من ابناء غزة الى حضن القطاع”.
كانوا من ابناء الامن الوطني والاستخبارات العسكرية.. عادوا الى غزة جثث.. لكن حملوا معهم ذاكرة لن تموت.. من بينهم الجندي محمد الهمص 25 عامًا الذي كان جريحا يعالج في جامع البيك على يد الطبيبة الفدائية “زهرة الواوي” وجلبه المتطوعون الى مستشفى رفيديا للعلاج.. حينها الطبيبة رفضت البقاء في المستشفى وقررت العودة الى ساحة المعركة في البلدة القديمة رغم فرصة تخليها عن المهمة الصعبة.. وحينها استشهد الجندي الغزاوي الهمص.. لكنه اوصى ببقايا راتبه لوالدته ومصحف صغير.
في مثل هذه الايام كنا نبوح للحجارة بهمس.. تعبنا من الموت لا نريد ان نبقى ضحايا للدبابات والطائرات العمياء.

مدار نيوز