رام الله الإخباري
بين أكثر من 84 ألفاً و684 مسجداً في أرجاء تركيا، توجد بعض المساجد المميزة، سواء بمساحتها الواسعة، أو تاريخها الذي يعود لمئات السنوات، والأخرى التي كانت شاهداً على أحداث تاريخية مهمة، والبعض الآخر ميزته مآذنه. إذ يوجد عدد قليل من المساجد ذات المآذن المختلفة كلياً عن عشرات آلاف المساجد الموجودة في تركيا، وهذا ما سوف نستعرضه في التقرير التالي:
عندما ترك سكان قرية "أشلك"، بمنطقة بيغا في ولاية جناق قلعة، غربي تركيا عام 1997 قريتهم، بسبب بناء سدٍّ بالقرب منها، اصطحبوا معهم مئذنة مسجدهم، إلى مكان إقامتهم الجديد في منطقة "غوكشا أدا"، على بعد 200 كيلومتر من قريتهم التي غُمرت بمياه السد.
وقد قام سكان القرية بتفكيك أحجار مئذنة المسجد، الذي يعود تاريخ بنائه إلى عام 1964، ورقموها، مستعينين بإرشادات المهندس المعماري الذي قام ببنائها، وذلك ليسهل عليهم بناؤها مرة أخرى، وقد استغرق الأمر منهم نحو 40 يوماً لنصبها بجوار المسجد الجديد.
يشتهر حي "كوبرولو"، في ولاية أضنة، جنوبي تركيا، بالمسجد الأخضر، الذي بني قبل 87 عاماً، ويتميز المسجد بأنه مغطى بأكمله بغطاء نباتي أخضر، يخفي مئذنته وجدرانه، ويُكسبه مظهراً طبيعياً جميلاً.
اسم المسجد هو "جامع كوبري كوي"، وبُني في ثلاثينات القرن الماضي على يد مهاجر بوسني يدعى صالح أفندي، وعقب تسلق نبات "اللبلاب" وإحاطته بالمسجد بالكامل، أصبحت المئذنة شبيهة إلى حد بعيد بشجرة صنوبر، ويتميز أيضاً بالزهور الملونة، المنتشرة في صحنه.
في الشتاء تغطي الثلوج الكثيفة قرية "باش شاويش" في محافظة آغري غربي تركيا، وتبرزمئذنة القرية من وسط الثلوج في مشهد غريب غير مألوف، بينما يكون مظهرها في الصيف أغرب، حيث تحيط المياه ومراكب الصيد بها من كل جانب.
الأمر في حقيقته أن مسجد قرية باش شاويش غُمر مع معظم منازل القرية تحت مياه بحيرة سد "يازجي"، بعد انتقال السكان منها إلى السهل المجاور، وبقيت المئذنة المرتفعة شاهدةً على ذكرى القرية.
استلهم فريق من المصممين الأتراك فكرة بناء المسجد بهذا الشكل من مكان نزول الوحي على النبي محمد في غار حراء، لتصميم مسجد "غار حراء" أو "صنجاقلار- Sancaklar" بالتركية.
بتصميم بسيط للغاية، بنيت مئذنة المسجد مربعة الشكل بلا إضافات فنية غير لوحة كُتب عليها كلمة "الله أكبر" بالعربية، فيما يتشابه مدخل المسجد مع مدخل الغار النبوي، ويقع باقي المسجد تحت الأرض، بشكل يبرز القيمة الروحية للعزلة في المكان.
هايفنغتون بوست