يعقد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مساء اليوم الخميس، اجتماعا للمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، بادعاء إقرار تسهيلات للفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة. وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن هذه التسهيلات تأتي بموجب تعهد رئيس طاقم موظفي مكتب رئيس الحكومة، يوءاف هوروفيتش، أمام جيسون غرينبلات، المبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط للرئيس الأميركي، دونالد ترامب.
وعلى حد زعم الحكومة الإسرائيلية، فإن هذه التسهيلات تتعلق بتحسين أداء الحواجز العسكرية بين إسرائيل والضفة بهدف تقصير مدة انتظار العمال الفلسطينيين فيها أثناء توجههم إلى أعمالهم.
وذكرت صحيفة "هآرتس" أن ترامب بعث برسالة إلى نتنياهو، عبر المحامي الأميركي – اليهودي ألن درشوفيتش، المقرب من أوساط اليمين الإسرائيلي، وقال فيها ترامب إنه بالإمكان التوصل إلى سلام، أو "صفقة" كما قال، بين الإسرائيليين والفلسطينيين الآن. وكان درشوفيتش قد التقى بترامب في مطعم في نيويورك يملكه الأخير، في 18 آذار/مارس الحالي.
وقال درشوفيتش لإذاعة الجيش الإسرائيلي، اليوم، إنه "فوجئت للإيجاب من معلوماته (أي ترامب) حول الشرق الأوساط. وقد ذكر جميع المواضيع التي ستُبحث في عملية السلام: القدس، أمن يهودا والسامرة (الضفة)، نزع سلاح، حق العودة. لقد كان حازما في إظهار أن يريد اتفاق سلام".
ويذكر أن ترامب كان قد تحدث خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نتنياهو في البيت الأبيض، الشهر الماضي، عن موافقته على أي حل للصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، إن كان ذلك حل الدولتين أو دولة واحدة، وهو ما يرفضه الفلسطينيون والمجتمع الدولي، كما أكدت القمة العربية في الأردن، أمس، على رفض مثل هذا الحل.
وفي رده على سؤال حول شكل الحل الذي يراه ترامب، أجاب درشوفيتش أنه "قلت له إن ثمة أهمية كبيرة بأن تدعم الإدارة إسرائيل، وأن تتمكن الحكومة الإسرائيلية من الاعتماد على نظيرتها في واشنطن. وهز رأسه وفهم ما الذي أتحدث عنه، وهو تحدث معي بشكل واضح عن حل الدولتين، ولم يتحدث عن حل الدولة الواحدة".
لكن درشوفيتش أردف أنه "حان الوقت لكي يقدم الفلسطينيون تنازلات وقلت له أن يمارس ضغوطا على الفلسطينيين أيضا، خلافا لما فعل أوباما. فالتنازلات يجب أن يقدمها الجانبان".
وامتنع درشوفيتش عن تأكيد أو نفي أنباء حول تحدثه مع نتنياهو بشأن رسالة ترامب، مشددا على أن "محادثاتي مع رئيس الحكومة نتنياهو سرية".
وخلص درشوفيتش إلى القول إنه "إذا كان (نتنياهو) يستمع إلى هذه المقابلة، فإنه سيدرك أن ترامب مصر على التوصل إلى اتفاق، وترامب متأكد من أن أبو مازن (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) مصر على التوصل إلى اتفاق. وقلت لترامب إن أبو مازن حاول إقناع الكثير من قادة إسرائيل بأنه معني باتفاق لكن حان وقت الأفعال" في إشارة إلى مطالبة الفلسطينيين بتقديم تنازلات.
وكان عباس عقد لقاء مع الملك الأردني عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على هامش القمة العربية في البحر الميت في الأردن، أمس، من أجل تنسيق المواقف بما يتعلق بالقضية الفلسطينية وتسوية الصراع مع إسرائيل، وذلك قبل لقاءات سيعقدها الثلاثة، كل على حدة، مع ترامب في واشنطن، الشهر المقبل.