رام الله الإخباري
بعث الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، برسالة إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بواسطة المحامي الأميركي – اليهودي، ألن درشوفيتش، المقرب من أوساط اليمين الإسرائيلي، قال فيها إنه بالإمكان التوصل إلى سلام بين إسرائيل والفلسطينيين الآن.
ونقل الموقع الالكتروني لصحيفة "هآرتس"، مساء اليوم الأربعاء، عن مصدر إسرائيلي طلب عدم الكشف عن هويته، قوله إن درشوفيتش اتصل هاتفيا مع نتنياهو، قبل أسبوع، وأبلغه برسالة من ترامب مفادها أن الأخير يريد التوصل إلى صفقة بين إسرائيل والفلسطينيين وأنه يعتقد أن صفقة كهذه ممكنة حاليا أيضا.
ووفقا للصحيفة، فإن درشوفيتش التقى ترامب بصورة عفوية في 18 آذار/مارس الحالي، خلال مأدبة عشاء في مطعم بملكية الرئيس الأميركي. وارتاد درشوفيتش المطعم برفقة مالك الموقع الإخباري الالكتروني المحافظ "نيوزماكس"، كريستوفر رودي، وهو صديق لترامب. وتقدم ترامب من طاولتيهما، ثم دعا درشوفيتش إليه وتحدثا لمدة عشرين دقيقة.
ونقلت "هآرتس" عن درشوفيتش قوله إن أحد المواضيع التي تناولها الحديث بينه وبين ترامب هو عملية السلام الإسرائيلية – الفلسطينية. وأضاف أن ترامب أبلغه بأنه يعلم بوجود علاقة طويلة الأمد بينه وبين نتنياهو وأنه يحظى بتقدير نتنياهو.
وأضاف درشوفيتش أن "الرئيس قال لي إنه يحب إسرائيل ويحب نتنياهو، وكرر عدة مرات القول إنه يريد تحقيق صفقة بين إسرائيل والفلسطينيين".
وبحسب درشوفيتش، فإن ترامب أظهر اطلاعا على قضايا الحل الدائم للمفاوضات، وبينها قضايا الحدود والترتيبات الأمنية والقدس واللاجئين والبناء الاستيطاني. وقال إن ترامب "عرف تماما ما هي المركبات المحتملة للصفقة. وذكر الرئيس أمامي أنه يعتقد أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس مستعد للتوصل إلى صفقة مع إسرائيل، وأنه (ترامب) يعتقد أن الظروف ناضجة لصفقة كهذه وأن الأمر ممكن".
وامتنع درشوفيتش عن تأكيد أو نفي أنه اتصل بنتنياهو ونقل الرسالة إليه، وقال إن محادثاته مع نتنياهو شخصية ولذلك فإنه يمتنع عن التطرق إليها من خلال وسائل الإعلام. وقال مكتب نتنياهو إنه "لا تعليق".
وكان مبعوث ترامب الخاص "لعملية السلام"، جيسون غرينبلات، قد نقل رسالة مشابهة خلال محادثات أجراها على هامش القمة العربية المنعقدة في الأردن. وبحسب الصحيفة فإن المشاركة غير المألوفة لغرينبلات في القمة، يدل على الأهمية التي يوليها ترامب للموضوع الإسرائيلي – الفلسطيني.
والتقى غرينبلات مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، للمرة الثانية، وكانت الأولى في رام الله قبل أسبوعين. ويتوقع أن يلتقي ترامب وعباس في البيت الأبيض بعد أسبوعين. كذلك التقى المبعوث الأميركي في عمان مع وزير الخارجية المصري، سامح شكري، وبحث معه دفع العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين. ووفقا للتقارير الواردة من واشنطن، فإن الموضوع الإسرائيلي – الفلسطيني سيكون أحد المواضيع التي سيبحثها ترامب مع الرئيس المصري عبد الفتاح الشريف أثناء لقائهما بواشنطن، الأسبوع المقبل وأن تقوم مصر بدور مركزي. لكن أزمة نشأت مؤخرا بين عباس والسيسي على ضوء دعم نظام الأخير للمنشق عن فتح محمد دحلان، والمطالبة بعودته إلى رام الله للمنافسة على القيادة الفلسطينية.
ويأتي هذا الحراك الأميركي في وقت تجري فيه مفاوضات بين حكومة نتنياهو وإدارة ترامب حول مواصلة البناء في المستوطنات. وقال موظف إسرائيلي رفيع المستوى إنه لم يتم التوصل إلى اتفاق حول معادلة وأن المحادثات مستمرة. والجدير بالذكر أن الإدارات الأميركية السابقة رفضت، وإن بشكل رسمي فقط، كافة أشكال الاستيطان.
عرب 48