أصدرت ما تسمى بـ "سلطة الآثار الإسرائيلية" تقريرًا أوليًا عن حفريات سرية عملاقة تنفذها أسفل بلدة سلوان متجهة نحو المسجد الأقصى المبارك، وذلك بعد مرور أكثر من عامين من تنفيذها.
وكشفت في التقرير بعض التفاصيل المتعلقة بهذه الحفريات، وإن كانت قليلة ومجتزأة، وذكرت أنها تصل إلى أسفل الزاوية الجنوبية الغربية للأقصى.
وأوضح التقرير أن "سلطة الآثار" تنفذ حفريات، بتمويل من جمعية "إلعاد" الاستيطانية، على طول الكتف الغربي لهضبة سلوان، تحت الأرض، أسفل بلدة سلوان، في الطريق المتدرجة التاريخية التي تمر فوق النفق المائي المحفور منذ عام 2004 وحتى اليوم.
وأضاف أن حفرياتها تصل إلى منطقة القصور الأموية جنوب الأقصى، وأنها حفرت ضمن ما حفرته ما بين حزيران من العام 2014 وحتى حزيران من العام 2015 عدة مقاطع.
وأظهر التقرير الذي نشره موقع "ديلي 48" أنه ضمن المقاطع التي تم حفرها، مقطع على طول 10 أمتار وعرض أربعة أمتار وارتفاع ثلاثة أمتار، في أعلى هضبة سلوان، وحفرت مقطعًا آخر بطول أربعة أمتار وعرض مترين وارتفاع مترين ونصف المتر.
وأشار إلى أن الحفريات أظهرت طريقًا مرصفًا ومرتبًا، لحقب تاريخية متعددة منها الفترة الأموية، وآثار من العصر البيزنطي والروماني، ومن عهد "الهيكل" الثاني المزعوم، وأن الحفريات كشفت عن حجارة دعّمت طرفي الطريق المذكور، وتقاطعها مع بعض قنوات تصريف المياه، أو مسارب مائية الجانبية.
وتظهر الصور وبعض الرسومات التوضيحية في التقرير، حفريات عريضة في طريق سلوان السفلي التاريخي الواصل بين عين سلوان وسط البلدة، وبين المسجد الأقصى، والتي يُطلق عليها الاحتلال "الطريق الهيرودياني".
يذكر أن علماء آثار وباحثين يعتقدون أن هذه الطرق والأنفاق المائية، هي في الأصل طرق وقنوات يبوسية كنعانية حسّن وطوّر بناءها لاحقًا في العصر الأموي المتقدم، في الوقت الذي شهد فيه المسجد الأقصى والبلدة القديمة بالقدس المحتلة تطورًا عمرانيًا ملحوظًا.
وكان الاحتلال الإسرائيلي كشف قبل نحو شهرين عن انطلاق مشروع "طريق الحجيج إلى الهيكل"، وهو مشروع الحفريات الأكبر والأضخم منذ احتلال شرقي القدس قبل 50 عامًا، والذي يتضمن حفر نفق بطول 700 وعرض أكثر من سبعة أمتار من منطقة عين سلوان، وارتفاع 4 أمتار، ويصل إلى منطقة ساحة المغاربة ويخترق أسفل سور القدس التاريخي.
ويقع الطريق المحفور تحت الأرض أسفل بيوت سلوان ، وفوق طريق النفق المائي الممتد أيضًا من منطقة عين سلوان وحتى جنوب غرب الأقصى.
وشارك في تدشين مرحلة الانطلاق يومها رئيس جمعية "العاد" الاستيطانية "دافيد باري" ووزيرة التربية والرياضة "ميري ريجب"، وكشفت صور عن الاحتفال المذكور حجم الحفريات وعرضها والتقويات الحديدية التي ترافقها.
وفي الأسبوع الماضي رافق "باري" ورئيس بلدية الاحتلال في القدس نير بركات وفدًا من منظمة "اليونيسكو"، ممن يصوتون عادة لصالح الاحتلال في قرارات المنظمة، إلى منطقة الحفريات المذكورة في التقرير، ونشرت صور عن الزيارة، يُستدل منها على حجم الحفريات العملاقة، التي يتحدث عنها التقرير الأولي.