رام الله الإخباري
وُضعت القوات الإسرائيلية بالقرب من قطاع غزة في حالة تأهب قصوى وسط توقعات بقيام حركة حماس بالرد على اغتيال أحد أكبر قيادييها العسكريين في غزة ليلة الجمعة.
وجاء رفع حالة التأهب، السبت الماضي، بأوامر من قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش. لم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن مقتل مازن فقهاء، الأسير السابق في السجون الإسرائيلية والذي أشرف على جهود «حماس» في التحريض على تنفيذ هجمات في الضفة الغربية، لكن قادة «حماس» اتفقوا على تحميل إسرائيل مسؤولية اغتياله. خلال الجنازة الحاشدة للفقهاء بعد ظهر السبت في مدينة غزة، هتف المشاركون “الانتقام، الانتقام”.
النائب العام الذي عينته «حماس»، إسماعيل جبر، اتهم هو أيضا إسرائيل بقتل فقهاء، الذي تم الإفراج عنه في إطار صفقة لتحرير الجندي الإسرائيلي، جلعاد شاليت، وتم ترحيله إلى غزة.
وقال جبر إن “الاغتيال يحمل بصمات واضحة للموساد”. وتعهد خليل الحية، نائب يحيى سنوار، القائد الجديد لـ «حماس» في قطاع غزة، بالرد. وقال الحية “إذا كان العدو يعتقد أن الاغتيال سيغير موازين القوى، فعليه أن يعرف أن عقول [حماس] ستكون قادرة على الرد بالشكل المناسب”.
وقال الحية: إن الدولة اليهودية هي الوحيدة المستفيدة من قتل الفقهاء. مع ذلك، ورغم لغة الخطاب هذه، يبدو أن «حماس» لا تملك دليلاً واضحاً على دور إسرائيلي، وهي حقيقة قد تمنح الحركة مساحة من المناورة السياسية لتجنب رد دراماتيكي قد يؤدي إلى مواجهة كاملة. فقهاء من مدينة طوباس في شمال الضفة الغربية، وتم اعتقاله في العام 2002 لمساعدته في التخطيط لعمليات انتحارية خلال الانتفاضة الثانية. وتم إطلاق سراحه في تشرين الأول2011 في إطار صفقة شاليت، حيث تم ترحيله بعدها إلى غزة، وقام هو وزميله عبد الرحمن غنيمات بتأسس “قسم الضفة الغربية” داخل الحركة في القطاع. وتألف القسم من أعضاء الجناح العسكري من الضفة الغربية سابقا، الذين تم ترحيلهم إلى غزة. مهمتهم كانت تعزيز البنى التحتية في الضفة الغربية، بما في ذلك من خلال هجمات ضد إسرائيليين. تضمن ذلك إرسال أموال وتعليمات لخلايا «حماس» في الخليل وطولكرم وقلقيلية وأماكن أخرى في محاولة لتصعيد العنف وفرض جولات جديدة من المواجهة بين إسرائيل والفلسطينيين في الضفة الغربية. كل منطقة في الضفة الغربية أشرف عليها “قائد إقليمي” داخل القسم الذي جلس في غزة لكنه كان في الأصل من المنطقة المعنية. بحسب معلومات استخباراتية إسرائيلية، فإن “بصمات” فقهاء وغنيمات كانت على الكثير من محاولات الهجمات والهجمات الناجحة التي نفذتها خلايا «حماس» في الضفة الغربية في السنوات الأخيرة، وهي حقيقة تشير إلى مصلحة إسرائيل الواضحة في القضاء عليه. فقهاء أقام وتنقل في غزة من دون حراس شخصيين أو أي حماية أخرى، وتم اغتياله بالقرب من منزله الشاطئ. إذا كانت إسرائيل هي بالفعل من قام بتنفيذ اغتياله، قد تكون هدفت إلى توجيه رسالة بأن قادة «حماس» إذا كانوا يعتقدون بأنهم في مأمن خلال فترات الهدوء فهم مخطئون. من المرجح الآن أن تقوم قيادة الحركة بكاملها بتغيير روتينها اليومي، على افتراض أنه إذا كان بالإمكان قتل فقهاء، فهم جميعا أهداف محتملة. سيكون عليهم العيش وهم محاطون بالأمن، وتغيير منازلهم ومخابئهم من وقت لآخر – العودة إلى حياة اضطر الكثير من قادة «حماس» من الضفة الغربية لعيشها قبل عقد من الزمن. هذه كانت بكل وضوح رسالة الإغتيال: الجميع يمكن أن يكونوا هدفا محتملا. لكن ذلك لا يعني أن مسؤولية إسرائيل المزعومة عن القتل واضحة ولا جدال فيها.
فمنفذو الإغتيال عملوا بمهنية عالية، ولم يتركوا وراءهم أي دليل على هوياتهم. في الواقع، هذا الاحتراف – كاتم الصوت والاختفاء من دون ترك أي أثر – هو الدليل الحقيقي الوحيد الذي يشير إلى أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية. ولا شيء أكثر من ذلك.
هذا الافتقار إلى الوضوح يعني أن «حماس» قد تقرر الاكتفاء على المدى القصير بنوع التهديدات التي أصدرتها الحركة، مثل: “لا مزيد من ضبط النفس”، أو “لن نسمح بأن تمر الاغتيالات مرور الكرام”. في المحصلة النهائية، قررت «حماس»، السبت الماضي، عدم البدء بقصف إسرائيل كرد، في الأساس لأن الحركة لا ترغب في الواقع في بدء حرب مع إسرائيل في الوقت الراهن. لا شيء من هذا يعني أن الحركة ستمتنع عن الرد على الاغتيال في الوقت المناسب.
يُعرف عن قائد الحركة الجديدة في غزة، يحيى سنوار، أنه رجل خطير ولا يمكن التنبؤ به وبأنه غير مقيد. قد يفضل الانتظار للحظة التي ستفاجأ فيها إسرائيل، وإطلاق أنواعاً من العمليات التي شوهدت في الماضي، مثل عمليات الاختطاف أو في ارتداد إلى العقد الماضي، العمليات التي قام بها . إذا قامت «حماس» بإطلاق هجمات من هذا النوع، فإنها ستحاول على الأرجح عدم ترك أدلة على تورطها، من أجل منح القادة الإسرائيليين المساحة السياسية لتجنب حرب شاملة، لكن مع الإشارة إلى أن استمرار الاغتيالات سيقابل برد مؤلم. كما قال أحد مسؤولي «حماس»، السبت الماضي، إسرائيل “تحاول فرض نموذج جديد للحرب السرية على حماس، حيث فشلت في نموذج الحرب المفتوحة”، وأضاف أن «حماس» ستعرف كيفية الرد على مثل هذه الأساليب. عن «تايمز أوف إسرائيل»
بقلم: آفي يسسخاروف