رام الله الإخباري
في الأسبوع الأول من كانون الثاني/يناير من العام الحالي بدأت الشرطة الإسرائيلية بالتحقيق، تحت التحذير، مع رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو. ومع بدء التحقيقات معه يتضح أنه يدأب على السفر كثيرا إلى خارج البلاد، بحيث أنه قضى 22 يوما خارج البلاد خلال الـ46 يوما الأخيرة.
وكتب أوري مسغاف، في صحيفة "هآرتس"، اليوم الأربعاء، أنه في الحالات العادية فإن المشتبهين بارتكاب مخالفات جنائية خطيرة يتم إصدار أمر منع من مغادرة البلاد إلى حين استكمال التحقيق بشأنهم، أو يتم، على الأقل، فرض قيود على تحركاتهم. ويوجد لذلك ثلاثة أسباب أساسية: من إمكان هروب المتهم إلى خارج حدود الدولة؛ والخشية من إمكانية تشويش مجري التحقيق وتقديم شهادات؛ والرغبة في استكمال التحقيق بأسرع ما يمكن.
وفي حالة نتنياهو، فهو مشتبه به غير عادي، وإمكانية الهروب غير معقولة في حالته، ولكن الخشية من تشويش التحقيق وتنسيق الشهادات دائما قائمة، كما أن الصعوبة في إنهاء التحقيق معه بسرعة قائمة أيضا، لدرجة أن الشرطة تحدثت في بداية الشهر الجاري عن صعوبة ملحوظة في تنسيق موعد للتحقيق مع مكتبه.
أما السبب الرئيسي لذلك، فهو أن نتنياهو لا يتوقف عن القيام برحلات جوية خارج البلاد. وخلال الـ46 يوما الأخيرة، والتي تنتهي مع عودته، الخميس، من الصين، يكون قد أمضى خارج البلاد 22 يوما، أي نصف المدة.
يشار إلى أن كافة سفرياته تمت المصادقة عليها، كما هو متبع، في جلسة الحكومة. كما أن وجهة السفر ومضامينها وطولها يتم تحديدها في مكتب رئس الحكومة.
وفي كل سفرياته، باستثناء سفره إلى موسكو، رافقته زوجته سارة نتنياهو، حيث كانت تتغيب من عملها في بلدية القدس. وانضم ابنه يائير إلى سفرة واحدة فقط.
وتبين أن نتنياهو سافر في الخامس من شباط/فبراير إلى لندن، في زيارة استغرقت يومين؛
وفي الثالث عشر من شباط/فبراير توجه نتنياهو إلى واشنطن، في زيارة انتهت في السابع عشر من شباط/ فبراير؛
في التاسع عشر من شباط/فبراير توجه إلى سنغافورة، ومن هناك إلى أستراليا، ليعود في السابع والعشرين من شباط/فبراير. مع الإشارة إلى أن سيدني هي بلد الملياردير جيمس باكر، الذي ورد اسمه كمشتبه به في تقديم هدايا لعائلة نتنياهو؛
وفي التاسع من آذار/مارس توجه نتنياهو في زيارة عاجلة تستمر ليوم واحد؛
وفي التاسع عشر من آذار/مارس سافر نتنياهو إلى الصين، في زيارة تستغرق 5 أيام، بذريعة "مرور 25 عاما على العلاقات بين الدولتين".
وكتب مسغاف أنه لا يمكن إجراء التحقيق مع نتنياهو بينما يمكث خارج البلاد. وبين كل سفرتين يكون مشغولا جدا ويمكث في مكتبه في القدس.
وبحسبه فإن نتنياهو يحاول، من خلال سفراته الكثيرة، تصوير نفسه على أنه سياسي دولي، بحيث تبدو أمور مثل السيجار والشمبانيا والاتصالات السرية مع أرنون موزيس، وعمولات وساطة في قضية الغواصات أو إلغاء مناقصة السفن، على أنها أمور صغيرة، بيد أن ذلك لا يمنعه من النبش، حتى وهو في الصين، في أمور هيئة البث العامة، وهوية مقدمة نشرة الأخبار فيها.
عرب 48