استعادت فصائل المعارضة السورية، اليوم الثلاثاء، معظم النقاط التي كانت قوات النظام قد تقدّمت فيها شرقي دمشق، أمس الإثنين، كما تمكنت من إصابة طائرة للنظام وإسقاطها من سماء حي جوبر.
وقال "فيلق الرحمن"، وهو أحد أكبر الفصائل العسكرية المشاركة في المعركة إنه "تمكّن من استعادة معظم النقاط التي تقدّمت فيها قوات بشار الأسد، أمس، ومنها كراج العباسيين والمنطقة الصناعية وشارع فارس خوري"، وذلك في مستهل عمليات المرحلة الثانية من معركة "يا عباد الله اثبتوا".
وذكرت مصادر في المعارضة لـ"العربي الجديد"، أنّها تمكّنت من إصابة طائرة حربية تابعة لسلاح الجو في جيش النظام، خلال تحليقها في سماء حي جوبر بدمشق.
وأكّدت المصادر أن "فصائل المعارضة استهدفت الطائرة التي كانت تقصف الحي بالمضادات الجوية الأرضية، ما أسفر عن إصابتها بشكل مباشر".وبثّت وكالة "قاسيون" المحلية، مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يُظهر لحظة استهداف الطائرة وتصاعد ألسنة الدخان الأسود منها.
ومُنذ صباح اليوم، شنّت طائرات النظام الحربية أكثر من 20 غارة جوية على حي جوبر، في محاولة لكبح تقدّم فصائل المعارضة على محور كراجات العباسيين وعقدة البانوراما المتاخمتين لحي جوبر بدمشق.
وفي هذا السياق، أعلن "فيلق الرحمن" بمنشورٍ على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أنّه دمّر دبابة تابعة لقوات النظام على جبهة المعارك في حي جوبر ضمن معركة "يا عباد الله اثبتوا".وقالت مصادر ميدانية إن "معارك اليوم بدأت بتفجير سيارة مفخّخة بمواقع قوات النظام في حي جوبر".
وأضافت أن التفجير تلاه هجوم وُصف بالمركّز والدقيق على المنطقة الصناعية وكراج العباسيين، موضحةً أن المعارضة سيطرت على أجزاء واسعة من الكراجات ورصدت كورنيش التجارة ناريًا، فيما وصلت الاشتباكات إلى منطقة عقدة البانوراما، التي تُعتبر بداية الأوتستراد الدولي دمشق-حمص.وكانت الفصائل قد تراجعت، أمس الاثنين، في عدّة مواقع بعد قصفٍ عنيف تعرّضت له النقاط التي سيطرت عليها ليستأنفوا الهجوم اليوم.
وذكرت مصادر محلية أن قوات النظام قصفت حي تشرين في العاصمة بستة صواريخ ثقيلة "أرض أرض" ما أدّى لدمارٍ واسع في المباني وأنباء عن سقوط جرحى.
ولفتت إلى أن حي جوبر وحده تعرّض لقصفٍ هستيري من قبل طائرات النظام الحربية بأكثر من 15 غارة جوية.من جهةٍ أخرى، أغلقت قوات النظام شارع فارس خوري وأوتوستراد العدوي وساحة العباسيين وجميع الطرق المؤدية إلى كراجات العباسيين.
ووفقاً لشهود عيان، فإن أحياء العاصمة لا سيما الشرقية تعيش حالة هلع ومعظم شوارع باب شرقي وفارس خوري والتجارة والعدوي شبه خالية من المارة.إلى ذلك، أكّدت مصادر متطابقة في المعارضة أنها تمكّنت من طرد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) من تلال مهمّة في ريف دمشق.
وأعلنت "حركة أحرار الشام"، أنها سيطرت على سلسلة جبال الأفاعي وسهل بئر الأفاعي في القلمون الشرقي بريف دمشق، وذلك بعد اشتباكات مع التنظيم انتهت بانسحابه.
وبيّن "جيش الإسلام" أنه "تمكّن بالاشتراك مع فصائل من المعارضة من السيطرة على النقاط ذاتها"، مضيفاً أنه "تم تمشيط المناطق المحررة بمساحة تقدر بـ 12 كيلومترا، بعدما كان "داعش" قد سيطر على هذه المناطق في الأشهر الأخيرة".