استمرت ردود الفعل الإسرائيلية على الهجوم الذي شنه سلاح الجو على قوافل أسلحة في سوريا قبل يومين، والتطورات الميدانية التي أعقبته.
فقد نقلت صحيفة معاريف عن الجنرال يوآف غالانت وزير البناء والإسكان وعضو المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، أن إسرائيل لن تغير سياستها القاضية بمنع وصول سلاح كاسر للتوازن إلى حزب الله.
وزعم أن السوريين كانوا يعلمون جيدا أنهم لن يتمكنوا من الإضرار بالطائرات الإسرائيلية التي أغارت على قوافل الأسلحة المتجهة إلى لبنان، كما أن روسيا المسيطرة على الأوضاع في سوريا تعلم جيدا المصالح الإسرائيلية.
وهدد غالانت حزب الله بأنه إذا قام بمهاجمة إسرائيل، فإن الأخيرة ستعيد لبنان مئة عام إلى الوراء.
بينما نقل ألموغ بن زيخري مراسل صحيفة هآرتس عن إيهود باراك رئيس الحكومة الإسرائيلية ووزير الدفاع الأسبق أنه كان بإمكان إسرائيل تنفيذ هجومها الأخير على سوريا من دون اللجوء لمنظومة صواريخ حيتس الاعتراضية، لأنها لأول مرة تلجأ لاستخدام هذه المنظومة المتطورة، وقد اضطر استخدامها إسرائيل للاعتراف بتنفيذ هجومها داخل سوريا بعكس المرات السابقة.
تنسيق عسكري
ودعا باراك لتوثيق المزيد من العلاقات الأمنية والتنسيق العسكري بين تل أبيب وموسكو بشأن التطورات في دمشق، لأن الرئيس فلاديمير بوتين هو الرجل الأكثر توددا لإسرائيل، مقارنة بجميع من سبقه في الكرملين.
لكن الجنرال عومر بارليف، عضو الكنيست من حزب المعسكر الصهيوني اعتبر أن هجوم إسرائيل على سوريا انتهك سياسة التعتيم الإعلامي التي اتبعتها، وهي خطوة قد لا تكون ذكية على الصعيد الاستراتيجي.
روني دانيئيل محلل الشؤون العسكرية في القناة الإسرائيلية الثانية، قال إنها ليست أول مرة يهاجم سلاح الجو الإسرائيلي قوافل أسلحة منطلقة من إيران إلى سوريا وصولا إلى حزب الله في لبنان، لكن الهجوم الأخير جاء مختلفا، فقد كسرت فيه إسرائيل سياسة الغموض، وهو ما كان يخدم الرئيس السوري بشار الأسد الذي لم يكن يجد نفسه مضطرا للرد على إسرائيل، وهكذا استمر الوضع عدة سنوات.
وأضاف أنه رغم ذلك فإن هذا الهجوم الإسرائيلي يأتي تطبيقا لسياسة إسرائيل المعلنة بعدم وصول أسلحة متطورة لحزب الله، ولا سيما صواريخ أرض-أرض، وصواريخ ضد الطائرات، وصواريخ بحرية.
وطرح دانيئيل، وهو وثيق الصلة بالقيادة العسكرية الإسرائيلية، سيناريو عن المرة القادمة في حال وصول معلومات أمنية لإسرائيل مفادها أن هناك شحنة أسلحة جديدة متجهة للبنان وقامت سوريا بالرد مجددا على الطائرات الإسرائيلية، موضحا "سنكون حينها أمام تسخين حقيقي للوضع الأمني، رغم أن الأسد والروس وجميع الأطراف الفاعلة في سوريا ليسوا معنيين حاليا بمواجهة مع إسرائيل".