أكدت مؤسسة القدس الدولية أن المسجد الأقصى المبارك لا يزال في مهداف الاحتلال الإسرائيلي، والمطلوب الأول على قائمة التّهويد الديني في مدينة القدس المحتلة.
وأوضحت المؤسسة في قراءة أسبوعية حول تطورات الأحداث والمواقف بالقدس أن عضوا الكنيست ميري ريغف وزئيف إلكين تقدما الأسبوع الماضي باقتراح لإنشاء "صندوق تراث جبل المعبد" على أن تتم تغذيته بـمليوني شيكل سنويًا.
وبينت أن الهدف من ذلك "غرس المعرفة في موضوع جبل المعبد وارتباط الشعب اليهودي به لدى الجمهور الواسع بالبلاد وفي العالم بواسطة أدوات حديثة، ومن ضمنها المبادرة وإنتاج نشرات إعلامية بلغات مختلفة، وإقامة وصيانة موقع إنترنت متعدد اللغات كي يستعرض المضامين المتعلقة بتراث "جبل المعبد".
وقالت إن هذه الخطوة تأتي ضمن سياق تحدّي الاحتلال لقرار "اليونسكو" بخصوص الأقصى، والذي أدان السياسات الإسرائيلية المختلفة التي تطال المسجد، ودعا إلى وقفها والعودة إلى الوضع القائم التاريخي.
وفي إطار موازٍ، استمرت اقتحامات المستوطنين للأقصى مع محاولات متكررة لأداء صلوات تلمودية، فيما منعت شرطة الاحتلال موظفي المسجد من إصلاح أحد أبواب الجامع القبلي واعتقلت اثنين منهم، ومنعت كذلك أحد حراس المسجد من دخوله لمزاولة عمله، الأمر الذي يأتي في سياق الاستهداف المستمر لدور موظفي الأوقاف في الأقصى.
وبحسب مؤسسة القدس، فقد صادقت بلدية الاحتلال في القدس الأسبوع الماضي على ميزانية بلغت 7.3 مليار شيكل، بعدما وافقت الحكومة على ضخّ 700 مليون شيكل (حوالي 190 مليون دولار) لدعم الميزانية.
وتهدف هذه الميزانية إلى "تعزيز الهوية اليهودية لمدينة القدس"، وفق تعبير رئيس بلدية الاحتلال نير بركات، لطمس وجهها العربي والإسلامي.
فقد ألغت البلدية –على سبيل المثال- ميزانية كانت مقررة بالماضي بمبلغ 300 ألف شيكل لتخطيط حيّي العيسوية ورأس العمود، ما يعني عمليًا استمرار سياسة هدم المنازل التي يتبعها الاحتلال بذريعة البناء من دون تراخيص في حين يتعمد عدم وضع مخططات هيكلية لهذه الأحياء.
وأشارت المؤسسة إلى تأجيل التصويت على مشروع قانون لفرض السيادة الإسرائيلية على مستوطنة "معاليه أدوميم" الواقعة في الضفة الغربية، إلى الجهة الشرقية من القدس، مبينة أن التأجيل لم يكن زهدًا بالمشروع وإنّما فرضه وجود المبعوث الأمريكي جيسون غرينبلات في المنطقة.
وفي سياق آخر، داهمت قوات معززة من جيش ومخابرات الاحتلال الأسبوع الماضي مقرّ مكتب الخرائط في جمعية الدراسات العربية في بيت الشرق في بيت حنينا، بتعليمات من وزير الأمن الداخلي جلعاد أردان، وأغلقته واعتقلت مديره خليل التفكجي، ولكنها أطلقت سراحه بعد التحقيق معه لساعات.
وكان استشهد الأسبوع الماضي الشاب إبراهيم مطر من بلدة جبل المكبر، بعد إطلاق النار عليه من قوات الاحتلال التي زعمت أنه حاول تنفيذ عملية طعن عند باب الأسباط.
وأشارت مؤسسة القدس إلى استمرار المواجهات في أنحاء مختلفة من الضفة الغربية مع استهداف حافلات المستوطنين بالزجاجات حارقة والحجارة حافلة للمستوطنين.
كما نفذت كافة مدارس القدس الثلاثاء الماضي إضرابًا شاملًا في خطوة هي الأولى ضمن سلسلة من الإجراءات التصعيدية، وفق اتحاد أولياء أمور طلاب مدارس القدس، وذلك لمواجهة خطط الاحتلال الممنهجة ضد العملية التعليمية، والتي كان آخرها إغلاق مدرسة النخبة في صور باهر، وإقرار عطلة الربيع للمدارس الثانوية.
وأكدت المؤسسة إلى أن الاحتلال يستمر في محاولة السيطرة على قطاع التعليم بالقدس عبر وسائل مختلفة، منها تحريف المصطلحات أو حذفها، ومحاولة فرض المنهاج الإسرائيلي في المدارس الفلسطينية بالمدينة من أجل تشكيل الوعي الفلسطيني وفق مناهج يقررها الاحتلال لتخدم روايته ومزاعمه.
وكان "نير بركات" قال في مؤتمر صحفي الشهر الماضي إنّ "من أولويات البلدية الاستثمار في تغيير المناهج الدراسية العربية الفلسطينية العربية في المدارس، مشيرًا إلى أن المناهج الإسرائيلية تعزّز "يهودية الدولة".