ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" انه بمناسبة الذكرى الخمسين لحرب الأيام الستة، سمحت وزارة الجيش الاسرائيلية بنشر الافادة التي ادلى بها رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية خلال الحرب، الجنرال اهران ياريف، امام قسم التاريخ في الجيش الاسرائيلي. وقال ياريف في افادته: "خلال فترة الانتظار قبل الحرب، كان هناك الكثير من اليهود الذين قالوا "لماذا يجب تجنيد الاحتياط؟ هذا يستفز العرب"، فقلنا آنذاك: فلنجنده اولا، وبعد ذلك نستعد. وقلت ليتسحاق (رابين) لماذا تشعر بالقلق؟ انت تملك حرية العمل بواسطة التجنيد. اذا شئت تفكك، وان لم تشأ – لا تفكك. الان أنت في وضع جيد".
وتطرق ياريف بذلك الى النقاش التاريخي الذي جرى بعد الحرب. في 12 حزيران 1967، في مكتب وزير الجيش موشيه ديان، والذي نوقشت خلاله الاستمرارية بعد الحرب. وقال ياريف: "لقد اراد (ديان) بأن يدير الجيش الأمور. لقد قلنا منذ ذلك الوقت ان السلام لن يتحقق". وحسب ياريف فان الهدف الذي تم تحديده في نهاية الحرب كان "توسيع منطقة الدولة بهدف"، والسلام كان "خدعة" وليس "هدفا". وحسب اقواله، فان تفسير هذا الهدف كان "تحسين الوضع الاستراتيجي ايضا في الحرب، وايضا من خلال حماية مكانة القدس العبرية، الأمن الجارف، حماية مصادر المياه، ضمان مناطق معيشة اخرى – بالقدر الممكن من دون اضافة عرب او اضافة الحد الادنى منهم، السلام والمفاوضات المباشرة، خدعة وليست هدفا".
ويقول ياريف في افادته المسجلة ان الاستخبارات تكهنت بأن الرئيس المصري جمال عبد الناصر لا ينوي مهاجمة اسرائيل خلال فترة الانتظار، لكن رئيس الاركان في حينه، يتسحاق رابين، استصعب تقبل ذلك. "لقد ازعج هذا الأمر رابين طوال الوقت. منطقه المنهجي لم يستوعب خطوة ناصر. لم يفهم ان ناصر هنا اصبح مجرورا". لقد سئل عن موعد اتخاذ القرار بفتح الحرب: "جرى نقاش لدى رئيس الحكومة (ليفي اشكول) وتبلور خلاله الرأي بأنه يجب فتح الحرب.. لم تكن هناك معايير عسكرية (في اتخاذ القرار) وانما سياسية فقط".
وحول قرار احتلال البلدة القديمة، قال ياريف: "لقد قال وزير الامن: البلدة القديمة – تعالوا نغلق عليها، لأنه كانت فيها اماكن مقدسة، (وهذا سيسبب) مشكلة مع العالم وما اشبه.. ما الذي سبب التغيير؟ اعتقد – ببساطة، ان التطورات الميدانية (هي السبب)". وبالنسبة لهضبة الجولان، قال الجنرال ياريف انه في الثامن من حزيران، جرى نقاش شديد حول الموضوع، ولم يكن وزير الأمن مستعدا لاحتلال الهضبة لثلاثة اسباب: الروس، الامم المتحدة والخسائر. "خرجنا جميعا في حالة مزاجية سيئة، وبشعور بأننا ننهي هنا الحرب دون اني تم استكمال العمل.. عندها قرأت في الصباح بأن وزير الامن غير رأيه".
وحسب ياريف، فقد فكر ديان وفكر، ثم فكر، وجاء في الصباح ووجد سببا لتغيير القرار. لقد قال ان هناك نبأ حول انهيار المنظومة المصرية. قلت: "ليس لدي نبأ كهذا".. بعد ذلك سمعت ديان يقول انه يجب تبليغ رئيس الحكومة بأننا "تلقينا نبأ من شعبة الاستخبارات بأن المنظومة في سيناء تنهار". قلت: "موشيه، انها لا تنهار"، فقال: "قل انه من الأنباء التي تسلمتها من شعبة الاستخبارات استنتج بأن المنظومة تنهار".
وحسب ياريف فقد اصدر ديان ثلاثة توجيهات بشأن قناة السويس: تدمير الجيش المصري، عدم الدخول الى القطاع وعدم الوصول الى القنال. "لماذا؟ انه لم يقل لكنني افسر: القنال يعتبر مسألة دولية، ولا يريد التورط.. غزة هي عش دبابير".