تطرّقت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال– فلسطين، إلى الوضع الصحي للطفل المصاب عبد الله العناتي (14 عاما)، في مركز توقيف وتحقيق المسكوبية في القدس، كضحية جديدة للرصاص "الاسفنجي"، والاعتقال.
وأوضحت الحركة في بيان صحفي، اليوم الخميس، إلى أن الطفل العناتي بانتظار محاكمته بتهمة إلقاء الحجارة على أفراد شرطة الاحتلال الإسرائيلي في مخيم شعفاط، بمدينة القدس المحتلة.
وأشارت إلى أنه يعاني من تمزق في رئته اليسرى، ونزيف داخلي، ورضوض في القفص الصدري، جراء إصابته بعيار "اسفنجي" أطلقه عليه أحد أفراد شرطة الاحتلال من مسافة تقدر بـ10 أمتار، قبل اعتقاله، في السابع والعشرين من شباط الماضي.
وحسب إفادة الطفل العناتي، لمحامي الحركة، الذي تمكن من زيارته في مستشفى "هداسا العيسوية"، "إنه كان عائدا يوم إصابته إلى المنزل في مخيم شعفاط برفقة والده وأشقائه، عندما كانت تدور مواجهات هناك، وعندها طلب الوالد من أفراد شرطة الاحتلال عدم إطلاق النار، حتى يتمكنوا من وصول المنزل، إلا أن أحد أفراد "حرس الحدود" أطلق قنبلة غاز مسيل للدموع صوب العائلة ما أدى لإصابة شقيقته بحالة إغماء، ليقوم شرطي آخر بإطلاق رصاصة "اسفنجية" صوبه في الصدر مباشرة، قرب القلب، من مسافة قدرها الطفل بـ10 أمتار.
وتابع العناتي، "شعرت بالدماء تخرج من فمي، فبدأت بالجري باتجاه المركز الصحي القريب من المخيم، وهناك تم الاتصال مع سيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر، لكي يتم نقلي إلى مستشفى المقاصد لخطورة الإصابة، وبعدها حضر والداي، ونقلت بسيارة الإسعاف وكانت معي والدتي، وعند وصولنا إلى حاجز المخيم، تم توقيفنا وأخذ الجنود هوية والدتي، وبقينا ننتظر لمدة ساعتين تقريبا، وكنت خلال ذلك أخرج دماء من فمي، وبعدها طلب الجنود من سيارة الإسعاف التوجه إلى مستشفى "هداسا" القريب من العيسوية، وتوجهنا إلى هناك يرافقنا جيبان تابعان لحرس الحدود".
وقال: "تم إدخالي إلى قسم الطوارئ وبعد إجراء الفحوصات الطبية وأخذ صورة أشعة، تبين أنني أعاني من نزيف داخلي، وتمزق في الرئة اليسرى، ورضوض في القفص الصدري"، مشيرا إلى أنه بقي ثلاثة من أفراد حرس الحدود معي في قسم الطوارئ، ولم يسمحوا لشقيقي الأكبر بالاطمئنان عليّ، وطلبوا منه مغادرة القسم بعد أن هددوه بالاعتقال وأخبروه أنني موقوف ولا يسمح لأحد الاقتراب مني".
وأوضحت الحركة في بيانها، "أن أفراد حرس الحدود سمحوا لوالدة الطفل العناتي بالبقاء معه كمرافقة بعد نقله إلى الأقسام العادية، ولكنهم كبلوا يده اليمنى بالسرير، وفي الصباح فكوا القيود عن يده وكبلوا قدمه، وخضع للتحقيق داخل المستشفى من قبل محقق يتحدث اللغة العربية، يرافقه جندي من "حرس الحدود".
وتابع الطفل: "طلب المحقق في البداية من والدتي الخروج من الغرفة، ولم يسمح لها بالبقاء معي وقت التحقيق، وبعد أن حاولت والدتي معرفة سبب خروجها من الغرفة لم يخبرها بشيء، وصرخ عليها، وبعدها قرأ لي ورقة كانت معه، وقال إنه مكتوب فيها حقوقي قبل بدء التحقيق، وذكر منها حقي بالصمت، وباستشارة محام، وحقي بتواجد الأهل معي، وبعد ذلك بدأ يسألني عن الأشخاص الذين كانوا معي وقت إلقاء الحجارة، ولكنني أخبرته أنني لم ألق أي حجر، ولم يكن معي أي شخص، وذكرت له كيف تمت إصابتي من قبل حرس الحدود خلال عودتي إلى البيت مع أشقائي ووالدي، وماذا حصل بالضبط، حينها اتهمني بالكذب وادعى حيازته بدل الصورة، 60 صورة، تؤكد علاقتي بإلقاء الحجارة، كما اتهمني برفع سلاح أبيض في وجه أحد الجنود وتعريض حياته للخطر، وأنني آذيت جنديا نتيجة إصابته بحجر، وقد نفيت كل ذلك".
وأوضح الطفل أن التحقيق معه في المستشفى استمر لحوالي نصف ساعة، وبعد انتهائه طلب المحقق من والدته التوقيع على الإفادة، إلا أنها رفضت ذلك كون الإفادة كانت باللغة العبرية، فطلب المحقق منه التوقيع عليها ففعل وكانت الإفادة من ثلاث أوراق جميعها باللغة العبرية.
وحسب البيان، تم تمديد اعتقاله غيابيا لدى محكمة الصلح الإسرائيلية، بسبب سوء وضعه الصحي، وتم تأجيل جلسة المحكمة حتى الخامس من الشهر الجاري، ومن ثم تم تمديد اعتقاله لمدة أسبوع آخر.
ونقل بعدها إلى مركز توقيف وتحقيق المسكوبية في القدس، وقالت والدته إنه خلال نقله إلى المحكمة المركزية في الخامس من الشهر الجاري، مكث ما يقارب الثماني ساعات، وهو في "البوسطة" رغم إصابته، مشيرة إلى أنه ما زال يتقيأ دما، وبحاجة شديدة للاستمرار في تلقي العلاج، إلا أن "المسكنات" فقط هي ما يأخذه الآن في "المسكوبية".
ووثقت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال– فلسطين، عدة حالات لأطفال أصيبوا بهذا النوع من الرصاص، أربعة منهم على الأقل فقدوا واحدة من أعينهم.
كما تسبب الرصاص "الاسفنجي" باستشهاد الطفلين محيي الدين الطباخي (10 أعوام) من بلدة الرام، في التاسع عشر من تموز عام 2016، جراء إصابته برصاصة "اسفنجية" في القسم الأيسر من صدره، ومحمد سنقرط الذي استشهد في السابع من أيلول عام 2014 متأثرا بجروحه التي أصيب بها في الحادي والثلاثين من آب 2014، جراء إصابته برصاصة "اسفنجية" سوداء في الجهة اليمنى من رأسه، سببت له كسرا في الجمجمة ونزيفا دماغيا.
وقال مدير برنامج المساءلة في الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال عايد أبو قطيش، "إن استهداف الأجزاء العليا من الجسم بهذا النوع من الرصاص، يشير إلى أن قوات الاحتلال لديها سياسة ممنهجة بإلحاق أكبر الضرر بالمستهدفين، بمن فيهم الأطفال، علما أنها تدعي إدخاله للخدمة بسبب أنه سلاح غير قاتل"، مضيفا انها "لطالما تجاهلت مرارا وتكرارا اللوائح المنظمة لاستخدام الرصاص الاسفنجي وغيره من الرصاص".