حزب الله واسرائيل ...حرب اعلامية والمواجهة ممنوعة

اسرائيل وحزب الله

رام الله الإخباري

ترتفع حدة السجال الإعلامي بين حزب الله والكيان الإسرائيلي، وسط تقارير عبرية تتحدث عن أزمة مالية خانقة تنخر مؤسسات حزب الله؛ تضاف إلى خسائره الكبيرة التي تكبدها بسبب الحرب الدائرة في سوريا والتي افتقد خلالها الآلاف من قوات نخبته، بحسب مراقبين.

ونشرت صحيفة "هآرتس" العبرية تقريرا تؤكد فيه مواجهة الحزب لأزمة اقتصادية ومعنوية قاسية، تتمثل في صعوبة دفع رواتب مقاتليه، واكتفائه بدفع نصف الرواتب فقط، ما دفع كثيرا من المقاتلين إلى ترك الخدمة، بحسب الصحيفة.

وأشار التقرير إلى تقليص المساعدات التي يحصل عليها حزب الله من إيران، مؤكدا أن الأزمة تعدت إلى وسائل الإعلام المحسوبة على طهران؛ بعد إغلاق الفرع اللبناني لشبكة قنوات العالم التلفزيونية التابعة لشركة "فلك" التي تملكها وزارة الخارجية الإيرانية، والتي تبث باللغة العربية، عدا صرف كثير من العاملين فى قناة المنار التابعة لحزب الله، وتقليص إنتاج البرامج.

حكومة نتنياهو تتخبط

من جهته؛ قال الخبير والمحلل الاستراتيجي المقرب من حزب الله، أمين حطيط، إن "المتتبع للسلوك الإسرائيلي في الأسبوعين الماضيين؛ يجد أن حكومة نتنياهو تتخبط في أزمتين، الأولى على المستوى الداخلي، والثانية نتيجة ما أظهره تقرير مراقب الدولة العبرية لجهة العجز الإسرائيلي في العدوان الأخير على غزة عام 2014".

وكان تقرير لمراقب الدولة في الكيان الإسرائيلي، يوسف شابيرا، قد أبرز الإخفاق الإسرائيلي تجاه الاستعداد للحرب الأخيرة على قطاع غزة.

واعتبر حطيط أن "المستجدات الأخيرة تثير إسرائيل، وتدفعها إلى شن حرب نفسية استباقية نحو جمهورها لإنعاشه"، موضحا أن "القادة الإسرائيليين يريدون الإيحاء لجمهورهم بأنه بالرغم من عجزهم عن اتقاء ضربة متوقعة من حزب الله، إلا أن الحزب أصلا غير قادر على شن حرب ضد إسرائيل".

ورأى أن ما تنشره صحافة الكيان الإسرائيلي "جزء من هذه الحرب النفسية لرفع معنويات الإسرائيليين؛ لأن ما قيل عن حزب الله لا يقدم ولا يؤخر، فالحزب يدرك إمكانياته الرادعة للإسرائيليين".

ولفت إلى أن ما ينشر من تقارير حول وضعية حزب الله "يتزامن مع مأزق نتنياهو الملاحق قضائيا، وفي ذروة أزمته السياسية على ضوء تقرير المراقب الإسرائيلي الذي أشار إلى عدم قدرة إسرائيل على ردع أي ضربة موجهة إليها، وفي ظل حديث أمين عام حزب الله حسن نصر الله عن وقوع الأهداف الاستراتيجية في الكيان الإسرائيلي تحت مرمى نيران المقاومة".

وحول حقيقة الأزمة المالية لدى إيران؛ قال حطيط إن "من يقول هذا الكلام يريد تخفيف العبء عن نفسه؛ لأن إيران تمتلك السيطرة على 35 قناة بمختلف اللغات والمواضيع والمواقع، ولن يؤذيها أن تخفف من أعباءها في قناة واحدة"، معتبرا أن هذا الاتهام لإيران "مثير للسخرية والاستغراب في آن".

وتابع: "كما قال حزب الله سابقا؛ فإن الدعم الإيراني له مستمر ما دام هناك خطر إسرائيلي موجود، وبالتالي تنتفي أهمية الحديث عن تراجع الدعم المالي للحزب".

حرب إعلامية ونفسية لا أكثر

بدوره؛ اعتبر الكاتب والمحلل السياسي، سمير منصور، التقارير الإسرائيلية حول قدرات حزب الله "جزءا من الحرب الإعلامية والنفسية"، وقال إن "الحرب تتخذ بين الطرفين أشكالا مختلفة، تارة في الإطار السياسي من دون أي حضور ميداني، وتارة أخرى في شكل التهديد والوعيد المتبادل".

واستبعد منصور حصول أي تطور ميداني بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، لكونهما يريان أن هذا الصراع حاليا "لا يخدم مصلحتهما".

وشدد منصور على أن "الإسرائيليين مسرورون لخوض العرب نزاعات داخلية فيما بينهم، حيث يعمّ العنف سوريا، بعد الخراب الذي حل بليبيا وغيرها من البلدان العربية، التي لا تزال تئن من وطأة الحروب الدائرة فيها"، مشيرا إلى أن إسرائيل "لا تريد خوض صراع يجذب الأنظار عن الحروب الداخلية التي تصب في أهدافه الذاتية، وخصوصا إذا كان حزب الله هو من المشاركين في هذه الحرب كما هو الحال في سوريا".

وحول تطرق الإعلام العبري إلى أزمة حزب الله المالية؛ قال إن "من المفترض أن لا تكون إسرائيل كعدو مطلعة على حسابات وأوضاع حزب الله المالية؛ إلا إذا أتيح لها ذلك بوسائلها الخاصة".

وعن الاستراتيجية المتوقعة لحكومة نتنياهو تجاه حزب الله ولبنان في المرحلة المقبلة؛ أكد منصور أن "الحكومة الإسرائيلية تتجنب الاشتباك المباشر مع حزب الله تحديدا"، ولكنه لم يستبعد "نوايا حكومة نتنياهو في شن عمل عسكري ضد لبنان، وإن كان هذا الاحتمال ضئيلا، وذلك قياسا إلى التجارب السابقة مع إسرائيل".

 

 

عربي 21