سويسرا تفتتح مدارس لتعليم المواطنين كيفية التعامل مع الابقار في غزة

أوكسفام

رام الله الإخباري

لم يعد مربي الأبقار الفلسطيني، أحمد الأدهم "قلقاً" على رعاية مواشيه بعد تلقيه دروسا علمية في كيفية التعامل معها، وإطعامها بطريقة سليمة.

وبات الأدهم (40 عاما) وهو أحد مربي الأبقار القانطين في مدينة بيت لاهيا، شمالي القطاع، أكثر نضجا بفضل دروس تقدمها المدرسة الحقلية التي أقامتها وكالة المساعدات الدولية (أوكسفام) لتقديم الخدمات العلمية والمعرفية لمربي الأبقار بتمويل من الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون الدولية.

وبفضل تلك الدروس التي تلقاها مربي الأبقار، على مدار عدة شهور، من قبل مهندسين زراعيين متخصصين، تمكن من تحسين النظام الغذائي للأبقار، ما انعكس على زيادة إنتاج كمية الحليب التي تدرها أبقاره بشكل يومي وفق ما ذكرته وكالة الاناضول التركية

. وداخل واحدة من بين 9 مدارس حقلية في قطاع غزة، يتعلم مربو الأبقار كيفية اختيار الطعام الأفضل لمواشيهم كي يحظوا بكميات أوفر من الحليب، إضافةً إلى مواضيع أخرى تتعلق بزراعة الأعلاف الخضراء، والبدائل المتاحة للتغذية باستخدام الموارد المحلية.

ويقول الأدهم : " تعلمت الكثير من الأمور التي كنت أجهلها في إطعام الأبقار، لكن بعد استماعي لدروس المدرسة الحقلية استفدت الكثير حول كيفية تقديم الطعام الأفضل، وأسس التربية والرعاية الصحية السليمة للأبقار للحفاظ على انتاجيتها ".

وأضاف: " قبل الدروس كنا نطعم الأبقار (كُسبة) دقيق فول الصويا ونخالة (نوع من أنواع خلطة العلف) وكان إنتاج البقرة الواحدة من الحليب حوالي 18 لترا يوميا، لكن حينما تلقينا الدروس وتعلمنا طريقة جديدة في الإطعام زاد الإنتاج لحوالي 25 لترا".

وتابع: " الآن أصبحنا نطعم مادة تحتوي على مواد عضوية ومعدنية ونباتات غذائية يمكن أن يستفيد منها جسم الحيوان أكثر من السابق".

ولفت إلى أن وجود المدرسة أمر إيجابي حيث أمدتهم بالمعلومات ذات القيمة العالية، وعادت بالفائدة لهم وللمواشي.

من جانبه عبر المزارع علاء الشراتحة عن "ارتياحه الشديد" لتلك الدروس المقدمة له من قبل المدرسة الحقلية. وقال الشراتحة: " استفدت الكثير من تلك المدرسة، وبحمد لله إنتاج الحليب يزداد بشكل ملحوظ بفعل معرفة طريقة أخرى لإطعام الأبقار ".

وأضاف: " إطعامنا البقر البرسيم والشعير وإضافات أخرى كان أمرًا غير مُجدٍ في الإنتاج، لكن الأن بعد معرفتنا بالمورينجا (نبتة تساعد على در المواشي للحليب) ونجاحها في الموسم الأول وكيفية زراعتها أصبح الأمر مختلفا من حيث إنتاج الحليب". وأقر بأنه "كان يجهل أمورا كثيرة"، ولكن تلك المدرسة الحقلية زادت من كفاءته ومعرفته.

ويقول المهندس يوسف عوض الاستشاري في مؤسسة أوكسفام (مقرها بريطانيا) في حديث مع الأناضول: " إن المدرسة الحقلية تقدم لمربي الأبقار المعرفة والتجارب العلمية بطرق صحيحة".

وأضاف: " نعتمد على أساليب في تنمية قدرات مربي الأبقار وتعليمهم طرق التغذية السليمة لتمكنهم من زيادة الإنتاج". ولفت إلى أنه تم تعليم زراعة المورينجا لمربي الأبقار في قطاع غزة، بعد وجود أبحاث وتجارب تؤكد أن إطعامها كأعلاف للأبقار يزيد من إنتاج الحليب كما يزيد من نسبة البروتين والأملاح المعدنية.

وقال: " اكتشفنا أن الطعام المقدم للأبقار يوجد به نقص بالبروتين والكربوهيدرات والأملاح المعدنية، لكن من خلال المرشدين التابعين لنا أنتجنا لهم خلطة طعام متكاملة تعتمد على نسب معينة من البروتين والكربوهيدرات وكان إنتاج الحليب أكبر من السابق".

وأوضح أنهم علموا المربين زراعة البرسيم بالطريقة الصحيحة، حيث كانت زراعتها في السابق بطريقة الغمر بالمياه ولكن بعد تلقيهم الدروس تعلموا الزراعة بطريقة الرش وكان الإنتاج أكبر وأوفر في المياه.

ولفت إلى أن المدرسة الحقلية نمت المهارة وجعلت المربين يعتمدون على التجربة والملاحظة. وتملك أوكسفام (مقرها في بريطانيا) فرعا في غزة، وتقوم بين الفينة والأخرى بإطلاق حملات لمساعدة المزارعين الفلسطينيين.

ويبلغ عدد الأبقار الحلوب في قطاع غزة، 2500 بقرة، تنتج 17 ألف طن سنوياً من الحليب، تغطي 15% فقط من احتياجات القطاع، بحسب وزارة الزراعة الفلسطينية.

ويشكو مربو الأبقار من الآثار السلبية التي خلفتها سنوات الحصار والحروب المتكررة على غزة على المواشي ومزارعهم.

الاناضول