هل فكرتم يومًا في الأضرار الناجمة عن وجود غاز ثاني أكسيد الكربون في المشروبات الغازية؟ وهل هناك فرق بين المشروبات العادية مثل الكولا العادية، أو كولا الحمية التي يطلق عليها "دايت"؟
الإجابات جاءت في بحث خاص لجامعة بيرزيت، بدأ العمل فيه قبل أربع سنوات، وما زال مستمرًّا وأظهر نتائج مبهرة، حول تأثير هذه المشروبات على وزن الإنسان.
وأظهر البحث الذي أجراه رئيس دائرة الأحياء والكيمياء الحيوية في جامعة بيرزيت، ورئيس برنامج ماجستير الأحياء البيئية فيها، جوني استبان، وبمشاركة الطالبتين دارين سمندر عويس، وفداء عابد، أن غاز ثاني أكسيد الكربون في المشروبات الغازية (سواء العادية أو الخاصة بالحمية)، يساهم في زيادة الوزن عند الثدييات، حيث تم إجراء التجربة داخل مختبرات جامعة بيرزيت على مجموعة من الفئران.
وقال استبان: "تمت دراسة آلية عمل غاز ثاني أكسيد الكربون في المشروبات الغازية وربطها بزيادة الوزن في الفئران والبدء المبكر للسمنة المفرطة بسبب استهلاك المشروبات الغازية. وقد أثبت فريق العمل أن الغاز فيها مسؤول بصورة مباشرة عن زيادة الوزن في الفئران".
وأجرى فريق الجامعة، التجربة بأكثر من طريقة داخل مختبرات دائرة الأحياء والكيمياء الحيوية في الجامعة، وتبين لدى الباحثين أن الفئران التي شربت الكولا العادية منزوعة الغاز نمت بشكل متوازٍ مع الفئران التي شربت فقط الماء (زيادة طبيعية في الوزن)، فيما الفئران التي شربت يوميًا الكولا العادية أو كولا الحمية وصلت إلى مستويات كبيرة في الوزن وخزنت دهونًا كثيرة في الجسم.
ولاحظ الباحثون أن الفئران التي شربت المشروبات الغازية استهلكت كميات أكل أكثر من نظيراتها التي شربت الماء أو الكولا منزوعة الغاز، وهو ما يعني أن المشروبات الغازية تساهم في رفع مستوى الجوع وزيادة الرغبة في الأكل.
وقد بحث فريق الجامعة في كيفية حدوث هذه الزيادة، فوجدوا أن الفئران التي شربت مشروبات غازية ارتفع لديها إفراز هرمون يسمى الغريلين (ghrelin) المسؤول عن الشعور بالجوع، وهو ما سبب بتراكم الدهون في أجساد الفئران مما أدى لإصابتهم بمرض الكبد الدهني المرتبط بالسمنة المفرطة، بينما بالفئران التي شربت الماء أو الكولا منزوعة الغاز، زاد وزنها بشكل طبيعي.
وبعد إجراء هذه التجربة على الفئران، درس فريق البحث التأثير ذاته على مجموعة من المتطوعين من طلبة الجامعة، حيث ظهر أن الطلبة الذين تناولوا المشروبات الغازية ارتفعت لديهم إفرازات هرمون الغريلين المسؤول عن الشعور بالجوع، بالمقارنة مع نفس الطلبة الذين شربوا الماء أو الكولا منزوعة الغاز، وهو ما يعني أن ما حصل مع الفئران تكرر مع البشر.
وقد نشر البحث في مجلة عالمية متخصصة في أمراض السمنة المفرطة اسمها (أبحاث السمنة المفرطة والممارسة السريرية (Obesity Research and Clinical Practice) التي تنشرها مؤسسةElsevier العالمية.