رام الله الإخباري
لا يكاد يمر أسبوع في الدوري الإسباني لكرة القدم دون أن يثار الجدل حول القرارات التحكيمية، وأصبح التحكيم الإسباني مادة دسمة في وسائل الإعلام وزادت الشكاوي بخصوصه في الفترة الأخيرة، لا سيما من قبل كبار الفرق في الدوري الإسباني مثل برشلونة وريال مدريد.
مباراة أمس التي جمعت بين ريال مدريد وفياريال ضمن الأسبوع الرابع والعشرين من الليغا الإسبانية أسالت الكثير من الحبر بسبب احتساب الحكم لركلة جزاء مكنت الفريق الملكي من الفوز في المباراة وتعزيز مكانته في صدارة الترتيب.
وأكدت صحيفة "ماركا" الإسبانية في تقرير نشرته، أن ضربة الجزاء التي حصل عليها ريـال مدريد وأحرز بها نجم الفريق كريستيانو رونالدو الهدف الثاني، غير صحيحة. ونقلت الصحيفة الإسبانية تصريحات للخبير التحكيمي لراديو "ماركا" بعد المباراة قائلًا "أعتقد أنها ضربة جزاء غير صحيحة."
وأضاف في تصريحاته "كانت هناك مسافة بين مدافع فياريـال والكرة، ولكن لم تكن هناك أي نية له من أجل إخراج الكرة بيده." وتمكن ريال مدريد من العودة في النتيجة بعدما كان متأخرا بهدفين نظيفين، ليعود ليحرز ثلاثة أهداف متتالية.
"الحكم تلقى هدية من الريال"
تداعيات مباراة ريال مدريد وفياريال اتخذت أبعادا أكبر، حيث اشتكى رئيس فياريال من أن الحكم خيسوس جيل مانزانو الذي قاد المباراة غادر الملعب "بحقيبة تحمل شعار ريال مدريد".
ودخلت لجنة التحكيم الإسبانية على الخط وقالت إن الأمر لا يعدو أن يكون هدية رمزية يحصل عليها حكام من الأندية المستضيفة. وقد حصل أيضا لاعب اسبانيول برشلونة خوسيه مانويل خزرادو مؤخرا على هدية مشابهة من ريال مدريد باعتباره كان لاعبا سابقا في فئة الشباب بريال مدريد وكانت حقيبة الهدية حسب لجنة الحكام عبارة عن "أقلام وسلسلة مفاتيح...بها شعار النادي".
ولم تكن مباراة ريال مدريد وفياريال الوحيدة هذا الموسم التي أثارت جدلا بل إن تكرار الأخطاء التحكيمية جعل البعض يتحدث عن أن الدوري الإسباني الذي يعتبر الأفضل بين الدوريات الأوروبية يقدم أضعف مستوى له في أوروبا حاليا من حيث التحكيم. وبغض النظر عن مدى صحة هذا الإدعاء في مجمله، فإن الليغا سجلت بالفعل هذا الموسم الكثير من الحالات التحكيمية التي خلقت الجدل وفتحت نقاشا إعلاميا وعلى مستوى الجماهير أيضا.
فعلى سبيل المثال في مباراة برشلونة وريال بيتيس ضمن الجولة 20 من الدوري الإسباني رفض الحكم خوسي هيرنانديز احتساب هدف لصالح برشلونة، فيما نشرت الصحف الكتالونية صورا توضح أن الكرة تخطت خط المرمى.
وكان نفس الحكم هو من امتنع عن احتساب ضربة حرة مباشرة بعد أن لمست الكرة يد مدافع ريال مدريد سيرخيو راموس في مباراة ريال مدريد وإسبانيول ضمن الجولة الرابعة من الليغا.
وطالت الأخطاء التحكيمية مباريات أخرى هذا الموسم في إسبانيا يصعب ذكرها كلها. ولم يقتصر الأمر على الدوري بل كان التحكيم موضع جدل أيضا في مسابقة الكأس، حيث انتقد مدرب أتليتيكو مدريد ديغو سيميوني التحكيم عقب إقصاء فريقه من نصف نهائي كاس إسبانيا بعد عدم احتساب الحكم لهدف صحيح لفريقه.
وقال سيموني إن حظوظ فريقه في الفوز على نظيره برشلونة عندما يتواجها في دوري أبطال أوروبا تكون أكبر، في إشارة منه للأخطاء العديدة من الحكام الإسبان في بطولتي الدوري والكأس .
جماهير برشلونة تحتج على تعيين مانزانو حكما لمباراة سيلتا فيغو
تكرار الأخطاء التحكيمية دفع بالمسؤولين عن الكرة في إسبانيا في التفكير في اعتماد تقنية الفيديو ابتداء من العام المقبل، وفق ما أفاد به رئيس رابطة أندية الدوري الإسباني خافيير تيباس.
وحسب ما أوردت وكالة "أسوشيتد برس"، فإن تياباس أكد أنه سيجري اعتماد الفيديو في أقرب وقت ممكن بعد موافقة "الفيفا" عليه. وتابع "لقد دافعنا دومًا عن استخدام التكنولوجيا في كرة القدم في حالة الأهداف، وفي حالة هدف برشلونة نعتقد أن تقنية الفيديو أفضل خيار"، في إشارة إلى هدف برشلونة أمام بيتس والذي لم يحتسه الحكم.
وهاجمت وسائل الإعلام الكتالونية قرار لجنة الحكام بالاتحاد الإسباني بإسناد مباراة برشلونة وسيلتا فيغو، المقرر لها السبت المقبل في الجولة 26 من الليغا، للحكم ذاته الذي قاد مباراة ريال مدريد وفياريال .
ولفتت صحيفة "موندو ديبورتيفو" إلى أن آخر زيارة للحكم جيل مانزانو لملعب "كامب نو" تسبب أيضًا في إثارة مزيد من الجدل. وذكرت الصحيفة أن الحكم قام بطرد لويس سواريز، مهاجم برشلونة، بإنذارين متتاليين في مباراة أتلتيكو مدريد بإياب نصف نهائي الكأس، ليحرم المهاجم الأوروغواني من خوض نهائي البطولة أمام ديبورتيفو ألافيس يوم 27 مايو/ أيار المقبل.
دويتشيه فيليه