كتبت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية:
“مارك حلاوة (39) عاماً، في القدس أكمل بنجاح عملية التهود في مدرسة دينية على يد الحاخام “نسيم كارلتس” في منطقة “بني براك”، الفرحة كانت كبيرة، الخطوة التالية كانت الحاخامية الرسمية الإسرائيلية التي رفضت الاعتراف بعملية التهود التي مر بها في المدرسة الدينية في منطقة “بني براك”، والمشكلة الأخرى التي واجهته هي عدم منحه المواطنة في دولة الاحتلال الإسرائيلي واعتبرته مقيم غير شرعي”.
قصة مارك حلاوة بدأت من الكويت، ولد هناك لأسرة فلسطينية مسلمة، اكتشف في سن مبكرة أن جدته من أصول يهودية، أسلمت بعد زواجها من فلسطيني، في سن (13) عاماً عاد مع عائلته إلى الأردن بعد دخول صدام حسين للكويت، في الأردن أصبح يشاهد التلفزيون الإسرائيلي، حينها قرر التخلص من الآراء المسبقة التي يحملها، ومن التعليم الذي تلقاه.
في منتصف أل (90) هاجرت عائلته إلى كندا، هجرة وجد فيها حلاوة فرصة لوضع كل شيء من خلفه ويبدأ من جديد، وقال:” أريد أن أنسى بشكل مطلق كل ما يتعلق بالشرق الأوسط، وروى في شقته في القدس، وكان ملتحي وكوفية سوداء على رأسه:
” لوالدي كانت خطة مختلفة عن تلك التي لي، وجدت نفسي في سوريا حيث أرسلني والدي للدراسة، سكنت هناك لمدة عامين، هناك نظام دكتاتوري سيء”.
مع عودته من سوريا إلى كندا كانت نقطة التحول في حياته، التقى مع حاخام يهودي وقص عليه روايته وبعد أن علم الحاخام أن الجدة من ناحية الأم يهودية قال له أنت يهودي وفق التعاليم اليهودية، كلام الحاخام اليهودي أربك حياتي قال حلاوة، كنت أذهب للنوم مع فكرة أن يهودي وأصحى عليها، وما قاله لي الحاخام اليهودي جعلني أحب اليهود.
حلاوة قرر مواجهة جذوره اليهودية وعدم التنصل منها، فوجد نفسه على رحلة جوية إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي، وقال: ” احببت إسرائيل، وكل يوم كنت أكتشف شيء جيد”،بعد مغادرة دولة الاحتلال الإسرائيلي عاد اليها مرّة أخرى كطالب في مدرسة دينية، وأخذ يتعمق أكثر وأكثر بالديانية اليهودية.
عملية التهود التي انهاها في “بني براك” بنجاح والتي قالوا له بعدها مبروك أنت يهودي مثلنا جمعياً، في الحاخامية الرسمية الإسرائيلية رفضوا الاعتراف بها، وبعد أن حاول تنظيم أمر إقامته واجهته قضية رفض وزارة الداخلية الإسرائيلية منحه المواطنة، بسبب ذلك منع وجوده في دولته الاحتلال الإسرائيلي، وعليه غادرها إلى أوروبا، وعلى الرغم من ذلك قالت صحيفة يديعوت أحرنوت إنه لم يتوقف عن الدفاع عن دولة الاحتلال الإسرائيلي في العالم.
أحد أعضاء مجلس بلدية القدس المحتلة يتابع بشكل لصيق قضية مارك حلاوة من أجل منحه مواطنة وإقامة في دولة الاحتلال الإسرائيلي، وقال عضو مجلس بلدية القدس:
” كيف يمكن لشخص كهذا يعمل من أجل تغيير وجهة النظر حول دولة إسرائيل في العالم لا يحصل على مواطنة بعد أن مر في عملية تهود كاملة”، وحتى الآن لم يتمكن من الحصول على الجنسية الإسرائيلية كونه لم يتهود عن طريق الحاخامية الرسمية في دولة الاحتلال الإسرائيلي.
رغم كل هذا لازال مارك حلاوة يتحدث عن حبه لدولة الاحتلال الإسرائيلي، ولكن الدولة لم تحبه حتى الآن حسب تعبيره، وزارة الداخلية الإسرائيلية قالت رداً على قضية حلاوة، المحكمة العليا الإسرائيلية قررت عدم الاعتراف بعملية التهود التي تتمت على يد الحاخام “نيسم كارلتس”، وبالتالي تواجد مارك حلاوة غير شرعي في دولة الاحتلال الإسرائيلي، بالتالي رفض طلبة للمواطنة على قاعدة التهود، وعلى الرغم من ذلك حصل على إقامة في هذه المرحلة بعد تدخل عدد من أعضاء الكنيست.
ترجمة محمد ابو علان