اعتبر والد الشاب الفلسطيني الذي قتله جندي إسرائيلي في الخليل، عندما كان مصابا وملقى على الأرض، أن القرار الصادر اليوم بحقه بالسجن لعام ونصف ليس الا "مهزلة وليس حكما"!
وقال يُسري الشريف، والد عبدالفتاح الشريف، في حديث لوسائل الإعلام ردا على صدور قرار الحكم على الجندي الاسرائيلي اليؤور أزاريا الذي أجهز على ابنه بإطلاق النار عليه من مسافة صفر بعدما كان مصابا طريحا على الأرض، "إنها سنة ونصف من المهزلة. هذا ليس حكما، لو قتل أحدنا حيوانا، لكان حُبس لفترة أطول وفرضت عليها غرامات أكبر. كلها ضحك علينا وعلى الأمة".
وأضاف الشريف واصفا احداث الحاكمة بأنها "مسرحية"! مضيفا "كلها مسرحية لاسكات الناس والعائلات. سنة ونصف، أمضاهم (أزاريا) في المعسكر، ليست هذه محكمة فعلية". وأوضح أن الحكم بالنسبة له ليس مرضيا ولا منصفا بالبتة.
وقال أبا عبدالفتاح "لو ألقى أحدهم حجرا يحكمونه بالسجن لسنتين. هذا اعدام متعمد. لو كان حيوانا لكان قتله بهذه الطريقة الوحشية؟ هو ليس حيوانا، هذا انسان مثلنا مثله، ولكننا أفضل منهم نحن مسلمون الحمدلله رب العالمين. وانشاءلله نحسبه شهيدا وشفيعا لنا عند الله".
وكان الشريف قد طالب بفرض عقوبة السجن المؤبد - مدى الحياة على قاتل ابنه، الجندي الاسرائيلي اليؤور أزاريا.
أما المتحدث باسم العائلة - أبو طارق، فقد أكد أن هذا الحكم كان متوقعا، وأن هناك الكثير من الأمثلة لعمليات إعدام واضحة يقوم فيها الجنود الاسرائيليون أو المتطرفون في المجتمع الاسرائيلي، واستطرد بأمثلة منها حالة إحراق عائلة الدوابشة العام الماضي، وإحراق الشاب المقدسي محمد أبو خضير. مضيفا أمثلة أقدم كما يعرف باسم الأحد الأسود وأحداث ريشون لتسيون.
وأكد الشريف أن العائلة لا تعتبر الحكم عادلا البتة، "إنها محكمة هزلية بكل ما للكلمة من معنى، وحتى أن الصحافة الإسرائيلية عبّرت عن هذا الموقف، واعتبرتها محاكمة منحازة لليمين الإسرائيلي المتطرف وليس للجانب الحقوقي أو القانوني أو الضمائري الذي تبت له الدولة التي تدعي أنها تمارس الديمقراطية".
واستطرد الشريف قائلا إن العائلة تدعم القيادة الفلسطينية وتفوضها على التداول في ملف ابنها في المحاكم والمحافل الدولية شتى. وأكد "متى ترى أنه حان الوقت لتحمل هذا الملف مع ملفات أخرى وتذهب بها الى المحاكم الجنائية الدولية، أو أي جانب لتحصيل حقوق الشعب الفلسطيني فنحن معها والى جانبها".
وكانت قد أصدرت المحكمة العسكرية في تل أبيب، ظهر الثلاثاء، حكمها بالسجن الفعلي 18 شهرًا على الجندي الاسرائيلي أليؤر أزاريا، الذي ادانته ذات المحكمة في وقت سابق بجريمة القتل غير المتعمد للفلسطيني عبد الفتاح الشريف بالخليل العام الماضي.
وفي ردود الأفعال الأولى كانت قد قالت وزارة الخارجية الفلسطينية، في بيان لها "إن مهزلة محاكمة الجندي الإسرائيلي اليئور ازاريا، قاتل الشهيد عبد الفتاح الشريف، تشجع جنود الاحتلال على قتل الفلسطينيين".
ادين أزريا في الرابع من كانون الثاني/ يناير الماضي بتهمة القتل بدون سابق رصد وترصد بعد أشهر على محاكمة أثارت انقساما عميقا في الدولة العبرية. ويحاكم الجندي اليؤور أزاريا الذي يحمل الجنسية الفرنسية أيضا، منذ أيار/ مايو 2016 أمام محكمة عسكرية بتهمة الاجهاز على الفلسطيني عبد الفتاح الشريف برصاصة في الرأس في 24 آذار/ مارس الماضي، بينما كان الأخير ممددا على اللأرض ومصابا بجروح خطرة إثر محاولته مهاجمة جنود إسرائيليين بالسكين في حي تل الرميدة في الخليل، من دون أن يبدو أنه يشكل خطرا ظاهرا. ويواجه الجندي عقوبة السجن قد تصل كأقصى حد عشرين عاما. في حين أن النيابة العسكرية طالبت بسجن أزاريا بين 3-5 أعوام فقط.