يكشف تقرير مجلة السياسة الخارجية الامريكية "فورين بوليسي" عن جهود خارقة واتصالات مكثفة قام بها طاقم ترامب لمنع تبني قرار مجلس الامن الاخير ضد الاستيطان، الا انها باءت بالفشل حين اغلق مندوبو عدة دول هواتفهم في وجه الاتصالات الضاغطة لمنع التصويت لصالح القرار.
وقالت المجلية في عددها الصادر امس، إن الجنرال مايكل فلين، مارس الضغط على أعضاء إدارة الرئيس السابق باراك أوباما من اجل استخدام حق النقض، الفيتو الأمريكي.
ووفقا للتقرير، فقد انضم الى مايكل فلين فريق من كبار المسؤولين في الطاقم الانتقالي للرئيس دونالد ترامب، ومن بينهم سفيرة الولايات المتحدة الحالية لدى الأمم المتحدة، نيكي هالي.
وفي نهاية المطاف، لم يتمكن أعضاء فريق ترامب من إقناع مندوب أي بلد باستخدام حق النقض ضد القرار، حين لجأت الإدارة الامريكية الى خطوة خارجة عن المعهود ولم تستخدم حق النقض الفيتو في مجلس الأمن لإحباط القرار.
وتشير المجلة أنه قبيل التصويت في مجلس الامن ببضع ساعات، اي في 23 كانون الأول/يناير – وكان قد تبقى أقل من شهر على تنصيب الرئيس ترامب – توجه الفريق الانتقالي لترامب الى الخارجية الامريكية والى مندوبي الدول الـ 15 الأعضاء في مجلس الامن، بطلب مستعجل عبر كافة قنوات الاتصال المتاحة، بما في ذلك الهواتف والبريد الإلكتروني، من سفراء ووزراء الخارجية في 15 دولة عضو في مجلس الأمن. وقال مسؤول ان رفض وزارة الخارجية السابقة للطلب جاء خشية أن الحاق الضرر بالأهداف الدبلوماسية الأميريكية.
وقال دبلوماسي مجلة مجلس الأمن للأمم المتحدة: "كنا جميعا تحت ضغط شديد سواء من قبل الإسرائيليين أو من فريق ترامب".
وقال مسؤول للمجلة ان "سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة الحالية نيكي هالي حاولت التحدث مع المندوبة الامريكية السابقة لدة الأمم المتحدة، سامانثا باور، لكن الأخيرة امتنعت عن الرد على الهاتف خشية التعرض لمحاولات إقناع باستخدام الفيتو". السفيرة هالي اتصلت الى مكتب سامانثا باور وكذلك الى هاتفها الشخصي ولكن لم تكن ثمة إجابة.
ووفقا للتقرير، فقد تولى فلين مسؤولية الاتصال بسفراء الدول الأعضاء مجلس الأمن، بما في ذلك الأوروغواي وماليزيا. واعترف مسؤول ماليزي: "فلين كان يحاول الوصول إلى ممثلنا". ولكن ممثل ماليزيا في مجلس الامن، احدة أقوى المدافعين عن قرار ضد المستوطنات، ولم يرد على المكالمة. وأضاف ذات المصدر "كان مشغولا جدا أثناء صياغة مسودة القرار قبل ذلك".