مع كل منخفض جوي تلفظ مياه البحر كائنات بحرية، فأحيانا تشاهد سلاحف ملقاة على الشاطئ، وأحيانا أخرى دلافين، وقلما تكون هذه الكائنات على قيد الحياة، ففي معظم الأحيان تكون نافقة.
فخلال الأسبوع الحالي قذفت أمواج البحر العاتية، المصاحبة للمنخفض الجوي، بثلاث سلاحف بحرية نافقة، واحدة وجدت قبالة شواطئ مدينة دير البلح، وأخرى قبالة خان يونس، وثالثة على شاطئ مدينة رفح.
وعثر أفراد من الشرطة البحرية بمحافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، على سلحفاة بحرية "نافقة" قذفتها الأمواج خلال المنخفض، حيث قامت بدورها بتسليمها إلى "قسم الأحياء" في جامعة الأقصى بالمحافظة، لاستخدامها في الأبحاث العلمية.
نفوق بسبب الأمواج
وقال الباحث في التنوع الحيوي والبيئي أيمن دردونة، إن نفوق السلاحف خلال المنخفضات يعود إلى أمرين، الأول بسبب الأمواج العاتية والتيارات البحرية القوية، فلا تستطيع هذه الكائنات الضعيفة السباحة، ما يتسبب في نفوقها، فتقذفها الأمواج للشاطئ.
أما السبب الثاني، فأكد دردونة أنها غالبا ما تخرج في مثل هذا الموسم لوضع بيوضها على شاطئ البحر ليلاً، فلا تحتمل درجات الحرارة المنخفضة والرياح، فتموت خلال وضع البيض.
وأشار دردونة إلى انه مع كل منخفض جوي تقذف المياه سلاحف نافقة، وسبق وتمكن بمساعدة مجموعة من النشطاء البيئيين، بمساعدة سلحفاة حية، قذفتا الأمواج، واستطاعوا إعادتها للبحر مجددا.
كائنات مهددة
وأشار دردونة إلى أن السلاحف البحرية المتواجدة في مياه البحر المتوسط وتشاهد قبالة شواطئ قطاع غزة نوعان، الأول يسمى "السلحفاة الخضراء"، والثاني "السلحفاة الجلدية"، وكلاهما كائنات نادرة باتت مهددة بالانقراض، إما بسبب صيدها، أو جراء التلوث وعوامل أخرى.
ونوه دردونة إلى أن السلاحف لها دور مهم جداً في حفظ التوازن البيئي البحري، فهي تعتبر عدو طبيعي للقناديل البحرية المؤذية، التي تفسد بلسعاتها الحارقة مواسم الاستجمام وتنغص على المصطافين.
وأشار إلى أن وجود القناديل البحري بكثافة في مياه البحر خلال فصل الصيف، دليل على تراجع أعداد السلاحف، ووصولها إلى حافة الانقراض، داعيا لتضافر الجهود، والعمل على حمايتها، ومنع إيذائها.
وإلى جانب السلاحف البحرية، تقذف أمواج البحر مع كل منخفض دلافين بحرية نافقة، وتشاهد ملقاة على الشاطئ.