رام الله الإخباري
ركزت العناوين الرئيسية لأبرز الصحف البريطانية اليوم الجمعة على زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن، وأجمعت على أن عدم تبني الرئيس الأميركي دونالد ترمب حل الدولتين يهدم سياسة الولايات المتحدة تجاه الصراع في الشرق الأوسط التي استمرت لعقود.
فقد كتبت صحيفة فايننشال تايمز أن ترمب أسقط أمس الأول الأربعاء أكثر من عقدين من الإجماع الدولي المستقر بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني عندما قال إن حل الدولتين قد لا يكون السبيل لحله.
وأشار كاتب المقال ديفد غاردنر إلى أن حل الدولة الواحدة الذي طرحه ترمب كان قد رفضه الرأي العام الإسرائيلي السائد خشية أن العرب في نهاية المطاف سيكونون قد فاقوا اليهود عددا في المساحة الضيقة بين نهر الأردن والبحر المتوسط.
وقال إن الحكومتين الأميركية والإسرائيلية الحاليتين تتشاركان الفرضية أن معظم الزعماء العرب لا يهتمون حقا بما يحدث للفلسطينيين، لكن مواقف الحكومات ليست مهمة كثيرا، وما يجب أن ينتبه له الأميركيون والإسرائيليون هو الشعوب العربية التي تمثل لها فلسطين -خاصة القدس- قضايا مثيرة للعواطف والاهتمام.
وأضاف أنه بقبول ترمب خيار الدولة الواحدة يكون قد ساعد دعاة الضم في الحكومة الإسرائيلية -مثل نفتالي بينيت وزير التعليم وزعيم حزب البيت اليهودي اليميني المتطرف- الذين يريدون إغلاق الباب تماما أمام أي خيار لدولتين بضم مستوطنة معاليه أدونيم فورا وتوسيع نطاقها لإحكام السيطرة على القدس الشرقية وتطويق بيت لحم.
استهتار ولا مبالاة
وفي السياق، كتبت غارديان في افتتاحيتها أن تخلي الرئيس الأميركي عن الالتزام بحل الدولتين قد لا يكون جزءا من إستراتيجية محسوبة، وهذا الأمر يثير القلق كثيرا.
واعتبرت أن الجانب الأكثر إثارة للقلق في المؤتمر الصحفي الذي عقده ترمب مع نتنياهو أمس الأول الأربعاء لم يكن تخليه عن الالتزام بحل الدولتين، ولكن الاستهتار واللامبالاة التي أسقطه بها بتلك اللهجة الساخرة والعبارات المتلعثمة والجهل الواضح بالقضية عندما قال "أنا أنظر إلى دولتين ودولة واحدة وأحب التي يحبها الطرفان". وشكك الكاتب في أن تلك التصريحات شكلت جزءا من إستراتيجية مدروسة.
وفي مقاله بصحيفة إندبندنت رأى الكاتب روبرت فيسك أنه بتخلي ترمب عن حل الدولتين يكون قد انحدر في "كوميديا سوداء" بسرعة كبيرة.
وقال فيسك متهكما إن شعبا عربيا بأكمله -فلسطين المستقبل- يرزح تحت أطول احتلال عسكري في التاريخ الحديث، وأفضل ما أمكن أن يفعله رئيس الولايات المتحدة هو قوله إنه سيؤيد حل دولة واحدة أو دولتين أو ربما ثلاث.
وأردف أنه على الرغم من كل هذا الهراء الذي صدر عن ترمب من المفيد أن نذكر كيف أن أسس أي نقاش حديث لحل إسرائيلي فلسطيني كانت قد بنيت لعقود على "كومة من القمامة" من المصطلحات الصحفية والسياسية التي أصبحت الآن جزءا طبيعيا من قصة فلسطين التي قبلناها على أنها حقيقية.
الجزيرة