الموت يغيّب "أم هشام" والدة الأسرى والمحررين

ام هاشم

رام الله الإخباري

لم يُمهل الموت مسعدة سعيد ذياب، أم هشام (69 عامًا)، من بلدة كفر راعي جنوب جنين شمال الضفة الغربية، وتوفيت فجر اليوم الثلاثاء، قبل 10 أيام من موعد زفاف ابنها عصام نبيل ذياب (35 عاماً). ولم تكتمل فرحة العائلة، وعمّ الحزن أنحاء المنزل مع غياب والدة الأسرى والمحررين.


مسعدة ودّعت أبناءَها ورحلت بعد طول معاناة ومشقة كابدتهما طيلة 30 عاماً. فعندما توفي زوجها ترك لها أبناءها أيتاماً. اعتقل ستة منهم مرات متفاوتة، في حين بقي أحدهم وهو عزام معتقلاً منذ 16 عاماً ومحكوماً بالسجن المؤبد.

كما أصيبت بمرض السكري وضغط الدم وضعف النظر، علاوة على قلقها وعدم نومها ليلاً منذ عام وتنام في النهار، إذ تعرض إبناها بلال وبسام في السنوات القليلة الماضية للاعتقال ومداهمة منزلهما.

قبل 10 أيام أصيبت مسعدة بجلطة دماغية للمرة الثانية خلال 4 أشهر. هذه المرة لم تقدر على الكلام، وصارت تتواصل مع أبنائها بالإشارة. ويوضح ابنها عصام ، أن والدته "كانت تحلم بالاستقرار وأن ترى أبناءها وخاصة عزام خارج السجن، وأن تزوجهم خصوصاً عصام الذي كان يعد لحفل زفافه في شهر مايو/ أيار المقبل".

ولفت إلى أن شقيقه عصام "اضطر بعد إصابة الوالدة بالجلطة تقديم موعد زفافه إلى 24 فبراير/شباط الجاري، إلا أن الأقدار ووفاة والدته لم تدعه يفرحها، ويدخل السرور إلى قلبها".

وكانت أصعب اللحظات على الراحلة أم هشام، ذكريات معاناة ابنها بلال وقلقها اليومي على حياته، حين خاض إضرابًا مدة 78 يومًا في عام 2012 من أجل الإفراج عنه، واحتجاجًا على اعتقاله الإداري.

العربي الجديد محمود السعدي