هآرتس: يهود فرنسا قلقون من مواقف لوبان

لوبان

قال الكاتب في صحيفة هآرتس الإسرائيلية أريئيل ديفد إن المواقف الأخيرة لمارين لوبان زعيمة اليمين المتطرف ومرشحة الانتخابات الرئاسية في فرنسا أثارت قلق اليهود هناك، عقب إعلانها ضرورة المفاضلة بين جنسيتهم الفرنسية والإسرائيلية.  

وأكد قسم من أفراد الجالية اليهودية في فرنسا أن هذا الأمر يعني حرمانهم من المعاشات والامتيازات المالية التي يحصلون عليها من الحكومة الفرنسية وهم يقسمون في إسرائيل، بينما رأى آخرون أن تصريحات لوبان تنم عن هجومها على الهوية اليهودية، وتعيد إلى الأذهان المواقف التقليدية لأبيها المعادي للسامية وفق تقديرهم.  

وكانت لوبان التي تقود حزب الجبهة الوطنية قد أعلنت أنها في حال انتخابها رئيسة لفرنسا فستلزم يهود بلادها بالتنازل عن جنسيتهم الإسرائيلية، مما أثار مخاوف واسعة في أوساط اليهود المهاجرين إلى إسرائيل.  

ويشير الكاتب إلى أن كثيرا من هؤلاء أكدوا أنهم سيحافظون على الجنسية الإسرائيلية، ووصفوا مواقف لوبان بـالفاشية، لكنهم أعربوا عن مخاوفهم من تعرض من سيبقى من اليهود في فرنسا لهجمات، سواء خلال إقامتهم في فرنسا أو لدى تنقلهم بين البلدان المجاورة لها وفق الكاتب.  

وكانت لوبان قد أعلنت الخميس الماضي في لقاء تلفزيوني أنها لن توافق على احتفاظ المواطنين الفرنسيين بأكثر من جنسية، باستثناء من يحملون جنسية أوروبية أخرى أو روسية، مما دفع عددا من يهود فرنسا التقتهم هآرتس إلى الإعراب عن قلقهم، لأن فرص لوبان بالفوز كبيرة وفق تقديرهم.  

وأوضحت الصحيفة أن ما يثير قلق كثير من المهاجرين اليهود القادمين من فرنسا إلى إسرائيل أنهم يجدون صعوبة في الحصول على فرص عمل مناسبة في إسرائيل، مما يجعلهم يعتمدون على المعاشات التي تخصصها الحكومة الفرنسية لهم، وهم يمكثون داخل إسرائيل.  

ووصف آخرون قرار لوبان بأنه كارثة لو جرى تنفيذه، لأن إعلانها يتعارض مع تصريح سابق لها باختلافها عن الخط السياسي لأبيها جان ماري لوبان الذي اتهم بمعاداة السامية، لكن مواقف لوبان تذكر اليهود بأيام الحرب العالمية الثانية حين أعلنت حكومة فيشي في فرنسا بحرمان اليهود من الجنسية الفرنسية كما تذكر الصحيفة.                                      

  وقال أريئيل كاندال مدير منظمة "كاعليتا" المهتمة بمساعدة اليهود الفرنسيين للهجرة إلى إسرائيل، إن تصريحات لوبان ستعمل على تشجيع كثير منهم لمغادرة فرنسا، مشيرا إلى أنه في 2016 انخفض عدد المهاجرين اليهود، لكن الوتيرة سوف تتصاعد في حال فوز لوبان، وعلى إسرائيل أن تستعد لذلك على حد قوله.