وسط حطام مصنع الصباغ للنسيج بمنطقة بليرمون الصناعية في حلب تهدم جدار بفعل القذائف بينما تقف آلة نسيج معطلة ويزيل أفراد أسرة بحذر ألواح الخشب من على جدران مكتب لاستخدامها كوقود.
يمثل هذا المشهد تأكيدا للخراب الذي حل بالبنية التحتية الاقتصادية في حلب أهم مركز صناعي في سوريا قبل الحرب والتحديات التي تواجهها أي خطة طويلة الأمد لإحياء المدينة.
بدأت الحكومة تعيد بعض البنية التحتية الأساسية لحلب تدريجيا فبدأت خدمة القطارات تسير داخل المدينة ومن المقرر فتح المطار قريبا وتزيل الجرافات الحواجز والأنقاض من الشوارع.
لكن حجم الدمار الهائل في أجزاء كبيرة من المدينة والحرب الدائرة على مقربة يجعلا القيام بأي إعادة تطوير لحلب أو قاعدتها الصناعية غير وارد في الوقت الحالي.
وقال فارس الشهابي رئيس غرفة صناعة حلب إن الوضع بالمدينة يشبه الوضع في برلين أو طوكيو عام 1946 فالمدينة مدمرة مضيفا أنه يؤمن بشدة بمستقبل المدينة.
وعلى خلاف هاتين المدينتين اللتين استفادتا من المساعدات الغربية الضخمة بعد الحرب فإن حلب لا تزال في بلد يقاسي ويلات الحرب ويعاني اقتصاديا بفعل العقوبات الدولية دون موارد مالية وبات محروما من أصحاب الخبرات بعد الهجرة على مدى سنوات.
بالنسبة للرئيس بشار الأسد الذي استعادت قواته السيطرة على حلب في ديسمبر كانون الأول فإن إعادة إحياء المدينة مهمة ليس لأسباب رمزية فحسب وإنما أيضا لوضعها بوصفها المركز الاقتصادي لسوريا.
وتظهر أرقام من المكتب المركزي السوري للإحصاء أن حلب كانت تضم نحو ثلث الشركات والعمال بقطاع الصناعة قبل الحرب. وقال الشهابي إن جميع مصانع حلب التي بلغ عددها 65 ألفا عانت شكلا من أشكال التلفيات أو النهب.