باحث اسرائيلي : ترامب نعمة لاسرائيل ويجب تحسين اقتصاد غزة

ترامب واسرائيل

قال الباحث الإسرائيلي عومر عيناف إن إسرائيل تجد نفسها متفوقة نوعيا على الصعيدين العسكري والإستراتيجي في الساحة الإقليمية بسبب ما تعيشه من حروب داخلية طاحنة تضرب جيرانها في سوريا والعراق وليبيا واليمن، ولا يتوقع نهاية لهذه الحروب في المستقبل القريب.

وكتب عيناف -في ورقة بحثية مشتركة نشرها معهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب- يقول إن التنافس الدائر بين إيران وتركيا وباقي الدول العربية  يجعل المنطقة تعيش في حالة بعيدة عن الاستقرار، لكن رغم كل ذلك فإن إسرائيل في ساحتيها الداخلية والدولية تعيش ظروفا غاية في السوء وستبقى كذلك خلال الفترة القادمة.

وأشار إلى أن الجمود السياسي والعمليات الهجومية التي اندلعت في الأراضي الفلسطينية وإسرائيل منذ أكتوبر/تشرين الأول 2015، أكدت حالة اليأس والإحباط لدى الجانبين وعدم توفر خطة عملية لديهما تنجح في بث الأمل في إمكانية قيام علاقة متبادلة بينهما.

واعتبر عيناف مجيء دونالد ترمب رئيسا للولايات المتحدة "بشارة خير لإسرائيل، لأنه وفقا لشعاراته الانتخابية وسلوكه في أيامه الأولى في البيت الأبيض، يمنح دعما وإسنادا لها، وفي هذه الحالة قد تتوفر لإسرائيل فرصة لإزالة الغموض عن سياستها تجاه الفلسطينيين، والتوصل لتسوية نهائية للصراع معهم، رغم وجود مخاطر من خطوات متسرعة قد تتخذها إسرائيل دون خط رجعة".

ويرى عيناف أن هناك حاجة ماسة لإسرائيل لتحسين الظروف الاقتصادية للفلسطينيين التي يتفق الجانبان على أن النهوض بها ركن أساسي من الحل النهائي معهم، لا سيما في قطاع غزة الذي يحتاج  رعاية عاجلة في أوضاعه الإنسانية والبنى التحتية من خلال إقامة ميناء بحري على شواطئ غزة.

وفي الدراسة نفسها كتب الجنرال أودي ديكل، الرئيس السابق إدارة المفاوضات مع الفلسطينيين، أن التطورات المتلاحقة التي تعيشها الساحة الإقليمية تتطلب من إسرائيل تكثيف التعاون مع الجهات التي لديها مصالح مشتركة معها.

وتابع "أما على الساحة الدولية فتبدو أهمية فائقة لترميم وضع إسرائيل، ليس من خلال الاستعانة بإدارة ترمب فقط، وإنما بتوثيق أواصر التعاون مع العالم الحر الذي يرتبط مع إسرائيل بقيم مشتركة".

وخلص ديكل، الذي شغل سلسل طويلة من الوظائف العسكرية في الجيش بمجال الاستخبارات والتعاون العسكري الدولي والتخطيط الإستراتيجي، إلى القول "الأهم من كل ما تقدم هو العمل على توصل إسرائيل إلى حل نهائي سياسي مع الفلسطينيين، على أساس الانفصال عنهم، مع ضرورة وجود أفق لنهاية مرحلة السيطرة على الشعب الفلسطيني".

وختمت الدراسة بالقول إن الساحة الداخلية في إسرائيل تستوجب من صناع القرار المسارعة إلى جسر الفجوة بين مختلف مكونات المجتمع الإسرائيلي، واستعادة مكانة الجيش والمحكمة العليا لما كانت عليه سابقا.