"المغتربون"..

ترامب ومستشاره للامن القومي

بقلم: علاء مطر

في البداية، لا أعلم ما الذي يمكن أن يخفيه المغتربون في دفاعهم عن مظلوم سوى إحساسهم بوقع الظلم عليهم.

ولأن جميعهم وقع عليهم الظلم في الوطن، لا أعتقد أنهم يجيدون ارتداء الأقنعة.. وجههم واحد، لن يلوّثه افتراء أو قذف أو تخوين.

المغتربون أو "عصافير أوروبا" كما يُطلق عليهم...

عصافير حلقت بأجنحتها المكسورة خارج قفص غزة المحكوم بقبضة السجان، عصافير لفظت كسرة الخبز المغمسة بالذل، حلقت بعيدًا، عانت.. تعِبت.. سقطت.. ولكن سرعان ما عادت، فزيت الأرض يلمع أصالة رغم عتمة الظروف.

عصافير إذا أمعنت النظر فيهم، تجد لكل منهم قصة وحكاية من القهر والظلم، ذهبوا نحو المجهول، لا يعرفون أين نهاية النفق؟

منهم مَن كتب ولادة جديدة لحياته ومستقبله، ومنهم مَن توفي ودفنته الملائكة في السماء.

عصافيرُ أسماؤُهم محفورةٌ في زنازين ذوي القربي، كانت تهمتهم صوت حناجرهم، لهم مع ليالي برد الزنازين حكايات، ومحققي الأمن الداخلي صولات وجولات، لم يأخذوا من الوطن سوى بطش حكّامه وقهر ظروفه.

عصافير ثقافتهم العطاء دون مقابل، يناصرون لأجل الحق فقط، كيف لا وقد عوّدتنا العصافير على بديع صوتها دون مقابل!

عصافير أوروبا، أجمل ما أنجبت فلسطين، فوحدَهم مَن يعرفون الحياة؛ لأنهم يعشقون الحرية، ويتنفّسون الكبرياء.

أما مَن يتهمهم بالعمالةِ والأجنداتِ وغيرِها من التهم...

هم مَن يعيشون تحت أَسر قيودِ ذواتِهم التي تكبّلهم وتحرمهم حرية الإحساس والتفكير والمنطق..

هم مَن يهربون من إخفاقاتهم الماضية، وعُقدِهم النفسية، وأطماعهم ونواقصهم الشخصية، ويلقون بظلالها في حُكمِهم على الآخرين.

هم مَن أخذوا نصيبَ الجَمل من الوطن، وظائف ومناصب، سلطةً ونفوذًا، وشعَروا أن الأرض حكر لهم، فسرقوا وظلموا وقهروا من مبدأ مَن لم يكن معنا فهو علينا.

رفقًا بالمغتربين، احتووهم واحتضنوهم؛ لأنهم يمتلكون أرواحًا تحلّق وتحلُمُ، تطبطب وتضرب، تواسي وتؤازر، رغم هِرمِهم من سنين الغربة يناصرون وطنهم وشعبهم..

اجعلوا منهم واجهةَ الوطن.. ومِلحَ الأرض.. وزيتونَها الذي يتمدّد.