حذّر مستشار الرئيس للشؤون الاستراتيجية حسام زملط، الشباب الفلسطيني من مغبة الاستسلام لسياسة كي الوعي وصناعة اليأس التي تروج لها سلطات الاحتلال الاسرائيلي من خلال زعزعة ثقتهم بإمكانياتهم وقدراتهم.
وأوضح، خلال محاضرة سياسية ألقاها، اليوم الإثنين، في جامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس أن الاحتلال يسعى لترسيخ قناعات مشوهة في عقول شبابنا بأننا شعب انهزم ولن يتمكن من تحقيق أهدافه وغير مؤهل لأن يدير شؤونه، مؤكدا أهمية تعزيز وعينا الوطني، وثقتنا بقدراتنا واعتزازنا بإنجازاتنا، وتسلحنا بالأمل ووحدة صفنا لمواجهة المخططات المذكورة.
وقال زملط، إن القانون الخاص بتشريع البؤر الاستيطانية المقامة على أراضي وممتلكات المواطنين الذي تقدم به نتانياهو للكنيست والذي من المقرر إقراره خلال الساعات القادمة يشكل رخصة مفتوحة للمستعمرين وقوات الاحتلال لسرقة ممتلكات الشعب الفلسطيني الخاصة والعامة، ولترهيب شعبنا على أيدي قطعان المستوطنين كما حصل في دوما نابلس من حرق لعائلة الدوابشة على أيدي إرهاب المستعمرين، وهو إعلان رسمي عن رفض الحل وتبني أجندة الاستعمار الاحلالي الكامل.
وأضاف "إن الحكومة الإسرائيلية الحالية ليس لديها أي مشروع من أي نوع للخوض في تسوية سياسية تفضي إلى حل عادل مع الجانب الفلسطيني، مشيرا إلى أنها تسابق الزمن لفرض مزيد من الوقائع على الأرض من خلال سرقة الأرض وتكثيف الاستيطان.
وأكد أن خيارات عدة على طاولة القيادة، وأنه يجب علينا أن نربط الأحزمة وأن نكون مستعدين لأي رد فعل محتمل.
وقدم زملط شرحا وافيا حول الواقع السياسي الفلسطيني في خضم المتغيرات السياسية المتسارعة التي يشهدها المحيط الإقليمي والدولي خصوصا إدارة ترامب الجديدة، مشددا على ضرورة تمتين البيت الفلسطيني وتعزيز التمثيل المركزي في معركة الصمود على الأرض
واستعرض زملط الاستراتيجية الفلسطينية فيما يتعلق بمواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية، مشيرا إلى أن صلب الاستراتيجية المتبعة يتمثل بالعمل على تعظيم المكاسب من جهة وتقليل الخسائر من جهة أخرى.
وأضاف، نحن شعب ليس لدينا ثروات طبيعية وقدراتنا العسكرية محدودة، لكن قوتنا كبيرة أيضا وتكمن بأننا شعب حي حافظ على هويته الوطنية وعلى بقائه على أرضه رغم كل ما تعرض له من ويلات، هذا بالإضافة إلى حفاظنا على استقلالية قرارنا الوطني، وهذا أمر عجزت عنه الكثير من الدول المستقلة
وشرح زملط لطلبة الجامعة أهمية إعادة بناء المسار القانوني للقضية الفلسطينية في تثبيت الحق الفلسطيني ونزع الشرعية عن ممارسات الاحتلال
كما تطرق إلى أهمية وأبعاد قرار إدانة الاستيطان (2334)، والمؤتمر الدولي للسلام، واستصدار قرار اليونسكو باعتبار الحرم القدسي الشريف مكان عبادة للمسلمين في إعادة بناء المسار القانوني للقضية الفلسطينية، بالإضافة لحملة الاعترافات بدولة فلسطين التي كان آخرها دولة الفاتيكان.
ولفت زملط إلى أن الانقسام البغيض أضر كثيرا بالقضية الفلسطينية وحقق حلم ومطامع إسرائيل بالتفرد بالقضية الفلسطينية، مجددا تأكيده على مساعي الرئيس محمود عباس والقيادة لرأب الصدع وإعادة الوحدة بين شطري الوطن.