رام الله الإخباري
أكد عدد من الشباب والخبراء على أن غلاء المهور وارتفاع تكاليف الزواج من أهم الأسباب وراء ارتفاع سن الزواج لدى الجنسين وزيادة نسبة العنوسة في قطر و أن غلاء المهور وارتفاع تكاليف الزواج والتقاليد التي تمنع في كثير من الأحيان زواج الفتاة من خارج العائلة أهم أسباب الظاهرة.
وأشاروا إلى أن ارتفاع تكاليف الزواج يشكل عبئا كبيرا على الشاب القطري وتثقل كاهله، وتنعكس آثارها السلبية في المستقبل على الأسرة، وتدفعه إما إلى تأخير الزواج أو الارتباط بغير القطريات أو الاقتراض بما يتجاوز مقدرته المالية، وما يتبع ذلك من آثار اقتصادية صعبة ترفع نسبة الطلاق في السنوات الأولى للزواج.
ودعوا إلى ضرورة رفع مستوى وعي الشباب والأسر، بأهمية الزواج في سن مبكر، بعد التخرج والعمل، والتقليل من متطلبات الزواج والمهور الكبيرة، والتخلي عن مظاهر البذخ والإسراف في الأعراس.
في البداية شدد الشيخ أحمد البوعينين: على أنه لا توجد نسبة كبيرة في تأخر سن الزواج في قطر، مؤكدا أن أغلب عقود الزواج التي أشرف عليها بنفسه كانت لشباب تتراوح أعمارهم بين 26:20 سنة، مشيراً إلى أن التأخر في سن الزواج موجود عند الفتيات فقط. وذلك لأسباب اجتماعية بحتة وأول هذه الأسباب رغبة الفتيات في إكمال دراستهن بعد التخرج من الثانوية وإحجامهن عن الزواج حتى الحصول على العمل وإنهاء المرحلة الجامعية مما يجعلها ترفض أي شاب يتقدم لخطبتها بحجة الانشغال بالدراسة وغير ذلك.
وأكد البوعينين أن غلاء المهور وارتفاع قاعات الأفراح ليس له علاقة بعزوف الشباب عن الزواج، مؤكدا أن سبب تأخر البعض هو أن المجتمع القطري تطور اجتماعيا واقتصادياً عن السابق وهذه الظاهرة، وهي تأخر سن الزواج، سمة مرتبطة بحالات التحول المجتمعي، لأن الشاب يريد أن يكون نفسه، وبالتالي فلا يتعجل على الزواج كما أن الفتاة صارت ترغب في إكمال تعليمها، وبالتالي الزواج لم يعد المطلب الأول ولم يعد يشكل الأولوية بالنسبة لهم. وبذلك التأخر عند هؤلاء البعض يكون من هذه العادات
الخاطئة بالرغم من السعي الدؤوب من القيادة الرشيدة في تيسير سبل الزواج من توفير قاعات للافراح بأسعار رمزية. ونصح «البوعينين» الشباب بالعمل في تحديد أهدافهم والاهتمام بالأولويات قبل الكماليات، حيث إن الأهمية تكمن في اختيار الزوجة الصالحة وبناء البيت المسلم وعف النفس عن المحرمات وليس البذج والبهرجة والتفاخر وغير ذلك.
من جهتها تقول الدكتورة بتول خليفة بجامعة قطر:تأخر سن الزواج يكون للفتاة والشاب، مشيرة إلى أن هناك بعض الشباب الذين يعزفون عن الارتباط لتجنب القيود الزوجية والالتزامات وإسراف الزوجة، وديون العرس.
وأضافت: أما بالنسبة للفتيات فأعتقد أن تغير الأوضاع عن السابق، وجعل الزواج مسؤولية الفتاة وحدها، فهي من تتخذ قرار الارتباط من عدمه هو السبب الرئيسي وراء تأخر سن الزواج، فهناك فتيات يرفضن الارتباط لأنهن يريدن إكمال دراستهن الجامعية، والالتحاق بالعمل، وتأمين المستقبل، وهناك من تشترط توافر مميزات معينة في الشاب المتقدم، مشيرة إلى أن الزواج في السابق كان مسؤولية جميع أفراد الأسرة والمجتمع ككل.
وأوضحت أن الفتاة التي تتأخر في الارتباط تكون مضغوطة نفسيا من قبل العائلة والأم، كما أن غريزة الأمومة لديها تكون قوية، فهي تريد أن تمارس دور الأم. وأشارت إلى أهمية دور المساجد والخطاب الديني، فضلا عن دور المراكز الاجتماعية في تغيير فكر الأسر
وتعميق المفاهيم الأسرية لدى الشباب من الجنسين وتشجيعهم على الزواج، عن طريق إثارة الوعي لدى الشباب والشابات بمكانة الأسرة في المجتمع، ورفع وعي الفتاة، وتعريفها أن الزواج ليس مجرد حفلة، وتكاليف باهظة. وأشادت بفكرة توفير قاعات أعراس مجانية للشباب القطري المقبل على الزواج، مشيرة إلى أن الدولة لم تقصر ولكن المشكلة في الثقافة الاستهلاكية التي تسيطر على العقول.
ويقول فيصل العشاري استشاري اسري:
أن من أهم أسباب تأخير سن الزواج كثرة تكاليف الزواج والمبالغة فيها، ولا أقصد هنا المهر أو الصداق المسمى في عقد الزواج فقط لأنه قد يكون الصداق شيئا رمزيا، ولكن ما يتبع هذا الصداق هو متطلبات أهل الزوجة من تكاليف الزواج من حفلات عدة، مثل حفل ليلة عقد الزواج، ومن ثم حفل الخطوبة ثم هناك حفل الزفاف للرجال وللنساء، ثم هدية العروس في اليوم التالي للزواج وإقامة وليمة لأهل العروسين في ثاني يوم من الزواج، إضافة إلى ذلك تأخير سن الزواج بالنسبة للفتاة بحجة إكمال دراستها الجامعية وإيجاد الوظيفة.
وهناك مسألة أخرى هي التفاوت في الأصل والنسب والمستويات المادية والاجتماعيةوبالنسبة للشاب فإن هذه الأمور كلها وبخاصة ضخامة تكاليف الزواج تجعله يحتاج وقتا أطول لكي يستطيع تكوين نفسه من أجل الزواج.
وحول رؤيته لكيفية القضاء على هذه المعضلة يقول: لكي نتمكن من القضاء على هذه المشكلة يجب على الأسر أن تعيد النظر مرة أخرى في مسألة المهور وتكاليف الزواج، وألا يتأخر سن الزواج للفتيات إذا كان قد حانت لهن السن المناسبة للزواج وتقدم إليهن الرجل الكفء المناسب.
وأضاف: إن هناك مبادرات من الدولة ممتازة ساهمت في حل المشكلة وقللت من العنوسة وارتفاع سن الزواج، منوها بتخصيص الدولة قاعات للأفراح، حيث توفر القاعات بأسعار رمزية للتخفيف عن كاهل الشباب المقبلين على الزواج، وهناك مبادرات تثقيفية للآباء وتوعيتهم لتقليل المبالغ الطائلة التي يتم إنفاقها في الأعراس وغلاء المهور.
وأوضح أن الدولة وضعت خططا ومبادرات لتقليل نسبة العنوسة، لأن هناك نسبا عالية من العنوسة، ونأمل تقل هذه النسبة بعد تثقيف الأهل وتوعيتهم بهذه الأمور فيما يتعلق بالحد من تكاليف الزواج والتقليل من المهور، فضلا عن أن هناك مبادرات شخصية ومن مؤسسات المجتمع المدني تصب في نفس الاتجاه.
ويقول المواطن علي الحميدي: إن ظاهرة ارتفاع سن الزواج في تزايد، حيث ارتفع متوسط سن الزواج إلى ثلاثين عاما، بينما لدى الفتيات أصبح متوسط سن الزواج سبعة وعشرين عاما، وأتوقع أن ارتفاع تكاليف الزواج وغلاء المهور من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى تأخر سن الزواج لدى الجنسين.
وأعرب عن اعتقاده بأن التخفيف من تكاليف الزواج يعد أمرا مفيدا لكلا الطرفين، بحيث لا يدخل الزوج على حياة زوجية ممتلئة بالديون والمتطلبات، نتيجة تكاليف العرس التي كثيرا ما تكون سببا في نشوء المشكلات الزوجية، وأكثر الأسباب في تأخير الزواج يعود لمتطلبات الأهل الزائدة والعادات والتقاليد التي تفرض ارتفاع المهور ويجب أن يكون من أفضل الأعراس وأفخمها والتفاخر بها.
وترى سعاد المهندي أن تكاليف الزواج المبالغ بها سوف تجعل الزوج يعاني من ضغوط مادية ترافقها ضغوط اجتماعية ونفسية، وقد يساهم ذلك في تراكم الديون على الزوج وعدم مقدرته على الإنفاق على المنزل، وهو ما قد يؤدّي إلى نشوب مشاكل بين الزوجين.
وأوضحت: بالنسبة لمجتمعنا الخليجي فقد ارتفعت المهور بشكل مبالغ، في حين كان القدماء يزوجون بناتهم بمهور رمزية، ويقولون نشتري رجلا، ولكن اليوم الجميع يشكو من الغلاء وتكاليف الزواج المرتفعة، وأصبح الشباب يتزوجون من الخارج، وعندما نسألهم عن الأسباب يجاوبون بأنهم لا يستطيعون الزواج لارتفاع التكاليف، وإن المهور أصبحت مرتفعة، والبنات يطالبن بمهور عالية واليوم لا يوجد شاب غير مديون.
وتابعت: من الحلول المساعدة على التقليل من هذه الظواهر أنه يجب على الآباء تيسير شروط الزواج وتقليل الطلبات من الزوج، فهذا هو الحل من أجل استقرار وسعادة بناتهن. واقترحت أن تكون المهور قليلة ورمزيّة، مشيرة إلى أن هناك كثيرا من الشباب يؤجلون فكرة الزواج لارتفاع المهور، ويجب على الآباء تحمّل مسؤولية زواج بناتهم، والتقليل في الطلبات وليس الجري وراء المظاهر والديون والقروض.
صحيفة الوطن القطرية