رام الله الإخباري
أعلن الرئيس الامريكي المنتخب دونالد ترامب عن خططه لنقل سفارة بلاده في أقرب وقت ممكن إلى مدينة القدس. من جهته حذر كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية "دويتشه فيله" خطوة ترامب هذه أنها بمثابة " نهاية حل الدولتين".
فيما يلي نص الحوار الذي أجرته الصحيفة مع د. صائب عريقات:
** نقل السفارة الامريكية من تل أبيب إلى القدس بعيدة حتى عن اهتمامات اليمين الاسرائيلي الذي يعارض فكرة اقامة دولة فلسطينية مستقلة. إذن لماذا يسعى ترامب إلى نقل سفارة بلاده إلى مدينة القدس؟
صائب عريقات : هذا السؤال يجيبكم عليه الرئيس الامريكي المنتخب دونالد ترامب. حتى الان لم نرى أي إجراءات رسمية بنقل السفارة إلى القدس بكل كل ما رأيناه هو شعارات انتخابية. علينا أن ننتظر لنرى لأن الأمر على ما يبدو جاري التحضير له , ولدينا خطوات سنتخذها في حال تم الاعلان عن نقل السفارة , إلا أننا نأمل أن لا يحدث ذلك فعليا.
** ما هي الرسائل التي يحملها قرار نقل السفارة الامريكية إلى مدينة القدس للشعب الفلسطيني الذي يعتبر مدينة القدس عاصمة للدولة الفلسطينية المستقبلية؟
د.صائب عريقات : أهم رسائل التي يحملها قرار نقل السفارة الامريكية إلى القدس هي انعدام أي مستقبل لعملية السلام وانعدام الامل بتحقيق حل الدولتين. فالقدس الشرقية المحتلة وهي ليست جزءا من اسرائيل , وإجراءات ضمها لم يعترف بها المجتمع الدولي بما في ذلك الولايات المتحدة مما ساهم بشكل كبير في نجاح تبني مجلس الأمن الدولي لقرار رقم 476 وقرار رقم 478 اللذان يقران ببطلان اجراءات ضم الاراضي وينصان على عدم اقامة البعثات الدبلوماسية لدى اسرائيل في القدس.
** هل تتوقع تجاهل ترامب للقضية الفلسطينية؟
نأمل أن يتعاطى ترامب مع قضايا المنطقة العربية استنادا إلى مبادئ الحرية والعدالة والمساواة تلك المبادئ التي تدافع عنها بلاده لأجل مواطنيها ؛ فنحن أيضا بشر كما شعوب العالم ويجب أن نُعامل دون تمييز. الاحتلال الاسرائيلي ينتهك حقوق الشعب الفلسطيني بشكل منظم من خلال فرض نظام الفصل العنصري. ونحن جاهزون للتعاون مع الرئيس المنتخب ترامب لأجل تحقيق مبادئ الحرية والعدل والمساواة.
** هل تخشى اندلاع مواجهات جديدة مع اسرائيل؟
نحن لا ندعو إلى العنف بل أننا نؤمن بحق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن حقوقه. فالقدس هي قلب فلسطين وفلسطين هي قلب العالم العربي. والقدس ليست شعار "لا دولة مستقلة دون مدينة القدس عاصمة لها" وهي ليست فقط المسجد الأقصى وكنيسة القيامة , بل إنها التراث والذكريات. لقد قدمنا عرضا بأن تكون مدينة القدس مدينة مفتوحة لجميع أتباع الديانات السماوية الثلاثة على أن يتم الاعتراف بالجزء الشرقي منها عاصمة لدولة فلسطين , إلا أن العرض قوبل برفض اسرائيلي.
إسرائيل تقول أن الامور ستبقى في مدينة القدس المحتلة على ما هي عليه حتى عندما تمنع الملايين من المسيحيين والمسلمين من حقهم في أداء مناسك العبادة في المدينة المقدسة بسبب اجراءاتها العسكرية.
نقول للرئيس ترامب من القدس عليك أن تبعث رسالة سلام عبر الاعتراف بدولة فلسطين ضمن حدود عام 1967 , وذلك بدلا من ارسال رسائل حرب وكراهية عبر اضفاء الشرعية على سياسات الضم الغير القانونية لأراضي المواطنين المقدسيين في المدينة المقدسة.
** أسميت نقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس "بتجاوز للخطوط الحمراء" , إذن ما هو تأثير مثل هذا القرار على عملية السلام وحل الدولتين؟
إن فكرة حل الدولتين بمجملها هي العيش والسماح للآخرين بالعيش أيضا أي التعايش, كما أنها تدعو إلى انهاء الاحتلال وإقامة دولتين ذات سيادة وديمقراطية جنبا إلى جنب على حدود عام 1967. فإذا أقدمت الولايات المتحدة بصفتها الوسيط بين الجانبين على شرعنة سياسات ضم الاراضي فلن يكون هناك ما يدعو لمواصلة محادثات السلام مع اسرائيل. كما ويبرز موقف الولايات المتحدة تجاه الاستيطان وسياسات ضم الاراضي في اعتبارها هذه الممارسات "غير شرعية" , حيث كان موقفها جزء من الضمانات التي قدمتها واشنطن للفلسطينيين قبيل الذهاب إلى أي مفاوضات سلام مع اسرائيل. فإذا تم استثناء هذه البنود من جدول محادثات السلام فلن يبقى ما يدعو للالتزام بكل التعهدات والتنازلات التي قدمت للجانب الاسرائيلي بما فيها الاعتراف بدولة اسرائيل ضمن حدود عام 1967 أي ما يعادل 78 في المائة من أراضي فلسطين التاريخية.
** ما هي العواقب التي تتوقعها السلطة الفلسطينية حال قيام الولايات المتحدة بنقل سفارتها إلى القدس؟
لدينا خطة نقوم بمناقشتها على المستوى الداخلي الفلسطيني. وكما سبق أن قلنا أننا لا ندعو إلى العنف ولكن سنقوم بالرد على ذلك بإجراءات سياسية ودبلوماسية. شعبنا خرج في عدة مظاهرات غاضبة منددة بالقرار. كما ندد رجال دين مسلمون ومسيحيون بالقرار الاسرائيلي. نرى أنه من السابق لأوانه الاعلان عن أي خطوات تجاه قرار نقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس ونأمل أن لا يحدث ما يدفعنا لاتخاذ أي خطوات إلا إذا حدث ما يستدعى ذلك فنحن جاهزون لذلك وسنعلن ذلك للجميع.
** هل تتوقعون أي ردة فعل عربية تجاه نقل السفارة الامريكية إلى مدينة القدس (حيث المواقع الدينية ذات الأهمية للعالم العربي بمكونه الاسلامي والمسيحي)؟
القيادة الفلسطينية تعمل بالتنسيق مع جامعة الدول العربية. كما جرت لقاءات ثنائية بين القيادة الفلسطينية والعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني وذلك لتنسيق المواقف بيننا. وهدفنا من هذه اللقاءات ليست الحاق الأذى بأحد , بل لأجل الدفاع عن حقوقنا المعترف بها دوليا في بقعة جغرافية ذات الأهمية الحساسة لملايين البشر حول العالم بما في ذلك مئات الملايين من العرب مسلمين ومسيحيين.
ترجمة نيوز 24