قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، اثناء بقاء مع الصحافية كريستينا امانبور في قناة CNN أمس ان انهيار المفاوضات السلمية بين إسرائيل والفلسطينيين لم يكن بسبب الإخفاق الأمريكي وانما بسبب غياب رغبة الطرفين المتفاوضين في بلوغ حل نهائي.
جاء ذلك ردا على ما قالته الصحفية المحاورة متهمة الخارجية الامريكية بالتقصير في التوصل الى حل بين الفلسطينيين والإسرائيليين على مدار ثماني سنوات. وقاطعها كيري بقوله ان الدول المعنية، دولة إسرائيل وكيان فلسطيني، فشلا في التوصل الى الى اتفاق يرضي الطرفين. واستشهد كيري بمقولة شعبية: "بإمكانك ان تقود الفرس الى النهر ولكنك لا تستطيع ارغامه على الشرب". وأضاف: لقد تمكنت الولايات المتحدة عدة مرات في توصيلهما الى الماء ولكن لسبب ما لم يكن لديهما استعدادا للتحرك قدما.
ودافع جون كيري العائد الى واشنطن من مؤتمر السلام الخاص بالشرق الأوسط الذي عقد ليوم واحد في باريس، عن امتناع أمريكا عن استخدام الفيتو في مجلس الامن ضد قرار يدين المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقس الشرقية
بقوله: "لقد اتخذنا هذا الموقف في مجلس الامن لأننا نؤمن بأن لإسرائيل خيار أمثل كما للفلسطينيين خيارهم الأمثل. أما الخيار المطروح امام إسرائيل فهو إذا كانت تريد ان تكون دولة يهودية وديمقراطية، فهي لا تستطيع ان تكون دولة استيلاء، وحاليا فإن إسرائيل تسير على هذا الدرب بسبب تنامي الاستيطان وبسبب غياب الشرعية لهذه المستوطنات التي تعرقل المفاوضات".
وتابع كيري: "ما حاولنا القيام به هو التحاور باللطف الممكن والحفاظ على العلاقات المتينة مع إسرائيل، فإدارة الرئيس أوباما عملت لإسرائيل أكثر مما فعلته أي إدارة سابقة في البيت الأبيض". وأشار الى الصفقة الأمنية الضخمة وغير المسبوقة التي ابرمتها إدارة أوباما مع الحكومة الإسرائيلية وكذلك تعان واشنطن مع الصناعة الحربية الإسرائيلية على تطوير برنامج الصواريخ.
وكان الوزير كيري قد تعرض للانتقادات الحادة من قبل إسرائيل حين عرض في خطابه الشهر الماضي، رؤيته لحل الدولتين وذلك بعد مرور بضعة أيام على التصويت على قرار 2334 في مجلس الامن ومروره بفضل امتناع واشنطن عن استخدام الفيتو.
وأضح كيري: "نحن نتحدث انطلاقا من حرصنا على إسرائيل كدولة ديمقراطية ويهودية وكذلك من حرصنا تجاه ما يقلق الفلسطينيين الذين لن يتمكنوا من تحقيق تطلعاتهم بدون إقامة دولتهم".
وتطرق كيري الى الإدارة الجديدة القادمة الى البيت الأبيض، متمنيا للرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب كامل التوفيق في مهامه، واستدرك يقول: سيكون من المذهل لو وافق العرب ولا سيما الفلسطينيون على إقامة دولتهم على مساحة اقل من حدود 1967 مع تبادل للأراضي".
وفي حديثه عن التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي المنتخب ترامب، قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري "إنه من غير اللائق للرئيس المنتخب دونالد ترامب التدخل بشكل مباشر في سياسات دولة أخرى بوصفه قرار المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عام 2015 بشأن اللجوء بأنه خطأ كارثي".
وأضاف: "اعتقد صراحة أن من غير اللائق لرئيس منتخب للولايات المتحدة أن يتدخل في سياسات دول أخرى بطريقة مباشرة تماما وعليه أن يوضح ذلك".
وأكد كيري أن على ترامب أن يواجه عواقب تصريحاته ابتداء من الجمعة المقبلة، أي بمجرد تنصيبه إذ سيكون مسؤولا عن تأثير تصريحاته على العلاقات الدولية.