أكد الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي استعداده "لفرض الأحكام العرفية" ضمن الحملة الشرسة التي يشنها على مروجي وتجار ومستخدمي المخدرات في بلاده منذ عدة أشهر. ولاقت الحملة الأمنية في الفيليبين قلقا عالميا واسعا بسبب ما وصف بـ"أعمال قتل غير مبررة" إضافة الى عمليات اعتقال طالت مئات آلاف الفيليبينيين ضمن حربه على المخدرات.
وأشار دوتيرتي خلال لقاء مع أعضاء الغرفة التجارية أنه على استعداد لفرض الأحكام العرفية إذا أصبحت مشكلة المخدرات "أكثر ضراوة"، وذلك بعد شهر واحد من نفيه نيته القيام بذلك.
✕وقال دوتيرتي لأعضاء الغرفة التجارية "أقسمت على حماية البلاد من جميع أنواع التهديدات، ومن ضمنها تهديد المخدرات التي يؤثر على 4 ملايين مواطن في البلاد"، مؤكدا في هذا السياق أنه "إذا ما تدهورت الأمور أكثر، سيصبح الأمر أكثر ضراوة، وعندها سأعلن الأحكام العرفية".
والأحكام العرفية، أو ما يقصد به الحكم العسكري، هو نظام تتبعه بشكل عام الدول في حال طوارئ واختلال الأمن في البلاد، فتعلن حالة طوارئ واتخاذ قرارات استثنائية بالإضافة الى منح السلطات التنفيذية صلاحيات واسعة دون الرجوع الى القوانين المتبعة، كما ويستطيع الرئيس إصدار أحكام وفق ما يراه مناسبا.
وأضاف دوتيرتي إلى أنه "لن ينجح أحد في منعي من ذلك" في إشارة ضمنية الى المحكمة العليا والبرلمان الفيليبيني.
وتوعد الرئيس الفيليبيني رودريغو دوتيرتي بقتل المجرمين واعادة العمل بعقوبة الاعدام واصدار اوامر لقوات الامن بإطلاق النار بهدف القتل الفوري. واضاف انه سيصدر اوامر لقوات الامن "بإطلاق النار بهدف القتل الفوري" في هجماتهم ضد عصابات الجريمة المنظمة وضد المجرمين الذين يرفضون الاستسلام.
وتشير التقارير إلى أن السلطات الأمنية في الفيليبين قتلت حتى الآن ما يزيد عن 6 آلاف شخص ضمن الحملة التي تشنها على تجار ومروجي المخدرات التي لم يسلم منها أيضا متعاطي المخدرات، في حين حذرت الأمم المتحدة والولايات المتحدة في تقارير سابقة من "أعمال قتل غير مبررة"، مما أدى الى توتر العلاقات بين الرئيس دوتيرتي والولايات المتحدة.
وخلال مؤتمر صحافي في أيلول/ سبتمبر شن دوتيرتي هجوما عنيفا على الرئيس الأمريكي باراك أوباما حين سئل عن الملاحظات التي قد يوجهها اليه الرئيس الأمريكي بشأن حقوق الانسان، ولا سيما فيما يتعلق بالحرب التي يشنها على المخدرات والجريمة في بلاده.
ورد دوتيرتي المعروف بلسانه السليط "عليك أن تحترم الاخرين. لا يمكنك إطلاق أسئلة وتصريحات بهذه البساطة. يا ابن العاهرة، سألعنك خلال المنتدى".
وفي خطاب آخر منتصف شهر كانون الأول من 2016، قال الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي إن على الولايات المتحدة أن تستعد لإلغاء اتفاق عسكري يسمح لواشنطن بنشر قواتها وعتادها العسكري لإجراء مناورات في البلاد. وأضاف في مؤتمر صحفي عقب عودته من زيارتين لكمبوديا وسنغافورة "لا نحتاج إليكم... استعدوا للرحيل عن الفلبين. استعدوا للإلغاء الحتمي للاتفاق".
وتابع "باي باي أميركا... اعملوا على البروتوكولات التي ستخرجكم في النهاية من الفلبين" مضيفاً أن قراره سيصدر "في أي يوم، قريباً" بعد مراجعة اتفاق عسكري آخر.
