وثّق تقرير أعده مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، ونشر اليوم الأحد، مصادقة سلطات الاحتلال الإسرائيلي على بناء أكثر من 19000 وحدة استيطانية موزعة على معظم المستوطنات الجاثمة على أراضي مدينة القدس خلال العام الماضي، وذلك ضمن مخطط القدس الكبرى التي تسعى إلى تحقيقه على الأرض.
وفيما يلي أبرز ما تطرّق إليه التقرير السنوي من اعتداءات دولة الاحتلال في المدينة المقدسة خلال العام الماضي:
مشاريع تهويدية للمدينة
تم الكشف عن "مشروع وجه القدس"، أو "بوابة القدس"، الذي سيقام على مساحة (211) دونما، في المدخل الغربي لمدينة القدس، الذي سيحتوي على مراكز تجارية، وسياحية وفنادق، ومراكز ترفيه.
وأشار إلى أنه تم الكشف مؤخرا عن مخططات لتحويل محيط الأقصى إلى مجمع من الكنس اليهودية، وطمس وتهويد المعالم الإسلامية العريقة، من خلال التخطيط لإقامة كنيس يهودي كبير أسفل وقف "حمام العين"، على بعد أمتار من الحائط الغربي، بالإضافة إلى بناء كنيس آخر قرب حائط "البراق"، وبدء إقامة الطابق الرابع من "بيت شترواس" جنوب المسجد، ما أدى إلى تدمير وتخريب آثار عريقة، أغلبها من الفترات الإسلامية، كما أقرت المحكمة المركزية الإسرائيلية للشؤون الإدارية مشروع "بيت الجوهر" التهويدي، على مساحة (1.84) دونم، ومساحة بنائية تصل إلى (2985) مترا مربعا، تشمل بناء طابقين فوق الأرض، وآخر تحت الأرض.
كما شرعت أجهزة الاحتلال بوضع اللمسات الأخيرة للبدء بتنفيذ مشروع بناء كنيس «جوهرة إسرائيل» في حي الشرف في قلب البلدة القديمة بالقدس المحتلة، بتكلفة نحو (48) مليون شيقل، حيث سيبنى الكنيس اليهودي، على أنقاض وقف إسلامي، وبناء تاريخي إسلامي من العهد العثماني والمملوكي، وتبلغ المساحة البنائية الإجمالية للكنيس نحو (1400) متر مربع، ويتألف من 6 طبقات.
وفي السياق، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن مدينة القبور اليهودية التي يتم بناؤها هذه الأيام في أعماق الأرض بالقدس، بسبب مشكلة النقص في الأراضي المخصصة: كمقابر للموتى، من خلال أنفاق ضخمة تحت جبل الرحمة في القدس المحتلة، في الوقت الذي لم تسلم فيه قبور الموتى من المسلمين، حيث هدم موظفو سلطة الآثار الإسرائيلية عدة قبور في باب الرحمة الواقعة في الجانب الشرقي من الأقصى، ونبش قبور، وتحطيم شواهد قبور أخرى في المقبرة، التي تضم بين جنباتها رفات عدد من الصحابة .
وفي إطار انتهاك حرية التدين والعبادة صادقت اللجنة الوزارية الإسرائيلية لشؤون التشريع على ما يسمى" بقانون المؤذن"، وذلك لطرح التصويت عليه في الكنيست الإسرائيلية، والقاضي بمنع إطلاق الأذان عبر مكبرات الصوت في مدينة القدس وأراضي عام (1948) من الساعة الحادية عشرة ليلا إلى الساعة السابعة صباحا؛ بحجة إزعاج المحيطين بالمسجد .
كما أعلن وزير المواصلات الإسرائيلي عن مخطط لربط مدينة القدس بالمستوطنات المحيطة بها بشبكة القطارات الخفيفة، سيمتد على مسافة 22 كم، ويربط بين مستوطنات جنوب القدس بشمالها، مرورا بمركز المدينة، والتخطيط لبناء آلاف الوحدات الاستيطانية، وأماكن تجارية وفنادق، على طول مسار القطار الخفيف .
استهداف سلوان
إلى ذلك، أعلن عن مخطط تهويدي جديد رصد له أكثر من مليون شيقل، لمشروع حفر نفق سياحي جديد تحت حي وادي حلوة في منطقة سلوان، كما تمت المصادقة على مخطط جمعية "العاد الاستيطانية" المعروف باسم "مجمع كيدم – عير دافيد- حوض البلدة القديمة"، المنوي إقامته على مدخل حي وادي حلوة ببلدة سلوان، والذي يهدف لإقامة مبنى ضخم من 6 طوابق لاستخدام علماء ودائرة الآثار الإسرائيلية.
كذلك تعمل جمعية "عطيرت كوهانيم" الاستيطانية على الاستيلاء على أكبر عدد ممكن من منازل المواطنين في منطقة وادي حلوة بسلوان، من خلال أوراق ومستندات مزورة، وبدعم من بلدية الاحتلال في مدينة القدس .
تغيير أسماء الشوارع
وفي السياق، واستمرارا لمسلسل التهويد، تقوم سلطات الاحتلال بتغيير أسماء الشوارع في البلدة القديمة بمدينة القدس، حيث كان آخرها احد المفارق بشارع الواد التي قُتل فيها اثنان من المستوطنين، ويشار إلى أن إسرائيل قامت بتغيير أسماء نحو (300) شارع منذ احتلال المدينة حتى اليوم.
إلى ذلك، قامت وزارة السياحة الإسرائيلية بإعداد خارطة سياحية لمدينة القدس، تظهر عشرات الكنس، والمعابد، والأماكن الدينية، والسياحية اليهودية، وتخفي المواقع الإسلامية والمسيحية في تزوير واضح للواقع الإسلامي والمسيحي في مدينة القدس.
الشهداء والمعتقلين
قامت سلطات الاحتلال بقتل (24) مواطنا في محافظة القدس، من بينهم "7" أطفال معظمهم تم إعدامهم على الحواجز العسكرية المنتشرة في كافة أحياء مدينة القدس وبلداتها، كما قررت شرطة الاحتلال الإسرائيلي منع دفن شهداء القدس المحتجزين لديها داخل قراهم وبلداتهم.
وكان مواطنو محافظة القدس الأكثر عرضة للاعتقال خلال العام 2016، باعتقال (2029) مواطنا، بينهم (757) طفلا، و(79) سيدة، من أصل (6440) مواطنا اعتقلتهم سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال العام 2016، في كافة محافظات الوطن.
هدم المنازل
وفي إطار سياسة التضييق على حياة الفلسطينيين في مدينة القدس، هدمت جرافات الاحتلال الإسرائيلي خلال عام 2016 ما يقارب (300) منزل ومنشأة، بحجة عدم الترخيص، ما أدى تشريد عشرات الأسر الفلسطينية/ مع العلم أن سلطات الاحتلال تفرض قيودا مشددة/ وإجراءات معقدة لإصدار رخص البناء التي تخص الفلسطينيين في القدس.
كما قامت بلدية الاحتلال بمضاعفة تعرفة "الأرنونا" فيما يتعلق "بالعقارات الفارغة" نحو خمس مرات، كما قام الاحتلال بقطع مخصصات التأمين الوطني عن مرابطين ومرابطات في المسجد الأقصى، تعرضوا للاعتقال، وأبعدوا عن باحاته.
الاعتداءات على المسجد الأقصى
وفي الوقت الذي يتم فيه التضييق على المصلين من دخول الأقصى، فقد تم رصد اقتحام أكثر من (15880) مستوطنا للمسجد الأقصى وباحاته خلال عام 2016، بمرافقة شرطة وجنود الاحتلال، بالإضافة إلى عشرات الاقتحامات لشرطة الاحتلال الخاصة، والتي تخللها إطلاق قنابل الغاز السامة والأعيرة النارية والمطاطية، ما أدى إلى سقوط عشرات الإصابات في صفوف المصلين، في ذات الوقت تمنع سلطات الاحتلال الجهات القائمة والمشرفة على المسجد الأقصى وباحاته من القيام بأي مشاريع ترميم أو تطوير فيه.