رام الله الإخباري
بعد أن حيرت العلماء طويلًا، تم أخيرًا تتبع مصدر الإشارات الغامضة القادمة من مكان غامض في الكون.
تم الاستماع إلى دفقات موجات راديو سريعة (معروفة بـ FRBs) ثمانية عشرة مرة، إلا أنها بقيت لغزًا حير العلماء منذ التقاطها في 2007. لم يعرف أحد من أين أتت، ولا السبب الكامن وراءها، وتراوحت التكهنات بين القول بأنها صادرة عن نجم عملاق، إلى القول بأنها مواد متطايرة من ثقب أسود؛ وصولًا إلى القول بأن مصدرها قد يكون كائنات فضائية!
وتعد دفقات موجات الراديو السريعة موجاتٍ قوية ولكنها قصيرة جدا، ولا تدومُ لأكثر من جزء من ألف جزء من الثانية.واكتشفت هذه الموجات للمرة الأولى من تلسكوب باركس في إستراليا عام 2007. منذ ذلك الوقت، تمكن العلماء من الاستماع إلى 17 منها، وتمكنوا من الاستماع إلى واحدة منها فقط بشكل متكررة.
وعكف العلماء على دراسة هذه الدفقة المتكررة لستة أشهر، تمكنوا خلالها من تحديد موقعها الدقيق في السماء. ويقول العلماء بأنها صادرة من مجرة قزمة وباهتة، تبعد عنا 3 مليارات سنة ضوئية.
وتمكن العلماء من إيجاد الدفقة (التي أُطلق عليها FRB 121102) باستخدام مصفوفة المراصد الكبيرة. وهي عبارة عن تلسكوبات متعددة الهوائيات (antenna) تُديرها المؤسسة الوطنية الأميركية للعلوم.
ويقول الدكتور شريهارش تندولكار، عضو الفريق من جامعة ماجيل في مونتريال بكندا: 'قبل أن نعرف المسافة التي قطعتها أي من هذه الدفقات، كان هناك عدة تفسيرات مقترحة لمصدرها، معظمها تتوقع أن يكون المصدر قريبًا أو من داخل مجرتنا درب التبانة. الآن أمكننا أن نستبعد هذه التفسيرات، على الأقل فيما يخص هذه الدفقة'.
وما يزيد الأمر غموضًا، هو أن هذه الدفقات كانت مصحوبة بتيار مستمر من انبعاثات راديو أضعف.
وقد ذكر العلماء الذين أصدروا اكتشافاتهم عبر مجلة العلوم الطبيعية والفلكية، بأن الملاحظة الدقيقة تُظهر بأن مصدري الانبعاثات لا يمكن أن يكونا بعيدين عن بعضهما البعض بأكثر من 100 سنة ضوئية.
في حين قال د. بنيتو ماركوتي، من المعهد المشترك للتداخل الأبسالي الطويل جدا (VLBI) في دوينجيلو بهولندا: 'إننا نعتقد بأن الدفقات والمصدر المستمر يمكن أن يكونا من نفس الموضوع، أو أنهما قد ارتبطا ببعضها بطريقة فيزيائية ما'.
أما عن الجسم الذي أطلق هذه الدفقات، فإن هذا لا يزال مجهولًا. يعتقد البعض بأن مصدرها يمكن أن يكون نجمًا نيترونيا فائق الكثافة- قد يكون 'المغناطيسي'، وهو نجم نيتروني ذو مجال مغناطيسي قوي- مُحاطًا بحطام إنفجار نجمي آخر. والاحتمال الآخر أن يكون المصدر موادًا منبعثة من حافة ثقب أسود هائل.
وصرح المؤلف المشارك د. شامي تشاترجي، من جامعة كورنيل في الولايات المتحدة: 'أن إيجاد المجرة التي صدرت منها هذه الدفقات، وبعدها السحيق عنا، هو خطوة كبيرة للأمام، ولكننا لا نزال بحاجة للمزيد من العمل لكي نفهم تمامًا ما هي هذه الدفقات'.
ترجمة عرب 48/ الاندبندنت