أصدرت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، اليوم الثلاثاء، تقريرها السنوي بحق الانتهاكات الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة، وضواحيها لعام 2016.
وسلط التقرير الضوء على الشهداء في مدينة القدس، والاعتقالات، وعمليات الهدم والتجريف، والاستيطان، والاعتداءات على المسجد الأقصى، والمقدسات، حيث تم رصد اقتحام ما يقارب 16 ألف مستوطن للمسجد الأقصى، وابعاد أكثر من 200 شخص عن الأقصى لفترات متفاوتة، بين أيام، وأشهر، وارتقاء 15 شهيدا مقدسيا، واعتقال 2030 شخصا من مدينة القدس، بينهم سيدات، وقاصرون، ومسنون، وهدم أكثر من 160 منشأة سكنية وتجارية وزراعية.
وحسب التقرير:
الشهداء:
واصلت سلطات الاحتلال عمليات الإعدام الميدانية؛ بحجة محاولة تنفيذ عملية "طعن"، أو إطلاق نار"، وجاء استخدام السلاح لقتل الفلسطينيين كخيار أول لجنود الاحتلال، حيث ارتقى خلال عام 2016 (13 شهيدا مقدسيا)، معظمهم فتية.
المعتقلون
كما رصد اعتقال ما يزيد عن 2030 شخصا من مدينة القدس المحتلة، بينهم 57 طفلا أقل من 12 عاما و13 فتاة، حيث تركزت الاعتقالات في سلوان، والبلدة القديمة، والعيساوية، والطور، وشعفاط، ومخيم شعفاط، وجبل المكبر، والصوانة، والشيخ جراح، وبيت حنينا، ووادي الجوز، وكفر عقب، وبيت صفافا، وأم طوبا، وأبواب المسجد الأقصى، وبعض الجنسيات الأجنبية. يذكر أنه من بين المعتقلين جرحى تمت اصابتهم، أثناء اعتقالهم.
الاستيطان والهدم والتجريف:
استولت الجمعيات الاستيطانية بقرارات من محاكم الاحتلال خلال العام الماضي على أرض في حي الشيخ جراح بالمدينة، ومنزلين بالقدس القديمة، ما أدى الى تشريد من فيها.
كما استولت جمعية عطيرت كوهنيم على عقار لعائلة المواطن مازن قرش بالبلدة القديمة، بحجة أن العائلة "مستأجر غير محمي"، وفقدت حق الحماية باعتبارها "الجيل الرابع"، علما أنها تقيم في العقار منذ عام 1936، كما استولت الجمعيات الاستيطانية على عقار لعائلة البكري في منطقة باب حطة بالبلدة القديمة، بحجة أن العائلة "مستأجر غير محمي".
واستولت سلطات الاحتلال على أرض مساحتها 3 دونمات، تعود لعائلتي أبو طاعة وصيام في حي الشيخ جراح، وسلمتها لشركة "أمانا"، التي تعمل على إقامة مستوطنات، وبؤر استيطانية عشوائية.
وأصدرت المحكمة الإسرائيلية العليا قرارا يقضي بإيقاف إخلاء عائلة "غيث– صب لبن" من منزلها الكائن في حي عقبة الخالدية بالقدس القديمة بشكل جزئي، بحيث يتم إبقاء العائلة في المنزل لمدة 10 سنوات، بصفتها مستأجر محمي، ويتم إخلاء العائلة بعدها، وتسليم المنزل للجمعيات الاستيطانية، وحصرت المحكمة حق العائلة بالسكن في منزلها للسيدة نورة غيث وزوجها مصطفى صب لبن دون أبنائهما، بحيث أعطت المحكمة المستوطنين الحق بطلب إخلاء العائلة في حالة عاش أي من أبناء العائلة الآخرين في المنزل، وبشأن المخزن الذي يقع أسفل المنزل فقد استثنته المحكمة العليا من قرارها، حيث سمحت باستيلاء الجمعية الاستيطانية عليه بشكل مباشر.
كما سلمت سلطات الاحتلال 71 عائلة من أهالي حي بطن الهوى إخطارات هدم، ببلاغات قضائية من قبل جمعية "عطيرت كوهنيم"، للمطالبة بالأرض المقامة عليها منازلهم السكنية، بحجة ملكية الأرض ليهود من اليمن منذ عام 1881.
وأصدرت سلطات الاحتلال ترخيصا لإقامة مبنى سكني جديد من ثلاثة طوابق للمستوطنين وسط سلوان في سابقة خطيرة.
وبقرار من بلدية الاحتلال و"سلطة الطبيعة" تم تعليق لافتات في مقبرة باب الرحمة تقضي بمنع الدفن بأجزاء منها؛ بحجة أنها "حديقة وطنية حول أسوار القدس"، ومنعت سلطات الاحتلال دفن سيدة مقدسية في قبرها بالمقبرة، بحجة أن الأرض مصادرة، وبعد حوالي ساعة سمح لعائلتها بالدفن في قبر آخر، وقد هدمت عدة قبور، بحجة بنائها دون ترخيص على أجزاء مصادرة.
كما افتتحت سلطات الاحتلال نفقا استيطانيا جديدا في حي وادي حلوة، باتجاه ساحة باب المغاربة "مدخل الحي"، وخلال العام الماضي اتسعت التشققات والانهيارات الأرضية في منشآت، وشوارع حي وادي حلوة في بلدة سلوان، وظهرت تشققات في منشآت أخرى، بسبب تكثيف سلطات الاحتلال عمليات حفر الأنفاق أسفل الحي، واضطرت عائلة لإخلاء منزلها في البلدة، بسبب التشققات الواسعة.
أما فيما يخص عمليات هدم المباني والمنشآت السكنية والتجارية والزراعية، سجل هدم 160 منشأة بحجة البناء دون ترخيص، منها 35 منشأة هدمت بيد أصحابها، و7 منشآت هدمت، أو أغلقت كإجراءات عقابية ضد أهالي الشهداء، والأسرى في مدينة القدس.
وقامت سلطات الاحتلال بهدم الجدران الداخلية بالكامل في منزل عائلة الشهيد بهاء عليان في جبل المكبر، وتشريد أسرته، وإغلاق منزل شقيقة الشهيد علاء أبو جمل في قرية جبل المكبر، وهدمت الجدران الداخلية منزل الشهيد مصباح أبو صبيح في كفر عقب، وأغلقت منزل الأسير عبد دويات من قرية صور باهر، وشردت والدته وشقيقته.
كما قامت سلطات الاحتلال بإغلاق منشأتين تجاريتين في الرام، تعود لعائلة الشهيد أبو صبيح، ومطبعة الريان في البلدة، وقد تم تشريد ما يزيد عن 170 مقدسيا نصفهم من الأطفال، بعد هدم منازلهم.
الاعتداء على المسجد الأقصى:
واصلت سلطات الاحتلال انتهاك حرمة المقدسات في مدينة القدس، خاصة المسجد الأقصى المبارك خلال عام 2016، وذلك بتكثيف اقتحامات المستوطنين للمسجد، بمساندة قوات الاحتلال، وبدعم من الحكومة حيث مددت فترة الاقتحامات الصباحية، إضافة إلى تنفيذ اعتقالات، وإبعادات عن المسجد، واقتحام المسجد والاعتداء على المصلين لتأمين هذه الاقتحامات.
حيث تم تسجيل اقتحام ما يقارب الـ16 ألف متطرف خلال العام عبر باب المغاربة بشكل شبه يومي، تحت غطاء "السياحة الخارجية"، حيث تمت على فترتين صباحية، وبعد صلاة الظهر لأداء الطقوس التلمودية، خلال جولتهم في باحاته لاستفزاز المصلين، وذلك بمساندة وحراسة القوات الخاصة.
وقد كان من بين المقتحمين الحاخام يهودا غليك، الذي يشغل منصب عضو كنيست عن حزب "الليكود"، وقد فرضت شرطة الاحتلال إدخال مركبة كهربائية تابعة لها إلى المسجد الأقصى.
يذكر أن قوات الاحتلال الخاصة اقتحمت المسجد الأقصى، واعتدت على المصلين بالقنابل، والأعيرة المطاطية، خلال يومين في شهر رمضان (21-22 رمضان/ 26-27 حزيران) وهاجمت المصلين المعتكفين بالقنابل الصوتية، والأعيرة المطاطية، وبغاز الفلفل، وأصابت العشرات منهم.
وقد سعت سلطات الاحتلال خلال العام المنصرم، لفرض قانون منع الأذان في القدس، بذريعة إزعاج المستوطنين.
وفي سياق التضييق على المقدسيين، تم إبعاد 280 فلسطينيا عن المسجد الأقصى، ومدينة القدس لفترات متفاوتة، تراوحت من 3 أيام حتى 6 أشهر، وبعضها قابل للتجديد، ومن بين المبعدين سيدات، وقاصرون، ومسنون.
كما أغلقت طواقم بلدية الاحتلال مبنى "خدمات صحية"، يضم 80 وحدة صحية (مراحيض ووضوء) عند باب الغوانمة، بحجة وجود آثار داخل المبنى.
وأوضح التقرير، أن اعتداءات المستوطنين تواصلت على المقدسات المسيحية، ففي مطلع العام قام المستوطنون بخط شعارات عنصرية ضد المسيحيين على جدران كنيسة رقاد العذراء البندكتانية الألمانية، وعلى جدران معهد "الكهنوت التابع للبطريركية الأرثوذكسية" في جبل صهيون بالقدس القديمة.