رام الله الإخباري
ليلة الحادي والثلاثين من ديسمبر في كل عام، يحتفل ملايين الناس حول العالم بحلول "رأس السنة الميلادية"، بما فيهم سكان فلسطين. وتختلف أساليب الاحتفال برأس السنة من دولةٍ لأخرى، فمنهم من يخرج للاستمتاع بمشاهدة الألعاب النارية وهي تعانق السماء، والآخر يقضي ليلته في أحد الفنادق، وغيرهم يرفض هذه "الطقوس".
وانقسم الشارع الفلسطيني حول هذه الطقوس الاحتفالية بين مؤيد ومعارض، فمنهم من اعتبرها أمراً عادياً لا لبس فيه، والبعض رفضها مطلقا ليؤكد على أحقية الاحتفاء برأس السنة الهجرية بدلاً من الميلادية.
وتشهد تلك الليلة، حركة سياحية غير مأهولة في المدن الفلسطينية، حيث ازداد عدد السياح بالضفة الغربية بنسبة 7% عن العام السابق، بحسب احصائية وزارة السياحة، خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، والتي تشهد أعياد الميلاد، الأمر الذي ينعكس بشكل ايجابي على الاقتصاد الفلسطيني. ففي رام الله حيث منزل المواطنة هبة رزق، يجتمع العديد من الأصدقاء وعائلاتهم ليلة رأس السنة، للبدء بتحضير الحلويات الشهية، ومتابعة " توقعات الفلك" التي تبث في نفس اليوم.
وتقول رزق : "الأيام التي تسبق الليلة الأخيرة من العام، نقضيها في بيت لحم لحضور مراسم تزيين الشجرة، والتقاط الصور معها". وتضيف : "تكون المدينة من أجمل ما يخيل لك، السائحين والمواطنين مسلمين ومسيحيين، الألوان والأضواء وأصوات الأغاني تجعلك لا تترك المكان قبل منتصف الليل." لكن الشابة شيماء حلس من قطاع غزة، تعتبر احتفالات رأس السنة الميلادية طقوساً خاصة بالمسيحيين ولهم الحق والحرية بالاحتفال بها.
وتقول : "المسيحيون يهتمون بأعيادهم ويعملون على التحضير لها قبل موعدها أجمل التحضيرات حتى أصبحنا نحن نميل إليها وهذه طبيعة الإنسان يميل للاختلاف والغرابة والمظاهر في كل شيء."
وترى أنه من المفترض أن تبدأ المدارس بتعليم الطلاب الاهتمام بالتاريخ الهجري واعتماد كتابته على الصبورة والاختبارات والدفاتر بدلاً من الميلادي. في حين تعتبر الصحفية ألاء صقر، أن هذه الطقوس التي يقوم بها الناس ليلة رأس السنة الميلادية هي "هفوات " بالنسبة لها، متسائلة عن سبب احتفال "بعض المسلمين" بهذا اليوم.
وتضيف الصحفية صقر : "لأننا في مدينة نابلس نتعايش مع بعضنا مسلمين ومسيحيين، يشاركهم البعض في مراسم الاحتفال وتزيين الشجرة اكراماً لهم وتأكيداً على الأخوة." ويحتفل الشاب آدم المدهون مع عائلته بغزة، في كل عام بهذا اليوم، حيث يخرجون لمطعم مناسب
يقول : "لا يجب أن نمنع أنفسنا من الاستمتاع، هذا ليس تقليد سيء كما يعتبره الكثيرون، ولكل إنسان الحق في أن يحتفل بما يريد." ويضيف: "مع كل بداية عام هجري أو ميلادي نجدد الأمل والتفاؤل، ونحن في العائلة نتعامل بنفس الايجابية ."
في حين ترى الطالبة هديل العيلة أن ضيق الأحوال المادية للمواطنين جعلت وجهات النظر مختلفة، معتبرةً أنه من الجميل أن يسعى الانسان لكسر الروتين اليومي وتحقيق السعادة في هذا اليوم. بينما يتعامل الشاب تامر أبو جامع مع أي أمر يصادفه من منظور شرعي حسبما يصف، فيقول: "أرى أنه لا فائدة من الاحتفالات بالسنة الميلادية، وأعتقد أنها تخالف سنة النبي".
ولا تحتفل عائلة تامر في العام الميلادي ولا حتى الهجري إلا ببعض التهاني وكلمات المجاملة "المآسي والعثرات في العام المنصرم تجعلنا نحاول التفاؤل أملاً بأن يأتي أجمل مما مضى"، يقول تامر.
ويضع مهند المصري أبناءه في عهدة "جدتهم" ليخرج وزوجته لأحد الفنادق على شاطئ بحر غزة "تبدأ غالبية الحفلات بعد الساعة التاسعة مساءً حتى منتصف الليل بصحبة العديد من الأصدقاء بمرافقة زوجاتهم أيضاً" يقول المصري.
ويضيف: "هذه الليلة تمثل لنا كسراً لنمط الحياة اليومية الروتينية من خلال برنامج الحفل الخاص بكل فندق الذي يتخلله فقرة طربية بالإضافة للسحوبات والمسابقات الممتعة".
وكالة سوا