قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، مساء اليوم الأربعاء، إن حل الدولتين هو الحل الوحيد لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.
وأضاف كيري خلال مؤتمر صحفي، حول موقف الإدارة الاميركية من حل النزاع الفلسطيني ـ الاسرائيلي على أساس حل الدولتين، وقرار مجلس الأمن الأخير، "التزمت إدارة الرئيس أوباما تجاه تحقيق السلام في الشرق الاوسط، وعملت من اجل تحقيقه وفق حل الدولتين وهو الطريق الوحيد للسلام العادل بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ويمكن أن يؤمن مستقبل إسرائيل لتعيش بسلام وأمن مع جيرانها".
وتابع قائلا: "الحقيقة أن التوجهات على أرض الواقع من عنف وإرهاب وتحريض وتوسيع للمستوطنات واحتلال لا تبدو لها نهاية كلها أمور تدمر آمال السلام عند الطرفين وترسخ بشكل متزايد واقع دولة واحدة لا يمكن تغييره ولا يريده أغلب الناس. لا يجوز لنا ألا نفعل شيئا وألا نقول شيئا بينما نرى أمل السلام يتبدد."
وشدد على أن صداقة الولايات المتحدة مع إسرائيل لا تعني أنها تقبل أي سياسية تتعارض مع مصالحها ومواقفها، الأصدقاء يجب أن يقولوا لبعضهم البعض الحقائق المرة، والصداقة تتطلب احتراما متبادلا.
وأشار كيري إلى أن الولايات المتحدة صوتت في مجلس الامن الدولي على القرار (2334) وفقا لمبادئها وللحفاظ على حل الدولتين.
وتابع: "الفلسطينيون يكافحون من أجل الحرية والكرامة وسط الاحتلال ووسط الحواجز، وشهدت شخصيا الدمار الذي خلفه الصراع المتواصل بين الجانبين في الضفة".
وقال: إن الولايات المتحدة لا تستطيع الدفاع عن إسرائيل إن انتهى حل الدولتين، والحكومة الإسرائيلية الحالية هي الأكثر تطرفا في تاريخ إسرائيل وسياساتها تقود باتجاه دولة واحدة.
وأضاف: إسرائيل عززت مراقبة أراضي الضفة الغربية لمصالحها الخاصة، مشيرا إلى أن عدد المستوطنين في الضفة الغربية زاد بحوالي 270 ألف منذ اتفاقية أوســــــلو، بينهم مئة ألف منذ تولي نتنياهو الحكم عام 2009 .
وحذر وزير الخارجية الاميركي من ان اجندة المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة تعرض السلام مع الفلسطينيين للخطر، وقال: "لا أحد يفكر جديا في السلام يمكنه أن يتجاهل التهديد الذي تشكله المستوطنات على السلام".
وتابع: "إسرائيل وقادة المستوطنين يعتمدون على أيديولوجيا تتجاهل الطموحات الفلسطينية المشروعة، وإن انتشار البؤر الاستيطانية غير المشروعة بموجب القانون الاسرائيلي، يجعل حل الدولتين أمرا مستحيلا، وهناك أكثر من 100 بؤرة ثلثها تم شرعنتها أو هي بالطريق إلى ذلك رغم وعود سابقة بتفكيكها.
واكد كيري ان "المستوطنين يؤمنون بدولة واحدة: اسرائيل الكبرى" وليس بحل الدولتين. وأشار إلى أن أغلب مناطق "ج" التي كان يفترض أن تنقل للفلسطينيين بعد اتفاق أوسلو، أغلبها تم الاستيلاء عليها من قبل إسرائيل.
وبين أنه لا يسمح للفلسطينيين بإنشاء أي مبنى في المنطقة "ج"، وتمنع التنمية الفلسطينية هناك، بينما يتم ترخيص مئات المباني الاستيطانية، فضلا عن أن البناء الفلسطيني في مناطق "ج" يتم هدمه بسبب عدم ترخيصه، وحوالي 1300 فلسطيني نزحوا بسبب عمليات التدمير عام 2016.
وقال كيري: "نحن قلقون لحد كبير من الاستيطان لان نجاح أجندة الاستيطان في الضفة يهدد حياة 2 مليون و700 ألف يواجهون قيود يومية ويتنقلوا عبر نقاط تفتيش، فإذا كان هناك دولة واحدة سيكون هناك ملايين الفلسطينيين في جيوب بالضفة الغربية دون حقوق سياسية أو نظام تربوي أو رعاية صحية وتحت احتلال يحرمهم من الحريات وهذا غير قابل للنجاح".
وقال: "الدول العربية لن تطبع علاقاتها مع إسرائيل إذا لم تحل مشكلتها مع الفلسطينيين، وهذا ما أكدت عليه مبادرة السلام العربية".
وأضاف: أساس تصويتنا في مجلس الأمن الحفاظ على حل الدولتين. يجب على الجانبين التحلي بالمسؤولية في هذا السياق، وأي تحريض على العنف يجب أن يتوقف.
وتابع: كل الادارات الاميركية الديمقراطية والجمهورية عارضت الاستيطان لأنه يتعارض مع السلام. الكل يعارض الاستيطان بمن فيهم أصدقاء إسرائيل الذين صوتوا لمصلحة هذا القرار.
وقال: القدس الشرقية ارض محتلة وهذه قضية واضحة وليست جديدة، كل الادارات الاميركية منذ 1967 تعترف أن القدس الشرقية أرض محتلة.