رام الله الإخباري
نشرت بلدية البيرة اليوم، تفاصيل مهمة حول سير أعمال مشروع إعادة تأهيل البنية التحتية في شارع البيرة – القدس، نظرًا لحيويته وأهميته الكبيرة لجميع الوطن، وليس فقط لمدينة البيرة ومواطنيها.
ويعتبر شارع البيرة – القدس أحد أهم الشوارع في فلسطين، نظرًا لموقعه الإستراتيجي، الذي لا يعتبر مدخلًا لمحافظة رام الله والبيرة فحسب بل هو شريان الربط بين جنوب الضفة الغربية مع وسطها وشمالها، كما أنه الطريق نحو القدس العاصمة، وبناء على ذلك
وقامت البلدية بمباشرة العمل على إعادة تأهيل هذا الشارع مع عدد من الشركاء الإستراتيجيين، لتقديم خدمات أفضل لمواطني محافظة رام الله والبيرة، بالإضافة لعابري الشارع من كافة أنحاء الوطن.
ووفقًا لتساؤلات واستفسارات العديد من المواطنين، حول آلية تحديد موعد تنفيذ المشروع، أوضح رئيس بلدية البيرة بالإنابة السيد جمال شلطف، أن البلدية قامت بدراسة لطبيعة شارع البيرة – القدس، ووجدت أن هذه الفترة هي الأفضل لتنفيذ المشروع – الممول بشكل كامل من قبل بلدية البيرة- ، لأن عدد مستخدمي الشارع هي أقل بنسبة 70% مما تكون عليه خلال فترة الصيف بسبب كونها مصيفًا لعدد كبير من الفلسطينيين، وبسبب عودة المغتربين للمدينة، لذلك سعت البلدية على تنفيذ المشروع وفقًا لأقل الأضرار التي من الممكن أن تسببها أعمال إعادة التأهيل للمواطنين ومستخدمي الشارع.
وبين شلطف، أن أعمال إعادة التأهيل لهذا الشارع الرئيس الحيوي ليس منوطاً بالبلدية وحدها بل تقوم بها البلدية مع 6 شركاء آخرين في شارع القدس، كما أن كل من الشركاء الستة يشرفون على متعهدهم الخاص، مما يجعلها أعمالًا ضخمة، على مستوى المحافظات، وليست مقتصرة على مدينة البيرة وحدها فقط، فالمشروع القائم تتشارك به بلدية البيرة، و"شركة كهرباء محافظة القدس" التي تسعى لتجديد خطوطها لتقوية التيار الكهربائي المغذي لمحافظة رام الله والبيرة والقرى المحيطة، كما أن "مصلحة مياه محافظة القدس" تعمل على تجديد أنابيب المياه المتآكلة، وضمان وصول خطوط جديدة لكافة المنازل على طول الشارع، بالإضافة لتغذية كافة أرجاء المحافظة، و"شركة الاتصالات الفلسطينية" التي تقوم بتجديد واستبدال خطوط الهاتف الموجودة منذ عشرات السنوات، لضمان خدمات أكثر كفاءة للمواطنين، وتكاملًا مع ذلك تقوم شركات خدمات الإنترنت هي أيضًا بإجراء أعمال تمديد لخطوط فائقة السرعة، ليتسنى للمواطنين من الاستفادة من خدمة الإنترنت بشكل أكبر، ناهيك عن استبدال خطوط الصرف الصحي بأخرى جديدة بطول 2100 متر، أكبر وأكثر قدرة على تحمل الضغط السكاني المتزايد للمدينة والتي هي من مسؤولية البلدية. حيث يبلغ عدد سكان مدينة البيرة قرابة 85 ألف نسمة رغم إنها تخدم عددا أكبر بكثير في النهار بحكم أنها المدينة المركزية التي تحتوي على أكبر عدد من مقار الوزارات والأجهزة الأمنية والمقار السيادية، بالإضافة 15 مدرسة حكومية وعدد كبير من المدارس الخاصة.
المعيقات
وقال مدير المشاريع في البلدية المهندس يوسف البابا، إن شارع البيرة – القدس يحفل بحركة مرورية ضخمة، تشكل عائقًا أمام الطواقم العاملة على إعادة تأهيله، حيث لا يمكن إغلاق الشارع بشكل كامل لإنجاز الأعمال، نظرًا لعدم وجود طرق بديلة تحتمل الحركة المرورية الهائلة كما هي الحال، والاستمرار بالعمل أثناء مرور المركبات والحركة النشطة في الشارع تسهم بشكل كبير بإبطاء وتيرة الأعمال، فعلى سبيل المثال، إن يوم الخميس من كل أسبوع يشهد تضاعفًا بالحركة المرورية على طول هذا الشارع، مما يمنع بشكل أو بآخر إنجاز أي تقدم بالأعمال، في ظل ما تشهده المحافظة ككل من ارتفاع كبير بالحركة المرورية، كما يلاحظ من نسبة تراخيص السيارات الجديدة، مما يجعل الحمل على هذا الشاعر مضاعفًا، مع المركبات ذات لوحات التسجيل الصفراء التي تسلكه أيضًا بحكم أنه يربط مناطق الضفة الغربية بالقدس المحتلة من خلال حاجز قلنديا العسكري القريب منه، وكذلك منطقتي سميراميس وكفر عقب.
وشدد البابا على أن أغلب الشبكات الممتدة في شارع البيرة – القدس هي شبكات قديمة، والمخططات تبين وتوضح توزيعها تحت الأرض، مما يتطلب جهدًا مضاعفًا من العمل لعلاج هذه الإشكالية.
من جانبه، قال مدير بلدية البيرة زياد الطويل، إن البلدية تشكر صبر وتعاون المواطنين على الأعمال الجارية في شارع البيرة – القدس، موضحًا أن هذه الأعمال التي قد تتسبب بتعطيل جزئي أحيانًا لحركة المرور، أو للحياة الطبيعية لعابري هذا الشارع، إلا أن من شأنها إفادة المواطنين بأفضل الخدمات خلال السنوات الطويلة القادمة، خصوصًا أن الأعمال التي تجري هناك هي أعمال شاملة على طول الشارع البالغ 3 كيلومتر، أي أنه لن يضطر أي مواطن أو أي شركة خدمات أن تقوم بحفريات جديدة عقب الانتهاء من المشروع، الذي يستبدل خطوط الخدمات كافة والتي عمرها يمتد منذ عشرات السنوات.
كما وجه الطويل دعوة للمواطنين، للتعاون مع الطواقم العاملة في الشارع، وأكد أن أبواب البلدية دومًا مفتوحة لإبداء أي ملاحظات تتعلق بهذا المشروع أو غيره، من خلال القدوم بشكل شخصي لمقر البلدية، أو التواصل عبر الهاتف، أو من خلال صفحات البلدية على مواقع التواصل الاجتماعي، أو باستخدام تطبيق البلدية الذي أطلقته مؤخراً على الهواتف المحمولة والذي من خلاله يمكنهم الإبلاغ فوراً عن أي خلل أو شكوى.
وختم الطويل، بأن هذا المشروع يأتي ضمن رؤية مجلس بلدي البيرة لتطوير المدينة، ورفدها بأفضل الخدمات التي سيلمسها المواطنون عند الانتهاء من المشروع، الذي لن يكون آخر الإنجازات المتميزة للبلدية ولكنها إحدى أكثر المشاريع تحدياً وأكثرها تشابكاً.
القدس دوت كوم