رام الله الإخباري
نفت والدة المتهم المصري بتفجير نفسه بكنيسة ملحقة بكاتدرائية الأقباط، شرقي القاهرة، مسؤوليته عن الحادث، فيما رد مصدر أمني بالقول إنها "قد تكون مصدومة ولا تعي ما تقوله".
وأمس الأحد، قتل 25 شخصا معظمهم من النساء والأطفال في تفجير وقع داخل الكنيسة البطرسية، نفذه كما أعلن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ظهر اليوم، انتحاري بحزام ناسف يدعى محمود شفيق محمد مصطفى (22 عاما).
و قالت والدة المتهم، (أم محمد) والمقيمة في محافظة الفيوم (وسط): "لا أصدق هذا الاتهام، ابني مسافر حاليًا في السودان، حيث إنه يساعد أشقائه على ظروف المعيشة".
وموجهة حديثها للسلطات المصرية، أضافت السيدة التي اكتفت بذكر لقبها (أم محمد): "هاتولي (احضروا لي) الجثة، وأنا اتعرف عليها، هو أم لا". واستنكرت اتهام نجلها بالإرهاب، قائلة لمراسلة الأناضول: "هذا حالنا كما ترين، هل هذا منزل إرهابيين كما يدعون"، مشيرة إلى أركان منزلها البسيط.
وبسؤالها عن آخر اتصال مع نجلها، قالت: "آخر مرة كلمني منذ أسبوع، لم نتحدث خلالها كثيرًا، وكان يشعر أن التليفون مراقب من الأمن". وتابعت: "ابني كان يدرس في كلية العلوم، وحصل على المركز الرابع على مستوى محافظة الفيوم (جنوب القاهرة) في الثانوية العامة".
وحول اتهامه في وقت سابق بالتحريض على العنف، ذكرت "أُلقي القبض عليه في قضية تظاهر منذ سنتين، ثم حصل على إخلاء سبيل وسافر السودان، ومن وقتها لا يتواصل معنا إلا على فترات بعيدة، للاطمئنان علينا".
ولفتت والدة المتهم إلى أن "زوجها كان ضابطًا احتياطًا بالقوات المسلحة، ولها ابن آخر مجند بالجيش المصري، ألقى الأمن القبض عليه أمس الأحد برفقة شقيقه سائق توكتوك (سيارة ثلاثية الإطارات)"، وفق كلامها.
في المقابل، رد مصدر أمني على حديث والدة المتهم: "من الممكن أن تكون مصدومة، لكن من المؤكد أنها لا تعي ما تقوله لأن ابنها ارتكب الجريمة وتم التوصل إليه في نفس يوم التفجير من خلال كاميرات المراقبة التي أظهرته بوضوح".
وأضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه كونه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام: "عندما قامت أجهزة الأمن بجمع الأشلاء لاحظنا أن جميع الضحايا لسيدات ما عدا جثتين تبين أنها لذكور وبفحصهما تبين أن إحداها لفرد أمن بالكنيسة بينما بقيت الأخرى مجهولة حتى تم تجميع الأشلاء ومضاهاتها بالصور التي ظهرت في تسجيلات الكاميرات وتبين أن الكاميرات التقطت صورًا واضحة للمتهم".
وحول حديث والدة المتهم عن سفره إلى السودان، ذكر المصدر الأمني: "ما تردده والدته حول كونه في السودان كلام غير حقيقي، لأن الاتصالات بينهما كانت منقطعة، وهو بالفعل سافر إلى السودان مرة وعاد منذ فترة".
وحول تفاصيل طريقة تفجير الكنيسة، أوضح مصدر أمني آخر للأناضول، في وقت سابق، أن "المتهم تسلل إلى الكنيسة عبر باب جانبي مرتدياً حزاماً ناسفاً، ولم يتحقق الأمن الإداري أو الشرطة من شخصيته".
وأشار إلى أنه "تم تجميع وجه المتهم، وتبين أنه سبق اتهامه في قضية سلاح وحيازة قنبلة يدوية مارس/ آذار عام 2014 وتم الحكم عليه بالسجن لمدة عام ونصف العام، حينها".
وكشف المصدر أن الانتحاري، عقب قضاء المحكومية، توجه إلى سيناء (شمال شرق) "وانضم إلى من يطلقون على أنفسهم ولاية سيناء، واعتنق أفكارًا تكفيرية، نفذ على إثرها العملية الإرهابية بالكنيسة".
وأكد المصدر أن "جهات أمنية حدّدت هوية متهمين هاربين ضمن عناصر في الخلية الإرهابية، التي رصدت الكنيسة وتعاونت في المخطط وتجهيز المتفجرات، وتم ضبطهم، من بينهم سيدة".
ويُعد الهجوم الذي تعرضه له الكنيسة البطرسية أول تفجير على الإطلاق يشهده مجمع الكاتدرائية، وهو المقر الرئيسي الكنسي للمسيحيين الأرثوذكس، الذين يمثلون العدد الأكبر من المسيحيين في مصر.
وحتى مساء اليوم الاثنين، لم تتبن أي جهة المسؤولية عن الهجوم. وتقدر الكنيسة المصرية عدد الأقباط بنحو 15 مليون نسمة، من إجمالي عدد السكان البالغ 92 مليون نسمة، ولا توجد أرقام رسمية بتعداد الأقباط في البلاد.
الاناضول