رام الله الإخباري
في غضون 4 أيام فقط منذ أن شن تنظيم داعش أول هجوم على تدمر الخميس الماضي، وسيطر على 8 حواجز دفعة واحدة، إلى أن أعلن سيطرته اليوم على كامل مدينة تدمر الأثرية بريف حمص الشرقي،
جرت انهيارات متتالية في صفوف قوات النظام دونما مقاومة تذكر، وتقدم مستمر للتنظيم بلا تراجع، وسط فرقعة إعلامية للنظام ودعاية روسية حاولت جاهدة تكذيب الخبر، فيما يبقى السؤال الأهم كيف تمكن التنظيم بهذه السرعة من التقدم في تدمر بعد مرور 9 أشهر على إحكام السيطرة عليها من قبل قوات النظام.
ماالذي ساعد التنظيم
يؤكد المحلل العسكري "راني جابر أن التقدم الذي أحرزه التنظيم يعود لسحب النظام لقسم مهم من القوات التي دخلت في معركة تدمر قبل عدة أشهر واستبدالها بعناصر قليلة العدد وغير مدربة، كما سحب معهم قسم كبير من العتاد والأسلحة الثقيلة وزجها في معركة احتلال حلب.
فانعدام التدريب والخبرة هي أحد أهم نقاط ضعف عناصر النظام بشكل عام، والتي غطى عليها بالكثافة النارية والكثرة العددية.
راقب التنظيم ذلك ونفذ مجموعة من الهجمات الواسعة النطاق التي استهدفت جميع النقاط الدفاعية للنظام خارج المدينة وصولاً حتى مطار التيفور العسكري، حيث سيطر التنظيم على الكتيبة المهجورة شمال مطار التيفور وسط انهيارات كبيرة في صفوف قوات الأسد وميليشياته.
ميليشيا "الدفاع الوطني"
وفي السياق ذاته كشفت مصادر إعلامية موالية لنظام الأسد في محافظة السويداء، أن غالبية قتلى عناصر ميليشيا "الدفاع الوطني" الذين سقطوا في الاشتباكات مع تنظيم "الدولة" في بادية حمص خلال اليومين الماضيين هم عناصر الدفاع الوطني من محافظة السويداء.
ولفتت المصادر، أن عناصر "الدفاع الوطني" الذين تم قتلهم على يد التنظيم أو أسرهم، كانوا قد أرسلوا قبل بضعة أشهر فقط، وبعضهم لم يتجاوز وجوده الشهر، مشيرةً إلى أن قوات النظام وزعتهم على حقول النفط والغاز لحمايتها من هجمات التنظيم بحسب "بلدي نيوز".
واعترفت المصادر، بمصرع ما يزيد عن 50 قتيلا، فيما قالت إن عدد المفقودين تجاوز الثلاثين عنصراً، وأن غالبية المفقودين هم من ميليشيات الدفاع الوطني في السويداء، علما بأن ذات المواقع تعرضت لهجوم مماثل قبل شهر قتل خلاله عدد كبير من هذ الميليشيات.
صدمة لقوات النظام
كما يوضح راني بأن التنظيم نفذ مناورات واسعة في الصحراء وهاجم النقاط الحاكمة و الاستراتيجية التي تشرف وتسيطر وتتحكم بالمناطق التي يسعى للسيطرة عليها، حيث استغل سهولة التنقل في البادية المفتوحة لينفذ هجماته بسرعة ما تسبب بحالة من الصدمة لدى قوات النظام التي لم تتوقع هجمات بهذا الشكل والحجم خصوصا مع انشغال التنظيم في معركتي الباب و الموصل.
وبعد ذلك انتقل التنظيم من حالة الهجوم المدعوم نارياً بشكل كبير إلى حالة الدفاع مع تغطية نارية اقل، والذي يعد أحد اسباب انكسار قوات النظام في تدمر.
كيف رد النظام
أما بالنسبة للرد الروسي والنظام على التقدم داخل المدينة أكد راني بأنه تلخص بسحب عناصر من حلب وإرسالهم على شكل تعزيزات إلى المدينة وتكثيف القصف الروسي عليها الذي وصل حد استخدام القاذفات الاستراتيجية، فيما لم يفلح ذلك بتحقيق أي تقدم على الأرض.
وكانت وكالة أنباء النظام "سانا" نقلت عن مصدر عسكري قوله إن وحدات جيش الأسد تصدت لمجموعات "إرهابية" من ما يسمى تنظيم "داعش"، وهاجمت نقاطا عسكرية في محيط كل من تدمر وحقلي شاعر وجزل النفطيين وزملة والكتيبة المهجورة وقرية الباردة إلى الجنوب الغربي من مدينة تدمر.
الضباط الروس وقيادات من الميليشيات الإيرانية غادروا تدمر
يشار هنا إلى أن مصادر خاصة بالـ"درر الشامية" كشفت أن أن الخبراء والضباط الروس وضباط نظام الأسد قد غادروا مدينة تدمر قبل يومين من هجوم تنظيم الدولة على المدينة، وذكرت المصادر أن الضباط الروس وقيادات من الميليشيات الإيرانية قد غادرت المدينة في الخامس من الشهر الحالي كانون الأول وتم نقلهم بطائرات مروحية إلى مدينة حمص، وتبعهم بعد يوم واحد ضباط برتب عالية تابعة لنظام الأسد أي قبل يومين من هجوم تنظيم الدولة على أطراف المدينة.
وأضافت المصادر: أنه مع تقدم التنظيم إلى المدينة قام فرع الأمن العسكري أمس بإخلاء الضباط وصف الضباط وأبقى على عناصر الفرع وعناصر الدفاع المدني والذين يتجاوز عددهم الـ400 مقاتل.
اورينت نيوز